أخبار لبنان

ماكرون: "حزب الله" لا يحترم وعده ولا يريد التسوية وهو أمام خيار تاريخي

تم النشر في 27 أيلول 2020 | 00:00

رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "لا حزب الله ولا حركة أمل يريدان التسوية ‏وعلى ‏حزب الله ألا يعتقد أنه أقوى مما هو". ‏

وذكّر بأن "فرنسا كانت موجودة إلى جانب لبنان منذ الساعات الأولى على انفجار بيروت ‏ولكن ‏المسؤوليات أصبحت واضحة وكانت القوى كافّةً تعهّدت تشكيل حكومة مُهمّة خلال 15 ‏يوماً أمّا ‏ما حصل فهو أنها لم ترغب باحترام الإلتزام أمام فرنسا والمجتمع الدولي وقررت خيانة ‏هذا ‏الإلتزام"‏‎.‎‏ ‏

كلام الرئيس الفرنسي جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس، وتحدث خلاله بإسهاب عن ‏الوضع اللبناني، وأجاب على أسئلة الإعلاميين الفرنسيين، إضافة الى الاعلاميين اللبنانيين الذين ‏تابعوا مؤتمره من قصر الصنوبر في بيروت، بحضور السفير الفرنسي برونو فوشيه‎.‎

وقال ماكرون: "أردت أن أتحدث اليوم بعد القرار الرسمي للرئيس المكلف مصطفى أديب ‏بالاعتذار عن تشكيل حكومة، فعليا في الرابع من آب وضع الانفجار لبنان في مأزق لم يشهده ‏منذ انتهاء الحرب الأهلية، وأود أن اقول ان قوة الشعب اللبناني العظيمة سمحت لهذا البلد المرهق ‏والغاضب، من المحافظة على ما هو عليه الآن، وفرنسا كانت منذ الساعات الأولى الى جانب ‏لبنان بأخوة وقلب كبير وستبقى كذلك.هذه القوة وهذه الصداقة الكبيرة بين الشعبين اتخذت ايضا ‏رهينة الموت، لعبة الفساد والرعب، والمسؤوليات واضحة وموضوعة ومحددة ويجب ان تتم ‏تسويتها ويجب ان نستخلص كل النتائج‎".‎

أضاف: "في الأول من أيلول في قصر الصنوبر، جميع القوى السياسية اللبنانية تعهدت بتشكيل ‏حكومة مهمة خلال خمسة عشر يوما، وتستطيع ان تطبق خارطة طريق من الاصلاحات التي تم ‏التوافق عليها مع المجتمع الدولي، وتبقى أيضا صالحة مع جدول أعمال يتراوح بين شهر وثلاثة ‏اشهر، ماحصل في الايام الأخيرة ان القوى السياسية اللبنانية وقادتها، وقادة المؤسسات اللبنانية ‏لم ترغب، وأقولها بكل وضوح، إحترام التعهد الذي اتخذته هذه القوى أمام فرنسا والمجتمع ‏الدولي، واليوم قررت مرغما أن أضع هذا أمامكم، بعد شهر قررت هذه القوى ان تخون هذا ‏التعهد والالتزام به، وألاحظ ان السلطات والقوى السياسية اللبنانية رأت تفضيل مصالحها الفردية ‏على مصلحة البلد بشكل عام، وبذلك اختارت ترك لبنان بين لعبة القوى الخارجية، ومنعه من ‏الاستفادة من المساعدات الدولية التي يحتاجها الشعب اللبناني، لقد خسرنا شهرا من الوقت، شهرا ‏لاطلاق الاصلاحات الضرورية للبنان، شهرا لم نتمكن من إيصال المساعدات الدولية، وبذلك ‏خطر زعزعة الاستقرار الاقليمي، واختفاء هذا الكنز الذي يمثله لبنان للمنطقة والعالم، وفي هذا ‏الاطار، أود أن أحيي حس المصلحة الوطنية للجيش اللبناني، الذي استمر بالسهر على استقرار ‏لبنان‎".‎

