رياضة

كيف سيؤثر رحيل ميسي على الليغا؟

تم النشر في 31 آب 2020 | 00:00

قلق كبير تشهده أروقة الاتحاد الإسباني ورابطة الدوري الإسباني، بسبب فكرة رحيل النجم ‏الأرجنتيني ليونيل ميسي عن فريقه برشلونة، ليس لأنهم مشجعون للنادي الكتالوني، ولكن لأنهم ‏قلقون من "كارثة" تهدد بنهاية شعبية الليغا الطاغية.‏

وخسر الدوري الإسباني "الليغا" نجمين عملاقين في السنوات الماضية، وهما البرازيلي نيمار، ‏الذي ترك برشلونة متجها إلى باريس سان جرمان في 2017، والبرتغالي كريسيتانو رونالدو، ‏الذي غادر ريال مدريد إلى يوفنتوس الإيطالي في 2018.‏

ولكن القضية الآن أكبر من ذلك، فميسي هو الوجه الأول للدوري، وقد يكون الوجه الأول لكرة ‏القدم بشكل عام، في آخر 15 عاما، ورحيله قد يعني "كارثة" حقيقية للبطولة التي تعد من بين ‏الأقوى عالميا.‏

الشعبية

شعبية الدوري ستتعرض لضربة حقيقية، برحيل ميسي، حيث جذب النجم الأرجنتيني الملايين ‏من المشجعين حول العالم، لمشاهدته وهو يقارع ريال مدريد، حتى بعد رحيل رونالدو.‏

وجذبت فكرة ميسي وبرشلونة الملايين من المتابعين، وحتى مشجعي الفرق الأخرى، لمشاهدته، ‏ولكن غيابه الآن قد يدفع ملايين المشجعين المحايدين بعيدا عن الدوري.‏

الجماهير الصغار

تعتمد الدوريات الأوروبية على جذب الأطفال والجماهير صغيرة السن، فهم يكونون شريحة ‏المستقبل، وميسي من أكثر اللاعبين المحبوبين بالنسبة لصغار السن.‏

ومع رحيله، وقبله رونالدو ونيمار، قد تفقد الليغا جماهيرها "الصغار"، خاصة وأنها فشلت في ‏إخراج نجوم مهارية صغيرة بالسن في السنوات الأخيرة، لجذب الجماهير، مثل ما أخرجت ‏فرنسا كيليان مبابي، وأخرجت ألمانيا كاي هافيرتس وجيادن سانشو وألفونسو دايفيز.‏

الليغا كانت تعتمد بشكل كبير على عنصر "المتعة" الذي يوفره ميسي ونيمار في برشلونة، لجذب ‏الصغار، وكذلك على المنافسة "الشرسة" بينه وبين رونالدو وريال مدريد، وكل هذه العوامل ‏قاربت على النهاية الآن، من دون أي مواهب "واعدة" تحمل على أكتافها الدوري الإسباني.‏

النقل التلفزيوني

يعتمد فريقا ريال مدريد وبرشلونة بنسبة 30 بالمئة على حقوق النقل التلفزيوني، التي وصلت إلى ‏‏5 مليارات دولار على 5 أعوام قادمة، مقسمة على فرق الدوري بالتفاوت.‏

ولكن ماذا سيحصل بعد الأعوام الخمس؟ هل ستنفق محطات النقل العالمية هذا المبلغ الضخم لنقل ‏الدوري الإسباني من دون ميسي؟ انخفاض موارد النقل التلفزيوني يعني دخلا أقل لأندية إسبانيا، ‏مما يعني قدرة شرائية أقل للمنافسة في أوروبا، وجذب نجوم جدد، يعوضون رحيل "البرغوث".‏

الحضور الجماهيري

ويعتمد برشلونة بشكل كبير جدا على الحضور الجماهيري خلال المباريات، كما أن شريحة ‏محترمة من الجماهير، هم سياح قادمون خصيصا لمشاهدة الفريق، وبالتحديد لمشاهدة ميسي ‏على أرض الملعب.‏

انخفاض الحضور الجماهيري أمر لا بد منه، في حال رحيل ميسي عن برشلونة، مما سيمثل ‏ضربة مادية حقيقية للفريق.‏

الخضوع التام للبريميرليغ

الدوري الإنجليزي الممتاز بدأ بالتحليق بعبدا عن دوريات أوروبا، ومع انتقال ميسي للبريميرليغ، ‏قد تصبح الفجوة أكبر من قدرة الليغا، مما يعني الخضوع الكامل لإنجلترا من ناحية الشعبية، ‏وربما لاحقا من ناحية الإنجازات القارية.‏

لرسم صورة أوضح للقدرة الكبيرة لأندية الدوري الإنجليزي، تعاقد ليدز يونايتد الصاعد حديثا ‏للبريميرليغ، مع مهاجم منتخب إسبانيا الأول، رودريغو مورينو، قادما من فالنسيا، وهو انتقال ‏وصفه الصحفي الإسباني ألبيرتو أوجوغو أونو: "انتقال رودريغو إلى ليدز هو بمثابة تعاقد ‏إيلتشي الإسباني مع هاري كين".‏

وصف أونو جاء لتوضيح الفرق الشاسع بين إسبانيا وإنجلترا، التي تستطيع جذب أفضل مهاجمي ‏بلادها لناد صاعد حديثا، بينما تنازع إسبانيا على الخروج من مأزق "كرة القدم بالأبيض ‏والأسود"، وهو الوصف الذي أطلقته الصحافة الإسبانية على الليغا التي قد تعود عشرات السنين ‏للوراء، في حال رحيل نجم الدوري الأول، ليونيل ميسي.‏