عرب وعالم

ملء سد النهضة لن يمر .. واشنطن ترد على إثيوبيا

تم النشر في 3 أيلول 2020 | 00:00

بعد يومين على طلب إثيوبيا توضيحا أميركيا بشأن ما أثير عن عقوبات آتية بسبب ملف سد ‏النهضة، أتى الرد الأميركي، مؤكداً وإن بطريقة غير مباشرة أن خطوة أديس أبابا الأحادية بشأن ‏ملء السد لن تمر مرور الكرام‎.‎

فقد أعلنت الولايات المتحدة رسميا أنها علّقت جزءاً من مساعداتها المالية لإثيوبيا رداً على قرار ‏البدء بملء السدّ قبل التوصّل لاتفاق مع مصر والسودان بشأن هذا المشروع الكهرمائي الضخم ‏الذي تبنيه على النيل الأزرق‎.‎

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان مساء أمس الأربعاء، إنه "بسبب قرار ‏إثيوبيا الأحادي الجانب ملء سد النهضة بدون اتفاق مع مصر والسودان" فإن وزير الخارجية ‏مايك بومبيو وبتوجيهات من الرئيس دونالد ترمب "قرّر تعليق جزء من المساعدات المخصّصة ‏لإثيوبيا مؤقتاً‎".‎

لكن البيان لم يحدّد مقدار المساعدات المشمولة بقرار التعليق ولا مدة تعليقها‎.‎

‎"‎مخاطر جسيمة‎"‎

كما شدد البيان على أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد إزاء عدم إحراز تقدم في ‏المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق ثلاثي حول ملء سد النهضة وإدارته‎".‎

وأوضحت واشنطن أن قرارها تعليق جزء من المساعدات المخصصة لإثيوبيا يعكس "مخاوف" ‏الولايات المتحدة من القرار الإثيوبي، معتبرة أن الشروع في ملء خزّان السد "قبل اتخاذ كافة ‏الإجراءات الأمنية" ينطوي على "مخاطر جسيمة على سكان دول المصب‎".‎

إلى ذلك، أضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيانه، أن الانتقال إلى "الملء أثناء ‏المفاوضات يقوّض ثقة الأطراف الأخرى"، متّهماً الحكومة الإثيوبية بعدم الوفاء بـ"التزاماتها" ‏لجهة انتظار مصير المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي قبل الشروع بأي خطوة عملية‎.‎

وأكد أن واشنطن "تجري مباحثات حثيثة مع الحكومات الثلاث" بهدف "تسهيل وصولها إلى ‏اتفاق عادل ومنصف يحقق توازناً" بين "مصالحها‎".‎

كما أضاف أن الإدارة الأميركية لن تتوانى عن استخدام "كل الأدوات المتاحة أمامها" للضغط ‏على الدول الثلاث للوصول إلى الاتفاق المرجو‎.‎

وكان السفير الإثيوبي لدى واشنطن فيتسوم أريغا أعلن، الثلاثاء، في منشور على فيسبوك، أنه ‏تلقى تأكيدات بأن أي تخفيض في المساعدة الأميركية لبلده سيكون "مؤقتاً". وقال "السد لنا ‏وسننجز بناءه بسواعدنا"‏‎.‎

‎"‎قلق متزايد‎"‎

يذكر أن سد النهضة الذي بدأت أديس أبابا ببنائه في 2011 سيصبح عند إنجازه أكبر سد ‏كهرمائي في إفريقيا، مع قدرة إنتاج بقوة ستة آلاف ميغاواط‎.‎

لكن هذا المشروع الحيوي لإثيوبيا والذي أقيم بارتفاع 145 مترا، يثير توترات حادّة بينها وبين ‏كلّ من السودان ومصر اللتين تتقاسمان مع إثيوبيا مياه النيل وتخشيان أن يحد السد من كمية ‏المياه التي تصل إليهما‎.‎

ومنذ 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء السد وتشغيله، لكنّها رغم ‏مرور هذه السنوات أخفقت في التوصل لاتفاق

أهمية حيوية

ففي حين تعتبر إثيوبيا أن الكهرباء المتوقّع توليدها من سد النهضة لها أهمية حيوية من أجل الدفع ‏بمشاريع تنموية في البلد الفقير البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة، يخشى السودان ‏ومصر أن يهدد هذا السد تدفّق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق حيث بني، وقد ‏تكون تداعياته مدمّرة على اقتصادهما ومواردهما المائية والغذائية، ولا سيّما بالنسبة إلى مصر ‏التي يؤمّن النيل 97 في المئة من احتياجاتها من المياه‎.‎

وكانت إثيوبيا تحفّظت سابقاً على تدخّل أطراف أخرى في النزاع، لا سيّما بعد محاولة وساطة ‏قامت بها الولايات المتحدة، بناء على طلب مصر، وانتهت في شباط/فبراير إلى الفشل، واتّهمت ‏أديس أبابا في حينه واشنطن بالتحيّز للقاهرة‎.‎

وتشدد مصر والسودان أيضاً على "ضرورة التوصّل إلى اتفاق ملزم يضمن حقوق ومصالح ‏الدول الثلاث وفق اتفاق إعلان المبادئ الموقّع في عام 2015 ومبادئ القانون الدولي، على أن ‏يضمن آلية فاعلة وملزمة لتسوية النزاعات"، لكن أديس أبابا ترفض هذا الأمر باعتبار أن السد ‏ملك لها‎.‎

يشار إلى أن أديس أبابا كانت نفذت هذا العام المرحلة الأولى من ملء خزان السد، وذلك بهدف ‏التوربينين الأولين، وهي خطوة حاسمة للبدء بإنتاج الطاقة‎.‎



العربية.نت ‏