وتابع: كما قلت، لقد تم تكليف رئيس للحكومة محترم وصريح، حاول ان يفعل ما يستطيع في ‏هذه الظروف الصعبة، لكن المسؤولين السياسيين في لبنان حالوا دون تشكيل الحكومة لتحقيق هذه ‏الاصلاحات، والبعض فضل وعزز مصلحة فريقه على مصلحة الشعب من خلال التفاوض فيما ‏بينهم، لإيقاع الآخرين أيضا في المأزق وعدم الاتفاق على اختيار الوزراء، كما لو كانت الكفاءة ‏مرتبطة بالطائفة، أما الاخرين فاعتقدوا انه باستطاعتهم فرض اختيار "حزب الله" وحزبهم في ‏تشكيل حكومة تتعارض تماما مع الالتزامات التي اتخذت أمامي في الاول من أيلول، ورفضوا ‏اي تسوية‎". ‎

وأردف: "أن "حزب الله" ليس باستطاعته أن يكون في الوقت نفسه، جيشا يحارب إسرائيل و ‏ميليشيا الى جانب سوريا، وحزب محترم في لبنان، لا يستطيع ان يعتقد أنه أقوى مما هو عليه، ‏ويجب ان يظهر ويبرهن أنه يحترم لبنان بمجمله، لكنه أظهر العكس بوضوح في الايام الاخيرة، ‏وانا آسف تماما أن السلطات العليا في لبنان لا تستطيع ان تتوقف فقط عن ملاحظة هذا الفشل، ‏دون تحمل المسؤوليات، بشكل عام لم يكن أحد على مستوى التعهدات التي أخذها في الاول من ‏ايلول، وكلهم راهنوا على الاسوأ بهدف واحد وهو انقاذ انفسهم وانقاذ مصالح عائلاتهم وفريقهم، ‏لكن لم يتمكنوا من القيام بذلك، ولكل هؤلاء أقول اليوم: أن لا أحد منهم يستطيع ان ينتصر على ‏الآخرين، ورفض المسؤولين اللبنانيين الالتزام بحسن نية على العقد الذي طرحته عليهم فرنسا في ‏الاول من ايلول، يحملهم المسؤولية الكاملة وستكون ثقيلة، وعليهم أن يجيبوا الشعب اللبناني على ‏ذلك‎".‎

واستطرد: "لهذا الشعب الصديق والأخ، أكرر اليوم أن فرنسا لن تترككم‎..‎

اولا: لأن خارطة الطريق التي وضعناها في الاول من ايلول مستمرة، وهي الخيار والمبادرة ‏الوحيدة المأخوذة على المستويين الاقليمي والدولي، وهي مستمرة ولم يتم نزعها، ويجب تشكيل ‏وزارة خدمة في أسرع وقت ممكن، ويعود الى المسؤولين اللبنانيين تحمل هذه المسؤولية، ولكن ‏ضمن هذه الخارطة، الاصلاحات والافعال ضرورية للشعب اللبناني وهي الشرط هنا كي يتمكن ‏لبنان من الاستفادة من المساعدات الدولية التي يحتاج اليها،لمستقبله وإعادة البناء‎.‎

ثانيا: كما التزمت في الاول من ايلول، من اليوم وحتى نهاية شهر تشرين الاول، سننظم مع الامم ‏المتحدة ومجمل الشركاء الدوليين، مؤتمرا جديدا لمتابعة المؤتمر الذي كان عقد للاستفادة من ‏المساعدات الدولية للشعب اللبناني، وسنستجيب لاحتياجات الصحة التعليم والغذاء والمأوى، أيضا ‏عبر المنظمات الموجودة على الارض والامم المتحدة وهذا الالتزام ندين به للشعب اللبناني وهو ‏غير مشروط، والتزمت به أمام الامم المتحدة وكل المنظمات غير الحكومية التي كانت موجودة ‏في الاول من ايلول، في ما يسمى ايضا المرحلة الاولى لاعادة الاعمار، ومجددا نشدد على ‏الشفافية ومتابعة المساعدة المتوفرة كما نستمر بالقيام بذلك مع الامم المتحدة خلال المرحلة ‏الاولى‎".‎

