أفرجت سلطات أمن النظام السوري، السبت، عن الصحافي كنان وقاف، بعد اعتقال لثلاثة أيام، إثر كتابته تقريرا عن فساد في شركة كهرباء محافظة طرطوس المتوسطية.
وجاء اعتقال وقاف، بعد ساعات من إشادة رئيس النظام السوري بشار الأسد، بما وصفه بمكافحة الفساد في حكومته، ثم الطلب من إعلامه التركيز على قضايا كشف الفساد، في كلمته التي ألقاها بحكومته الجديدة، الأربعاء.
فساد موصوف
وكان كنان الذي يعمل في صحيفة الوحدة التابعة للنظام قد أعد تقريرا، في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، عن حال كهرباء محافظة طرطوس، وصف ما يجري من عمليات فيها، بفساد موصوف، متهماً بعض الأشخاص بالتعاقد عبر تسهيلات خاصة وغير قانونية من شركة كهرباء طرطوس، أدت لجمعه مبالغ مالية كبيرة بعشرات الملايين.
وفي تفاصيل الاعتقال، فقد تم استدعاء الصحافي من قبل الأمن الجنائي التابع لداخلية الأسد، في طرطوس، دون إعلان سبب الاستدعاء، فقرر الذهاب بنفسه، ليتم اعتقاله على الفور.
يشار في هذا السياق، إلى أن أمن النظام لم يقر مباشرة، باعتقال وقاف، لأسباب تتعلق بتحقيقه الصحافي بل تناوبت شخصيات من النظام، على تبديل التهم الموجهة إليه، بعد ساعات من اعتقاله.
تنصّل من سبب الاعتقال
وكان المبرر الأول الذي روّجه النظام للاعتقال، تشابه الأسماء، كما نقل عن محافظ طرطوس صفوان أبو سعدة الذي زعم أن الذي كان يجب أن يعتقل واحد آخر اسمه خليل وقاف، لا كنان وقاف.
ثم أعلن قائد شرطة محافظة طرطوس، العميد موسى الجاسم، أن اعتقال وقاف، كان بسبب تخلّفه عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش النظام، ليعلن بعدها أن سبب الاعتقال هو قيام الصحافي بقيادة سيارة لا أوراق نظامية لها. وبقيت تلك التهم تتبدل بحق الصحافي المذكور، حتى ليل أمس الجمعة، عندما أقرت الشرطة بأن سبب اعتقاله، كان شكوى تقدم بها أحد المذكورين في تحقيقه الصحافي، واتهمه فيه بالفساد.
وأعلن عماد سارة، وزير إعلام النظام بعد تدخله لإطلاق سراح الصحافي العامل في إحدى مؤسساته، أنه لن يتم اعتقال صحافي "بعد الآن" إلا بعد إخبار وزارته عن سبب التوقيف، أولاً.
كشف الفساد يفضي إلى الاعتقال
وكان الوزير عمّم من جانبه هو الآخر، لوسائل إعلام محلية، أن سبب اعتقال الصحافي هو تشابه وخلط في الأسماء، كما قال كاشفاً تدخل ثلاثة وزراء، في حكومة الأسد، لإطلاق سراحه، ليعود ويصرح اليوم السبت، لصحيفة الوطن شبه الرسمية، بأن "الصحافي يُحاسَب على ما ينشره، بموجب قانون الإعلام" في تصريح غير مباشر منه لسبب اعتقال الصحافي الذي اتهم إحدى مؤسسات النظام بـ"فساد موصوف".
في السياق، أصدر اتحاد الصحافيين التابع للنظام منذ قليل، بياناً تحدث فيه عن "مفارقة" هي اعتقال صحافي، بعد كلام الأسد عن "دور الإعلام في مكافحة الفساد" بحسب نص البيان الذي أقر بأن اعتقال الصحافي، جاء بسبب تقريره عن الفساد في مؤسسة كهرباء طرطوس، كاشفاً التهم الحقيقية التي وجهت إلى الصحافي وهي: "قدح إدارة عامة، وتحقير ونيل من هيبة الدولة، باستخدام الشبكة، علماً أن المادة منشورة في صحيفة رسمية". بحسب نص البيان السابق.
العربية.نت