أخبار لبنان

العقوبات الأميركية... 8 آذار تستنفر وعون يَستفسِر

تم النشر في 10 أيلول 2020 | 00:00

كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: تحت سقف الرد الممانع المتوقع، استنفر "حزب الله" نصرةً ‏لحلفائه المعاقبين في "حركة أمل" و"تيار المردة" فهنأ كلاً من "الأخوين العزيزين" علي حسن ‏خليل ويوسف فنيانوس على نيلهما "وسام الشرف" بإدراجهما على قائمة العقوبات الأميركية، ‏منوهاً في الوقت عينه بموقف كل من هيئة الرئاسة في أمل ورئيس المردة سليمان فرنجية المؤكد ‏على "الثبات على الثوابت" رغم العقوبات. وفي حين كرّت سبحة الإدانات للعقوبات الأميركية ‏الجديدة على مختلف جبهات ومحاور قوى 8 آذار، لفت الانتباه نأي "التيار الوطني الحر" بنفسه ‏كلياً عن الموضوع، وسط معلومات متواترة تفيد بأنّ رئيس التيار جبران باسيل سارع خلال ‏الساعات الماضية إلى تفعيل قنوات الوساطة بين بيروت وواشنطن في محاولة لضمان تحييده ‏والدائرة المقربة منه من حزم العقوبات المقبلة، بينما اكتفى رئيس الجمهورية ميشال عون بخطوة ‏بدت أشبه بـ"رفع العتب" وتمثلت باستنفاره وزارة الخارجية طالباً منها الاستفسار عن "الظروف ‏التي أملت فرض عقوبات على خليل وفنيانوس‎"!‎

وإذا كانت الرسالة الأميركية "وصلت" حسبما رصدتها "عين التينة" من بين سطور العقوبات ‏على المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، بحيث وضع الموقف الحركي "فرمان" وزارة الخزانة ‏الأميركية في خانة الضغط على المفاوضات الحدودية والحكومية، على اعتبار أنّ استهداف ‏‏"الأخ علي حسن خليل" هو بمثابة "استهداف للبنان ولسيادته"... فإنّ الرسالة العربية أيضاً كانت ‏واضحة وجلية في المقابل من خلال مضامين بيان اللجنة الوزارية العربية الرباعية التي لم ‏تخرج فقرة تضامنها مع لبنان عن دائرة التضامن الإنساني والإغاثي في مواجهة تداعيات كارثة ‏المرفأ، مقابل تخصيصها "ثلاث فقرات" للإضاءة على "إساءات وارتكابات وتدخلات حزب ‏الله" في الدول العربية، مشددةً على كون الحزب "مصدراً رئيسياً للتوتر في المنطقة"، ومؤكدةً ‏على ضرورة "ردعه والتصدي له ولمن يدعمه". أما لمترقبي ماهية الموقف العربي إزاء ‏الحكومة اللبنانية، فكان الجواب بدعوتها الصريحة إلى "إدانة التصريحات والتدخلات السافرة من ‏قبل أحد مكوناتها الأساسية (حزب الله) في إطار الالتزام بعلاقات الأخوة التي تربط الدول ‏العربية بالجمهورية اللبنانية‎".‎

واستطراداً جاء موقف الخارجية السعودية ليحدد في جملة واحدة النظرة إلى العلاقة مع لبنان: ‏‏"نتمنى أن يستعيد عافيته ويصون سيادته بعيداً عن الميليشيات الطائفية والتدخلات الخارجية"... ‏وفي كل حرف من هذه العبارة المقتضبة، رصدت مصادر سياسية لبنانية معاني ودلالات "تؤكد ‏المؤكد لناحية حقيقة الموقف السعودي" تجاه لبنان الرسمي، موضحةً لـ"نداء الوطن" أنّ "المملكة ‏بربطها بين استعادة العافية اللبنانية وبين الابتعاد عن الميليشيات والتدخلات الخارجية اختصرت ‏الكثير من الأجوبة المنتظرة منها"، ومن هذا المنطلق رأت المصادر في الموقف الذي عبّر عنه ‏الوزير فيصل بن فرحان في الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء ‏الخارجية "ربطاً غير مباشر بين الدعم السعودي تحديداً، والعربي عموماً للبنان، وبين شرط أن ‏تكون الدولة اللبنانية محررة من سطوة حزب الله ونقطة على السطر"، لا سيما وأنّ مقاربة اللجنة ‏العربية لوضعية "حزب الله" لم تأت انطلاقاً من حيثيته اللبنانية الداخلية إنما من زاوية إدراجه ‏ضمن خانة "الميليشيات المسلحة التي تدعمها إيران وتبث الخراب والفوضى في كثير من الدول ‏العربية‎".‎

وكانت اللجنة العربية، كما الخارجية السعودية، قد شددت على أنّ أداء النظام الإيراني يحتل ‏المرتبة "الأخطر" على مستوى التهديدات التي تواجه المنطقة العربية، مفندةً في بيانها سلسلة ‏مسهبة من التحديات التي تواجهها المنطقة جراء التدخلات والاستفزازات الإيرانية، ليخلص ‏الاجتماع الذي عقد على هامش أعمال الدورة 154 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى ‏الوزاري، برئاسة الإمارات وبمشاركة مصر والسعودية والبحرين، والأمين العام لجامعة الدول ‏العربية، إلى الاتفاق على عقد اجتماعات دورية "من أجل تفعيل مقترح المملكة العربية السعودية ‏بالعمل على الانتهاء من صياغة الاستراتيجية العربية لمواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون ‏الداخلية للدول العربية والتصدي لها"، وذلك بالتوازي مع تشديد مصر عبر وزير خارجيتها ‏سامح شكري على أهمية "انتهاج سياسة عربية موحدة وحازمة لردع أنقرة والتصدي للممارسات ‏والتدخلات التركية السافرة في العديد من الدول العربية بما تمثله من تهديدات مستجدة تواجه ‏الأمن القومي العربي‎".‎

أما في ما يتصل بالقضية الفلسطينية فأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أنها "كانت ولا تزال ‏وستظل محل إجماع عربي وأن الغاية التي تسعى إليها الدول العربية كافة من دون استثناء هي ‏إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها ‏القدس الشرقية"، مشدداً على أنّ "خطة السلام التي تضمنتها مبادرة السلام العربية والتي اعتمدتها ‏القمة العربية في قمة بيروت 2002 لا تزال هي الخطة الأساس والمنطلق المتفق عليه عربياً ‏لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل بين العرب وإسرائيل‎".‎




نداء الوطن