لا تزال المخرجة ريما الرحباني تقفل خطّها أمام اتصالات الصحافيين الراغبين بالاستفسار عن زيارة ماكرون للسيّدة فيروز، وهي زيارة رفض الرّئيس الفرنسي الحديث عن تفاصيلها للصحافيين، مؤكّداً أنّه يفضّل ترك الأمر للسيّدة فيروز لأن "المجالس بالأمانات".
وقد نشرت ريما ثلاث صور تجمع السيدة فيروز بماكرون من منزلها في الرابية، بدت فيها فيروز وهي تضع قناعاً واقياً من كورونا، والابتسامة تعلو وجهها، بإطلالة بسيطة بعباءتها الشرقية، وبتسريحة شعر منسدل وابتسامة خجولة,
أما منزلها، فبدا أهم ما قيل في تلك الجلسة، حيث تمكّن اللبنانيون من خلال تلك الصور للمرة الأولى، من اكتشاف بعض التفاصيل عن فيروز، أين تجلس، أين تشرب قهوتها، ماذا يزيّن جدران منزلها، أيقونات للسيّدة العذراء، وصور السيدة مرسومة تعلو الحائط، وكنبة "معرّقة" كما في أغاني فيروز القروية، بيت باختصار يشبه فيروز في ذاكرتنا، وبتفاصيله أهم من أهم حديث دار بين ماكرون وبين فنانة كبيرة قليلة الكلام صمتها "القصّة كلها".
اللبنانيون تناسوا اليوم همومهم، صور فيروز أدخلت البهجة إلى القلوب، الابتسامة تعلو وجهها، لا تزال بخير، وجه لبنان الجميل لا يزال بخير، صحّتها جيدة، منزلها حيث تقيم يشبه خيالاتنا، لم تخيّب أملنا، لقاؤها بماكرون كان لقاء ممثلة حقيقية للشعب اللبناني برئيس أجنبي، امرأة تشبه كل نساء لبنان، ومنزلها يشبه بيوتنا وملابسها تشبه ملابس أمهاتنا وجداتنا محبوكة بالبركة والأصالة.
صور فيروز تغزو اليوم مواقع التواصل الاجتماعي، ولسان حال اللبنانيين "إذا نحنا تفرقنا بيجمعنا حبّك"، بعضهم يدمع، وبعضهم يبتسم والكل يتساءل "لماذا طوال هذه السنوات حرمنا من إطلالة كهذه" تبلسم جراحنا ونحن بأمس الحاجة إلى من يبلسم جراحنا ويقول لنا إنّ فيروز لا تزال بيننا، وإننا لا نزال نعيش عصرها، فكرة تجعلنا نصبر على كل هذه الآلام في المئوية الأولى لبلد قالت عنه فيروز "كيف ما كنت بحبك".