خصصت وسائل الاعلام الإيطالية المسموعة والمرئية والمقرؤة مساحات واسعة لما يجري على الساحة اللبنانية، من خلال نقل شهادات للبنانيين تضرروا من انفجار مرفأ بيروت.
وأكد نائب رئيس البرلمان الاوروبي ماسيمو كستالدو ل "الوكالة الوطنية للاعلام" بعد لقاء جمعه مع السفيرة ميرا ضاهر في مقر السفارة اللبنانية، أن "الأعلام يقوم بدور فعال لحض الرأي العام على مساعدة لبنان"، مؤكدا أن "مزيدا من المساعدات ستصل بيروت قريبا وأن هناك خططا وبرامج تعدها إيطاليا لأعاده الأعمار".
وأبرزت الصحف الإيطالية على صفحاتها الاولى نداء الحبر الأعظم يوم الأربعاء الماضي الخاص بلبنان.
فصحيفة " La stampa " خصصت مساحة واسعة لنداء قداسة البابا فرنسيس الموجه للشعب اللبناني يوم الأربعاء الفائت، بعنوان "البابا فرنسيس للشعب اللبناني: لبنان هو رسالة حرية، وهو مثال على التعددية بين الشرق والغرب".
وقال: "لا يزال فكري يتوجه إلى لبنان العزيز وسكانه الذين يعانون، واليوم أكرر أنا أيضا ما قاله القديس يوحنا بولس الثاني لثلاثين سنة خلت في لحظة حاسمة من تاريخ البلاد: إزاء المآسي المتكررة التي يعرفها جميع سكان هذه الأرض، ندرك الخطر الشديد الذي يهدد وجود هذا البلد. لا يمكننا أن نترك لبنان في عزلته".
وذكرت وكالة أنباء " ADNKRONOS " بكلام قداسة البابا بالنسبة للذكرى المئوية لقيام لبنان الكبير: "منذ أكثر من مئة عام، كان لبنان بلد الرجاء. حتى في أحلك فترات تاريخهم، حافظ اللبنانيون على إيمانهم بالله وأظهروا القدرة على جعل أرضهم مكانا فريدا للتسامح والاحترام والتعايش في المنطقة. وبالتالي يصبح حقيقة التأكيد أن لبنان يمثل شيئا أكثر من دولة: لبنان هو رسالة حرية، وهو مثال على التعددية بين الشرق والغرب".
من بين الوسائل الإعلامية التي تناقلت حديث قداسة البابا عن لبنان، موقع "أخبار الفاتيكان"، حيث توجه الى اللبنانيين، بالقول: "الآن أسألكم أن توكلوا إلى العذراء مريم سيدة حريصا أحزاننا ورجاءنا، ولتعضد الذين يبكون أحباءهم ولتمنح الشجاعة لجميع الذين فقدوا بيوتهم وجزءا من حياتهم. ولتشفع لدى الرب يسوع لكي تزهر أرض الأرز مجددا، وتنشر أريج العيش معا في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. والآن أدعو الجميع لكي يقفوا بصمت ويصلوا من أجل لبنان".
كما تطرقت الوسائل الإعلامية الى زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين للبنان، والذي ترأس قداسا في باحة مزار سيدة لبنان - حريصا، على نية ضحايا انفجار مرفأ بيروت.
أما بالنسبة لنداء قداسة البابا الداعي الى الصوم والصلاة من أجل لبنان، فقد استجابت معظم الكنائس لذلك، وأقيمت القداديس ورفعت الصلوات.
وتحدث عن هذا الموضوع رئيس جمعية "الناس للناس" الاب عبدو رعد، الذي قال: "عقدنا ككنائس لقاء في الهواء الطلق، بسبب قواعد الحجر العام، استجابة لنداء قداسة البابا، لمناسبة مرور شهر على انفجار بيروت. المؤمنون لبوا دعوة البابا كي لا ينسى العالم لبنان بخاصة والشرق الأوسط بعامة حيث تتلبد غيوم الخلافات والحروب".
وتابع: "تجاوب مع هذه الدعوة عدد كبير من المؤمنين في مختلف أنحاء العالم. وتلقفت الكنيسة الإيطالية دعوة البابا والأساقفة الإيطاليون، وبشراكة مع الكنيسة الجامعة، وعبروا عن قرب إيطاليا من اللبنانيين المنهكين، وطلبوا من الكهنة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين أن يجتمعوا في لحظة صلاة من أجل بلد الارز وتناقلت الجرائد والمواقع الالكترونية وبخاصة الكنسية دعوة البابا والكنيسة".
ووجد عدد كبير من الرعايا وتجمعات المؤمنين في هذه الدعوة حضا على الثبات رغم المحن، وتشجيعا لجميع اللبنانيين كي يستمروا في الأمل ويجدوا القوة والطاقة اللازمتين للبدء من جديد.
كما رفع المؤمنون الصلاة على نية لبنان في مختلف المناطق، في الكنائس وفي الطبيعة، وعبروا عن إرادتهم في المساعدة والتضامن.