ثالثا: سأجمع خلال عشرين يوما أعضاء مجموعة الدعم للبنان، لتجنيد وتعزيز وحدة المساعدة ‏الدولية في المراحل المقبلة الاولى، والاصرار على ان يتم الاعلان عن نتائج التحقيقات لهذا ‏الانفجار وتحديد المسؤولين، وسيتم استحداث خارطة الطريق ونتائجها وإعادة تأكيد التزامنا ايضا ‏وعملنا المشترك لمساعدة لبنان‎.‎

ومضى قائلا: "نحن ندخل الان في مرحلة جديدة حيث المخاطر اكثر بالنسبة للبنان والمنطقة، ‏وعلى السلطات اللبنانية ان تقرر وتعطي جوابها، جميعنا لدينا المصلحة للقيام بذلك و لا يمكن ‏للمؤسسات ان تبقى الشاهد غير الفعال على ما يحصل، أما نحن فسنستخلص كل النتائج بالنسبة ‏لكل مرحلة في الوقت المناسب ، وستبقى فرنسا ملتزمة الى جانب اصدقائها في لبنان، والى ‏جانب الشعب اللبناني، واليوم اتوجه بدعمي الكامل وصداقتي العميقة لكل اللبنانيين واللبنانيات، ‏نحن نفكر بكم دون توقف، ونحن الى جانبكم ولن نترككم ابدا‎".‎

الاسئلة

وردا على سؤال حول تحديد من المسؤول عن إفشال المبادرة، وما اذا كان يتوقع مساعدة من ‏‏"حزب الله" او من رؤساء الحكومات السابقين؟ أجاب ماكرون :"اذا كان يريحكم ان أقول أننا ‏فشلنا سأقول ذلك، ولكن هل ذلك سيساعد في تقدم القضية بالنسبة للبنانيين؟ اذا ذهبت بالمنطلق ‏الذي تتحدثين عنه واقول كان فشلا، اذا سأغادر وأترك، ولكن هذا لا يمثل الالتزام الذي قدمته ‏الى الشعب اللبناني، هل سيسهل هذه المسألة؟ كلا ولكن ما هي مسؤوليات فرنسا وأولا ‏مسؤوليات لبنان؟ لقد قلت بطريقة واضحة واكرر ذلك، اعتقد ان سعد الحريري أخطأ عندما ‏أضاف معيارا طائفيا في توزيع الوزارات، وهذا هو الشرط الذي وضعه على الطاولة مع رؤساء ‏الوزراء السابقين السنة، وهذا الشرط لم يكن جزءا من خارطة الطريق واضعف ايضا الآلية ‏الموضوعة وطريقة العمل التي اختارها في الاسابيع الاولى، ايضا كانت غلطة ولكن علينا ان ‏نعترف أنه تراجع عن هذا الالتزام، وتحرك ووافق على التسوية ويجب ان نعترف بذلك اي ‏بالعودة الى خارطة الطريق، حيث لم تكن هنالك اي شروط طائفية بالنسبة لكل وزارة، وانا ‏مرغم ايضا ان الحظ أن "أمل وحزب الله" اتفقا انه لن يتغير اي شيء في كل مرحلة، قالوا ‏سنسمي الوزير ولكن لن تختارونهم حتى ولو كانوا من الشيعة، نحن من سنسميهم اي رئيس ‏الوزراء، والرئيس بري أيضا أقر أن ذلك كان شرطا من حزب الله، وفهمت ايضا ان إرادة ‏‏"حزب الله" و"امل" هو ما حصل في الأيام الاخيرة، هو عدم القيام بأي تسوية وعدم احترام ما ‏قالوه لي بكل وضوح حول الطاولة امامي، نعم انهما كانا مع خارطة طريق من الاصلاحات ‏وحكومة من الاختصاصيين، هل هذه العودة ستكون مستمرة؟ لا اعلم، الفرصة هي ان نحاول ‏مجددا وهذا هو الجواب الكامل‎.‎

