تكنولوجيا

‎ 3 ‎أنواع و30 مليون جرعة.. أحدث تطورات لقاح كورونا في مصر

تم النشر في 11 أيلول 2020 | 00:00

بحجز 30 مليون جرعة من لقاح "جامعة أكسفورد" البريطاني مع اشتراط التأكد من فعاليته ‏وأمانه، بالتزامن مع احتمال إنتاج اللقاح الصيني أو الروسي في الداخل المصري حال نجاح ‏تجاربهما النهائية، تتواصل الجهود الحكومية المصرية من أجل تأمين حصة البلاد من اللقاحات ‏اللازمة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، خاصة مع اقتراب فصلي الخريف والشتاء، ‏ومخاطر ظهور موجة ثانية‎.‎

وفي حوار مع "سكاي نيوز عريية"، كشف الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة ‏كورونا التابعة لوزارة الصحة والسكان المصرية، عن تحركات القاهرة الكثيفة لتطوير وتوفير ‏مصل "آمن وفعال" ضد الفيروس‎.‎

وأحصت منظمة الصحة العالمية في آخر مؤتمر صحفي عقدته 35 لقاحا مرشحا، ويتم تقييمه ‏من خلال تجارب سريرية على الإنسان في أنحاء العالم‎.‎

وباتت 9 من بين هذه اللقاحات في المرحلة الأخيرة أو تستعد لأن تصبح في المرحلة الأخيرة. ‏ويتم فيها تقييم فعالية اللقاح على صعيد واسع يشمل آلاف المتطوّعين‎.‎

‎30 ‎مليون جرعة من "أكسفورد‎"‎

وقال حسني: "تتابع مصر باهتمام الأبحاث الخاصة بإنتاج وتطوير للقاح الذي طورته شركة ‏أسترازينيكا وجامعة أكسفورد فى بريطانيا، وقد جرى الاتفاق مع الشركة المنتجة على حجز 30 ‏مليون جرعة من المصل في حال ثبت فعالية وأمان اللقاح‎"‎

ولمح حسني إلى أن الشركة المنتجة للقاح أعلنت الأربعاء "وقفا مؤقتا" للتجارب السريرية ‏النهائية، بعد مرض أحد المتطوعين، دون معرفة حتى الآن هل هناك علاقة بين مرض المتطوع ‏والمصل أم لا‎.‎

في هذا الصدد، يؤكد حسني أن الاتفاق المصري مع الشركة البريطانية "يشترط أولا أمان اللقاح ‏قبل توفيره في البلاد‎".‎

وكانت شركة أسترازينيكا قد أكدت أن توقف التجارب السريرية النهائية للقاح كورونا "إجراء ‏روتيني" يتم في حالة إصابة أي مشترك بأي "مرض غير واضح‎".‎

تصنيع لقاح روسيا والصين بمصر

كما أبرز رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، العمل على إنتاج اللقاح الصيني فى مصر إذا ما ‏ثبت أيضا أنه آمن، دون أن يستبعد احتمال أن تكون القاهرة مصدرا لتصنيع اللقاح وإنتاج ما ‏يكفي البلاد محليا، ثم تصديره لأفريقيا بعد إعداد الدراسات اللازمة‎.‎

ونوه إلى اللقاء الذي عقدته وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد منذ يومين، مع مسؤولي ‏الشركة المنتجة للقاح الصيني لمتابعة آخر مستجدات التجارب، وبحث إنتاج اللقاح بمصر في ‏حال نجاح التجارب النهائية عليه‎.‎

ونبّه حسني إلى أن بلاده ستقوم بإجراء الدراسات والتجارب السريرية اللازمة على لقاح الصين، ‏لأن فعاليته قد تختلف على أساس الجنس والنوع، فالأفارقة قد يختلفون عن الآسيويين أو ‏الأوروبيين‎.‎

كما نتابع عن قرب– يستطرد - اللقاح الروسي، حيث أعددنا خططا لاحتمال إنتاجه محليا، وذلك ‏في حال نجاح تجاربه بشكل نهائي، والتأكد من عنصري الفعالية والامان‎.‎

ومع الاهتمام باللقاح البريطاني والصيني والروسي، تتابع القاهرة أيضا عن كثب اللقاح ‏الأميركي، ونتائج تجارب اللقاحات الأخرى على مستوى العالم‎.‎

