إقتصاد

"شحّ"البطاطا اللبنانية وارتفاع سعرها :وجبة الفقير..تطير!

تم النشر في 16 أيلول 2020 | 00:00

يشكو بعض تجار المنتجات الزراعية جنوباً من "شح"كبير في البطاطا اللبنانية في الأسواق ، بلغ في بعض المناطق حد فقدانها نهائياً ، وان وجدت فبأسعار تحلق بعيداً عن سعرها المعتاد ، حيث يصل ثمن الكيلو غرام الواحد من البطاطا الى 2250 ليرة بعدما كان قبل الأزمة لا يتعدى الـ700 ليرة للصنف الجيد منها . 

في سوق بيع الخضار والفاكهة - الحسبة في صيدا التي تَصب فيها وتباع عادة اصناف مختلفة من المنتجات الزراعية التي تجود بها الأرض اللبنانية في مختلف المناطق ومن بينها البطاطا التي  تعتبر " وجبة الفقير" و تزرع بشكل اساسي في مناطق البقاع وعكار ، وبشكل محدود في بعض مناطق الجنوب ، لم يعد الحصول على هذا المنتج الزراعي الأساسي متيسراً كما كان في السابق وان وجد فبسعر مرتفع للكيلو الواحد.. 

ويعيد البعض ازمة البطاطا المستجدة أولاً الى انكفاء نسبة كبيرة من مزارعيها عن زراعتها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الذي يؤدي بدوره الى ارتفاع  كلفة زراعة البطاطا والتي تبدأ من اسعار البذار المستوردة ولا تنتهي  بأعباء ومصاريف العناية بالموسم من اسمدة زراعية وادوية ومبيدات وادوات تعبئة وتوضيب مسعرة جميعها بالدولار . 

اعتاد مزارعو  البطاطا  على الاستدانة لتأمين كلفة انتاجهم من ألفه الى يائه ، على اساس ان يسددوها من ريع الموسم بعد حصاده ، فاشترى معظمهم البذار  لهذا الموسم  أواخر العام الماضي حين كان سعر الدولار حوالي 2000 ليرة لبنانية، وكذلك الأمر بالنسبة لمستلزمات العناية والتوضيب والنقل ، ولكن عندما حان وقت حصاد الموسم واستحق ثمن البذار وباقي الكلفة  على المزارعين كان الدولار قد تجاوز 8000 ليرة. علما ان الانتاج يباع بالليرة اللبنانية !.

هذا الواقع دفع بقسم كبير من مزارعي البطاطا للتوقف عن زراعتها لحين انتهاء ازمة الدولار  او تأمين الدعم الرسمي لهذا القطاع بما يعيد له التوازن الذي فقده ..ما يخفض الانتاج اللبناني من البطاطا الى اقل من النصف وبالتالي يؤدي الى شح تدريجي به في السوق يقابله بطبيعة الحال ارتفاع بأسعاره ..

رأفت نعيم