وتابع "نعم الفشل هو فشلهم ولن اتحمل الفشل شخصيا، أنا بذلت كل ما بوسعي واقصى ما ‏بوسعي، ولكن لا استطيع ان أجيب عن قرارات خطيرة اتخذها الآخرون، ولكن عذرا ان لم ‏نستطع ان نحل المشكلة بين ايران واميركا، انها مشكلة قديمة واعترف انني لم اتمكن من حلها ‏وليست غلطتي انني حاولت، ولكن هل علينا ان نترك كل شيء وان اقول للشعب اللبناني اننا ‏فشلنا جميعا، وغدا صباحا ماذا نفعل؟ افضل ان اكون واضحا وشفافا، ان القوى السياسية ‏اللبنانية وقادتها، لم يتخذوا التدابير التي كان يجب اتخاذها بعد الرابع من آب، لم يدركوا ويقروا ‏بغضب الشعب اللبناني وبالازمة السياسية والاقتصادية العميقة وايضا بالوضع الدولي، وان ‏فضل البعض الانتظار الى استحقاقات غير اكيدة مثلا ما يحصل في الولايات المتحدة، فهو ‏خاطئ لان كل يوم الامور تتعقد وتزداد اكثر، لذلك اقول بكل وضوح لمجمل القادة السياسيين، ‏نعلن إعادة تأكيد العرض الفرنسي ووضع المسؤولية على الرؤساء اللبنانيين وبشكل خاص على ‏الرئيس عون، الذي لديه مسؤولية مؤسساتية في الساعات المقبلة باعادة اطلاق المبادرة، واعتقد ‏انه مع مجمل القوى السياسية لاعادة تسمية الرئيس المكلف، ولكن ما تعلمناه في حال كانت ‏حكومة سياسية من اشخاص يعينهم الافرقاء، الخبرة والتجربة أظهرت انهم لا يستطيعون تطبيق ‏الاصلاحات، المسألة الاساسية هي تشكيل حكومة مهمة تطبق الاصلاحات والمضي قدما، وما ‏أتمناه هو ان نستطيع في الايام والاسابيع المقبلة أن نمضي قدما على هذه النقطة مجددا، وعلي ان ‏الحظ فشل المحاولة الاولى، وهي حكومة الرئيس المكلف اديب التي لم تنجح‎".‎

وردا على سؤال عما اذا كانت هناك تدابير اخرى صارمة اكثر، في الايام المقبلة؟

وأوضح ماكرون "أنا لا استثني اي شيء وقلت ذلك هذا الاسبوع، هل هذا هو الجواب المباشر ‏الذي يجب ان نطبقه، لا اعتقد ولكن من اقفلوا الابواب لا تعنيهم العقوبات، علي ان اعترف، ليس ‏علي ان أعاقب، هل تريدونني ان اعاقب الجميع؟ هذا ليس بحل، ما هو مفيد، واعيد تأكيده، انه ‏ليس هنالك اي اقتراح آخر ولكن ما هي الخيارات الاخرى؟ هل نستطيع تشكيل حكومة من دون ‏الطائفة الشيعية؟ هذا الخيار ليس بواقعي لانني الحظ الآن خوف الشعب اللبناني او القادة اللبنانيين ‏لانهم يخشون حزب الله، ولكن هل انا مستعد ان ادافع عنهم والزم الجيش الفرنسي او الامم ‏المتحدة؟ كلا‎.‎

