اقيمت وقفة تضامنية في مقر فوج إطفاء بيروت - الكرنتينا، مع شهدائه وجميع الضحايا الذين سقطوا في انفجار المرفأ، شارك فيها محافظ بيروت القاضي مروان عبود، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، قائد فوج إطفاء بيروت العقيد الركن نبيل خنكرلي وضباط ورتباء وأفراد الفوج، رئيس تجمع الجمعيات الأهلية الخيرية في صيدا ماجد حمتو وممثلو جمعيات اهلية محلية ودولية وممثلو جمعية النجدة الشعبية الفرنسية وشركة MG service وشركة GP stellar.
بداية رحب رئيس شعبة العلاقات العامة في الفوج الملازم أول علي نجم بالحضور، تلاه خنكرلي مشيرا الى ان "عناصر الإطفاء هم جنود مجهولون من جنود هذا الوطن الذين يعملون بصمت وإخلاص من أجل حماية الممتلكات والأرواح والأرزاق وهم فخورون بعملهم لدرجة الشهادة".
وقال:"مسيرتنا طويلة وشاقة، وأمامنا الكثير من الجهد والعمل لكن عزائمنا لن تهون مهما قست الظروف واشتدت المصاعب، فمن إيماننا الراسخ بلبنان وبمدينتنا بيروت نستمد روح العطاء والتضحية، ومن ثقة الناس بنا، نستمد القوة ونحصد النجاح"، مؤكدين أن "الفوج مستمر في عهده ووعده، ولن يبخل عناصره بجهد أو عرق أو دم في سبيل الحفاظ على صورة لبنان الأخضر وعلى سلامة مواطنيه وأرزاقهم، فهم للواجب نداء وللوطن فداء".
وختم:"نحن رجال الإطفاء علمتنا الحياة أن قلب مدينتنا هو المحبة وطرقها التسامح والعفو، وأن نعطي ولا ننتظر الرد على العطاء، هذه هي صفات عناصر الفوج".
ثم تحدث عيتاني وقال:"ضيفنا الغالي الرئيس محمد السعودي لم يفاجئنا بما يقوم به، ولكنه يجعلنا نعد العدة كي نكافئه بالأفراح في صيدا".
وترحم على شهداء فوج الإطفاء متوجها إليهم:"قلوبنا معكم. صحيح أن قلوبنا انكسرت لكن زملاءكم في فوج الإطفاء يحملون الراية مكملين المسيرة الى الأمام لحماية بيروت وأهل بيروت".
وقال:"نحن، كرئيس مجلس بلدي وكمجلس بلدي لبيروت وضعنا إمكاناتنا كافة ونحن على استعداد لمساعدة فوج الإطفاء على الإستمرار بأفضل حال وإلى الأمام إن شاء الله، بتجهيزه بأفضل التجهيزات وبتطويره وتطوير عمله لكي نكون على قدر الحمل الذي نتحمل مسؤوليته والتي هي حماية مدينة بيروت".
وشكر رئيس بلدية صيدا وكل المؤسسات الأهلية القادمة من صيدا والتي أبهرتنا بنشاطها وهمتها وعطائها لمدينة بيروت وقال:"لن ننسى عبارة بيروت عكتافنا"، وتمنى "مكافأة صيدا وأهلها في أوقات الفرح"، معتبرا ذلك "عربونا لمحبة اللبنانيين بعضهم لبعض وللتعاون القائم بين صيدا وبيروت"، مشيرا الى "الإتفاق القائم منذ أربعة اعوام والذي تستقبل صيدا بموجبه 250 طنا من نفايات بيروت يوميا".
بدوره استهل السعودي كلمته بالترحم على شهداء فوج الإطفاء وقال:"عشرة من خيرة شباب لبنان وإن شاء الله سيكون دمهم رحمة على الفوج وعلى مدينة بيروت"، وتمنى الشفاء لآلاف الجرحى الموجودين في المستشفيات، واضعا "صيدا وإمكاناتها بتصرف مدينة بيروت"، مؤكدا ان "بيروت هي على رأس صيدا وليست على أكتافها وحسب".
أضاف:"بيروت هي عاصمة كل لبنان، طرابلس وصيدا وجميع أنحاء لبنان، ان لبنان صغير ولكن قلب شعبه كبير جدا"، وتوجه الى عيتاني بالقول:"نعتبرك قائدنا ونضع المجموعة القادمة من صيدا تحت إمرتكم وإمرة سعادة محافظ بيروت والمحبة كانت موجودة بلا شك وستبقى وتستمر"، وشكر كل المساهمين في إعمار مدينة بيروت ورفع الأذى عن الأحياء المنكوبة، منوها بما أسره له عيتاني من أن "مدينة بيروت ستنعم بكهرباء 24/24 من دون وزارة الطاقة"، متمنيا أن "تزول هذه الغيمة عن مدينة بيروت وعن كل لبنان".
اما عبود فقال:"ما صنعتموه للبنان لم يسبق أن صنعه أحد، اسماؤكم، أسماء الشهداء، أسماء الجرحى ستبقى عالقة في تاريخ هذه المدينة لمئة سنة الى الأمام.أنا أعرف مقدار محبة الناس وتقديرهم الكبير لكم، فعشرات الأشخاص يطلبون مني يوميا تكريمكم وإقامة التماثيل والنصب تذكارا لشهدائكم، وهذا دليل على أن النكبة التي أصابت بيروت روتها بدمائكم"، متمنيا "ألا نعيش مرة ثانية هذا الحزن".
وتابع:"لكل الشعب اللبناني وأهل صيدا الذين عبروا عن دينامية يعجز اللسان عن وصفه، إن هذه النكبة أظهرت مقدار محبة بعضنا لبعض وتضامننا وطيبتنا"، وأمل في أن "يكون ما حدث فاتحة لولادة لبنان جديد وأن يولد لبنان الجديد من هنا" معربا عن "ثقته بأن الحزن الكبير سيؤدي الى انبلاج فجر كبير".
وجدد في الختام ثناءه لجهود أفراد وضباط الفوج ولشجاعتهم وقال:"نحن بجانبكم وسنبقى كذلك، ومكتبي هو مكتبكم لحل مشاكلكم "، متمنيا "مستقبلا أفضل مما مضى".