منوعات

تجارب لقاح كورونا.. ما هي معايير النجاح والفشل؟

تم النشر في 7 أيلول 2020 | 00:00

تجري التجارب السريرية للقاحات المحتملة لفيروس كورونا المستجد على قدم وساق، ووصل ‏بعضها بالفعل لمرحلة تجربة اللقاح على أعداد كبيرة من البشر، فما هي طبيعة هذه المرحلة، ‏وكيف يمكن تحديد ما إذا كان اللقاح فعالا أم لا؟‎.‎

وتهدف المرحلة الأولى من التجارب السريرية، إلى التأكد من أمان اللقاح على البشر، ويتم ‏خلالها تجربته على أعداد صغيرة منهم. وبعد التأكد من أمانه، تتم تجربة اللقاح على آلاف ‏الأشخاص‎.‎

وفي الولايات المتحدة، يقوم العلماء بتجربة لقاح، ضمن المرحلة الثانية من التجارب السريرية، ‏على نحو 30 ألف متطوع‎.‎

ويحصل نصف هؤلاء على حقنة تحتوي على اللقاح المبتكر، بينما سيحصل النصف الآخر على ‏حقنة تحتوي على "لقاح وهمي"، ولن يكون بمقدور متلقي الحقنة أو من يعطيها، تمييز أيهما تم ‏إعطاؤه، مما يعني أنه ليس لدى أي من الطرفين فكرة محددة مسبقا عما قد تكون عليه النتيجة‎.‎

وتعتبر مثل هذه الدراسات بشكل عام، أفضل تصميم للحصول على إجابات قاطعة، وفق ما ذكر ‏موقع الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة‎.‎

واختار الباحثون تسجيل 30 ألف شخص لاختبار اللقاح، لأنه يجب إعطاؤه لعدد كاف من ‏الأشخاص الذين سيتعرضون لاحقا للفيروس‎.‎

ولأن الباحثين لم يعرفوا على وجه اليقين مكان انتشار الفيروس عندما كانوا مستعدين لاختبار ‏لقاحهم، فإنهم قاموا باختيار عدد كبير من المتطوعين، نظرا إلى عدم اليقين بشأن مكان حدوث ‏هذه العدوى، وفق ما أوضحت عالمة الإحصاء الحيوي في مركز فريد هتشينسون لأبحاث ‏السرطان في سياتل، هولي جينس‎.‎

ومن خلال إجراء تجربة كبيرة، يأمل الباحثون في معرفة ما إذا كان اللقاح آمنا وما إذا كان يمنع ‏العدوى‎.‎

وكانت دراسات السلامة الأولية قد أجريت عن طريق اختبار اللقاح على عدد صغير من ‏المتطوعين الأصحاء، فيما يجب أن تكشف التجربة التي تجرى على عدد كبير، عن أي آثار ‏جانبية أقل شيوعا‎.‎

ولتحديد ما إذا كان اللقاح يعمل أم لا، سيقارن الباحثون عدد الإصابات في الأشخاص الذين ‏يتلقون اللقاح النشط، مع عدد الإصابات في الأشخاص الذين يتلقون العلاج الوهمي‎.‎

وستقرر إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ما إذا كانت ستسمح باستخدام اللقاح أم لا. وكانت قد ‏قالت إن اللقاح يجب أن يقلل العدوى في المجموعة التي تم تلقيحها بنسبة 50 بالمئة على الأقل ‏ليتم أخذه في الاعتبار‎.‎

متى نعرف ما إذا كان اللقاح يعمل؟

لا تزال إجابة هذا السؤال غير واضحة لدى العلماء، إذ تعتمد هذه التجارب بشكل كبير على ‏تجربة اللقاح على عدد كاف من الناس المعرضين للإصابة بفيروس كورونا المستجد‎.‎

يشار إلى أنه للتأكد من أن الباحثين ليسوا على دراية بمن يحصل على اللقاح ومن يحصل على ‏الدواء الوهمي، فإن هيئة مستقلة ستتبع البيانات فور جمعها. وسيتكون مجلس مراقبة سلامة ‏البيانات من خبراء في جميع جوانب تصميم التجارب السريرية وتنفيذها‎.‎

ماذا يحدث إذا طرح اللقاح قبل التأكد من سلامته ونجاحه تماما؟

إذا لم يعمل اللقاح بشكل جيد، فسيستمر الناس في المرض وستتعرض حياتهم للخطر، فاللقاح ‏الفعال بنسبة 50 بالمئة فقط يعني أن الناس يمكن أن يصابوا بـ"كوفيد-19"، ولكن حتى اللقاح ‏الفعال جزئيا سيجعل الوباء أكثر قابلية للتحكم‎.‎

ويعني إطلاق لقاح له آثار جانبية خطيرة، حتى النادرة منها، أن الأشخاص الأصحاء تماما ‏سيعرضون صحتهم للخطر إذا حصلوا عليه. أما إذا نظر الجمهور إلى اللقاح على أنه فاشل، ‏فسيؤدي ذلك إلى تقويض الثقة في الحكومات‎.‎




سكاي نيوز عربية ‏