من سيحصل على اللقاح؟

وحول إمكانية تطوير وإنتاج مصر لقاح كورونا، قال حسني إن "دول العالم تنقسم إلى 3 أنواع ، ‏الأول دول تسعى لإنتاج المصل، وآخرى تنتظره، وثالث يشارك في أبحاث ودراسات عالمية ‏لإنتاح اللقاحات، ومصر ضمن الفئة الثالثة‎".‎

وفي رده على خطة توزيع اللقاح في مصر، قال حسني: "بالفعل لقد وضعنا خطة لتوفيره لمن ‏هم أكثر احتياجا، والأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ويتصدرهم الطواقم الطبية، والفئات الأكثر ‏عرضة للإصابة بمضاعفات المرض مثل أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن‎.‎

وكان مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، محمد عوض تاج الدين، قد أكد في ‏تصريحات تلفزيونية أمس الأول الثلاثاء، أنه لا توجد دولة في العالم تقوم بإعطاء تطعيم أو لقاح ‏الإنفلونزا الموسمية لكل فئات الشعب‎.‎

أضاف أن الاستراتيجات الوقائية بمختلف الجمعيات الطبية العالمية بما فيها الجمعية المصرية ‏توصي بإعطاء هذا التطعيم لفئات معينة من الشعب، حسب الحاجة الطبية‎.‎

بروتوكولات علاج محدثة

وفي تصريحاته المطولة، تطرق الدكتور حسام حسني إلى تقييم بروتوكولات العلاج المعتمدة ‏بمستشفيات العزل المصرية، قائلا: "البروتوكول المعمول به حاليا ناجح جدا، بعد أن حقق نسب ‏شفاء جيدة، حيث اقتربت نسب التعافي من 70% من جملة أعداد المصابين‎".‎

وأكد حسني أن "عقار هيدروكسي كلوروكوين المستخدم في بروتوكول العلاج قد حقق نتائج ‏رائعة في علاج الحالات البسيطة والمتوسطة‎".‎

وأعلن أن وزارة الصحة أعدت سيناريوهات للتعامل مع أية أزمات أو طوارئ، قائلا: "نعتمد ‏على البرتوكول الحالي، ووضعنا أيضا بروتوكولا علاجيا محدثا لن يتم تفعيله واستخدامه إلا مع ‏حدوث ذروة في الموجة الأولى، أو ظهور موجة ثانية من الفيروس، أو أعراض جديدة له‎".‎

مخاوف من ارتفاع الإصابات

المسؤول بوزارة الصحة المصرية لم يخف خشيته بعد عودة الارتفاع النسبي في إصابات ‏كورونا مرة أخرى، خاصة مع اقتراب الشتاء، قائلا: "الأمر يدعو الجميع إلى توخي الحذر ‏والالتزام بالاجراءات الوقائية والاحترازية.. فلو فقدنا السيطرة فأعداد المصابين سترتفع‎".‎

ويرى "الناس بدأت في فقد حذرها، لذا فالمطلوب من الحكومة تشديد الرقابة من جديد، خاصة ‏في النوادي والمقاهي والمطاعم وأماكن التجمعات وغيرها، مع العمل على زيادة وعي المجتمع ‏حول كورونا، وأن الفيروس لم ينته بعد‎".‎

وبشأن احتمالات ارتفاع معدلات الإصابة خلال الفترة المقبلة، توقع حسني وجود ارتفاع في ‏الأرقام المعلنة من الوزارة بنسبة 10% فقط، حيث ستكون الزيادات ضمن هذا المعدل لا أكثر‎.‎

لكنه أبدى في نفس الوقت مخاوف من ارتفاع الإصابات خلال الشتاء حيث تقل المناعة، وبدء ‏تعامل البعض مع أعراض كورونا على أنها إنفلونزا موسمية دون تفرقة بينهما؛ لذا تقوم وزارة ‏الصحة بين الحين والآخر بتدشين حملات توعية لتوضيح الفرق في الأعراض بينهما‎.‎

ووجه رسالة للمصريين، قائلا: "كما سيطرنا على المرض، نعتمد عليكم في الانتصار عليه‎".‎

وأعلنت وزارة الصحة والسكان أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا ‏المستجد حتى مساء الخميس، هو 100557 حالة من ضمنهم 81597 حالة تم شفاؤها، و5590 ‏حالة وفاة‎.‎



سكاي نيوز عربية ‏