أخبار لبنان

ماذا دار في الخلوة بين ماكرون وعون وبري؟

تم النشر في 2 أيلول 2020 | 00:00

لم تخرج المعلومات التي تسربت من لقاء القمة اللبنانية - الفرنسية بما هو غير مألوف، فقد ‏تنوّعت الملفات التي عرضت في الخلوة التي ضمّت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبقيت في العموميات بعدما استعرضا مختلف أوجه التعاون ‏الممكنة بين البلدين ووجوه الدعم الفرنسي المتمثّلة بما يتصل بنتائج انفجار المرفأ وبرامج ‏الإغاثة، كما المساعدات الطبية في مواجهة جائحة كورونا وتلك الناجمة عن انفجار المرفا‎.‎

وعلمت «الجمهورية» انّ أجواء اللقاء الثنائي بين عون وماكرون كانت جيدة جداً، بدأه عون ‏بشكر نظيره الفرنسي على المساهمة الفرنسية في تنظيف المرفأ والمساعدات العينية التي قدمتها ‏الى مختلف الجهات المختصة، كذلك مساعدة فرنسا في التحقيقات في انفجار المرفأ. وقد أخذ ‏الشق السياسي الحيّز الأكبر من النقاش، حيث وضعه عون في أجواء تشكيل الحكومة بعد تكليف ‏مصطفى اديب، واكد له انّ مدة التشكيل لن تستغرق وقتاً طويلاً، والهدف هو تشكيل حكومة ‏قادرة على مواجهة التحديات في المرحلة المقبلة مع تَمنّيه من كافة القيادات السياسية التجاوب ‏بمسار تشكيل الحكومة لضمان ثقة المجتمع الدولي، خصوصاً انه سيكون من أبرز مسؤولياته ‏ومهماته إقرار الاصلاحات ومكافحة الفساد وتصحيح الخلل في القطاع المصرفي‎».‎

ورد ماكرون على عون قائلاً: «كن على ثقة انّ فرنسا ستبقى الى جانب لبنان ولن تترك ‏اللبنانيين في هذا الظرف الصعب، وهذا هو الخيار الدائم وسيبقى كذلك، واذا اقتضى الأمر ان ‏ازور لبنان مرة اخرى للمساهمة فأنا جاهز وبلادي جاهزة للمساعدة في تحقيق خطط النهوض ‏المطلوبة ضمن الاصلاحات في كافة المجالات، والتي سبق ان تحددت». وشدد على المساعدة ‏في إزالة آثار الانفجار، مؤكداً انها مستمرة حتى إنجاز الفرق المعنية مهمتها بالتعاون مع الجيش ‏اللبناني‎.‎

وتمّ التطرق الى المجال التربوي، حيث تحدث ماكرون عن الخطة لمساعدة المدارس والتخفيف ‏من معاناة الطلاب، وخصوصاً الصغار منهم‎.‎

وفي ما يتعلق بطرح «الدولة المدنية»، قال ماكرون «انّ هذا الطرح هو عامل مهم يساهم في ‏الحدّ من المناكفات التي تحصل دائماً بين القوى السياسية في لبنان عند طرح اي ملف ‏للمعالجة». واضاف: «انّ فرنسا تدعم الخيارات التي يلتقي عليها اللبنانيون». وتحدث ايضاً عن ‏‏«الدور الانساني الذي لعبه الفرنسيون، خصوصاً المهمة التي جاءت من اجلها «لو تونير» الى ‏لبنان‎.‎

وبعدما انضَمّ رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اللقاء، أعلن ماكرون عن نية فرنسا عقد مؤتمر ‏اقتصادي يخصّص لدعم لبنان تشارك فيه دول عربية واجنبية، وهو يندرج ضمن خطة النهوض ‏الاقتصادي وسيكون مكمّلاً لمؤتمر «سيدر» الذي انعقد في باريس، خصوصاً انّ دولاً عدة ‏شاركت فيه وتشارك فرنسا بهذه المهمة، وقد انعكس هذا الاهتمام في مؤتمر المساعدة الذي عقده ‏ماكرون في باريس في 9 آب. وقال ماكرون: «انّ موعد هذا المؤتمر سيحدد في اواخر تشرين ‏الثاني او بداية كانون الاول، أما المكان فيحدد لاحقاً». واكد انه «جاهز للتدخّل عند الضرورة ‏للمساهمة بإزالة العقبات امام اي حل سياسي في لبنان بين القوى السياسية، من دون ان يعني ذلك ‏تدخلاً بالشؤون اللبنانية»، مكرراً اكثر من مرة الحديث عن الاصلاحات. وخاطب عون قائلاً: ‏‏«يمكنك الاتكال على فرنسا، لبنان سيتعافى لأنه مميز ويجب ان نحافظ على خصوصيته، وهذا ‏لسان المجتمع الدولي كله وشركائنا وشركاء فرنسا‎». ‎

‎ ‎وطلب ماكرون من بري ان يكون هناك دور فعّال للمجلس النيابي في المرحلة المقبلة، ‏خصوصاً لجهة إعداد قوانين للاصلاحات عند الانتقال من مرحلة الى اخرى، فأكد له بري «انّ ‏المجلس مُستنفر لكل ما يرسل اليه من الحكومة بما خَصّ الاصلاحات، وهو سيتعاون الى أقصى ‏الحدود من اجل الاسراع بها‎».‎



الجمهورية