الخيار الثاني هو العودة الى حكومة سياسية، اذا الاستسلام لهذه الاحزاب الذين سيسمون ‏اصدقاءهم ويدافعون عن مصالحهم ليس بخيار، انا ليس لدي خيار ولكن طالما لم تحصل ازمة ‏اعمق وآمل الا تحصل في لبنان او في المنطقة، ليس امامنا طريق اخرى غير ان نحاول جمع ‏مجمل هذه الاطراف والاحزاب حول خارطة طريق، وان تكون لدينا حكومة مهمة وحكومة ‏خدمة تتعهد هذه الاصلاحات ، لذلك اعتقد ان خارطة الطريق التي التزمنا بها في الاول من ‏ايلول ما زالت مستمرة، ولا أرى غيرها خيارا لمساعدة الشعب اللبناني للمضي قدما، وان لا ‏نخشى وقوع اي حرب اهلية، في هذا الاطار ان العقوبات لا تبدو لي انها الآلية المناسبة في هذه ‏المرحلة، لا استثنيها في وقت ما وبالتأكيد عند ذلك الوقت سنتشاور مع آخرين، اما اليوم اعتقد ‏ان هذه العقوبات لا تستجيب على الحاجة اللبنانية، ما هو علينا ان نقوم به هو ممارسة الضغط ‏السياسي وتحميل المسؤولية لمن أفشلوا المبادرة‎".‎

سئل: على ماذا تراهنون، إن لم يكن الانفجار الكبير والازمة الاقتصادية يكفيان لتشكيل حكومة، ‏هل ربما المفاوضات مع ايران والأمريكيين لفتح هذا الباب المغلق وتخطي هذه العقبات؟ وماذا ‏عن العقوبات وتجميد الحسابات المصرفية للقادة السياسيين؟‎.‎

أجاب ماكرون: "بالنسبة للنقطة الثانية، إنها عملية يجب مقاربتها في كل مرحلة وليست بالتأكيد ‏الخيار الذي أفضله في المرحلة القصيرة الأمد، لانني كما قلت ليست الافضل وثانيا اعتقد انه من ‏اجل إعادة الاموال الى الشعب اللبناني وإعادة ما يطمح اليه، إن التحقيق المالي والتحقيق الجنائي ‏لمجمل المؤسسات التي ستتبع هي بالتأكيد الآلية الاكثر فعالية، وهذا جزء من خارطة الطريق ‏التي وضعناها ايضا والتزمنا بها، أما بالنسبة الى النقطة الاولى، أفهم تماما ما تقولون، إنني ‏بالتأكيد أخجل مما يقوم به رؤساؤكم او قادتكم، هل يمكن ان نشكل حكومة جديدة في لبنان ضمن ‏تقسيم السلطة بطريقة جديدة، من خلال ربما رعاية اللاعبين الاقليميين مثل إيران التي تدعم ‏‏"حزب الله" وايضا اللاعبين الدوليين مثل اميركا التي بدت اولا وكأنها تقف الى جانبكم يدا بيد، ‏ومن ثم طبقت عقوبات لم تسهل مهمتكم، إذا أولا، اليوم نعمل ببنية هي اتفاق الطائف الذي نظم ‏بالنسبة للسنة، الآن أخذه الشيعة، هل نستطيع بناء وتأسيس التوازنات اليوم، يجب ان نصل الى ‏هذا ولكن الوقت اصبح متأخرا بكل وضوح وبساطة، لذلك لا استطيع ان اغير عن هذه المبادرة، ‏عندما ارى الوضع الذي يتعلق بالمسألة الاقتصادية والمالية والاجتماعية في الشارع، أرى انه لا ‏نستطيع أن نتأخر أشهرا لاعادة بناء حل لاعادة بناء التوازنات الطائفية، لا اعتقد ذلك، لذلك ‏علينا ان نحاول ان نبني استنادا على الاتفاقية الموجودة طريقا تسمح ان يكون هناك تحرك مفيد ‏وتقلل محل الاحزاب، لانه في اتفاقية الطائف لا تنص على ان يحصل كل حزب او طرف على ‏حصته بطريقة تمنع من تطبيق الاصلاحات، هذا ليس بمنطق اتفاق الطائف، انه نظام فساد ‏مقسوم بين الاطراف والقوى وهذا ما الذي أوصل الى هنا‎.‎

أضاف: على نظام الفساد هذا تم تطبيق نظام الرعب، وطبقه "حزب الله" واقول بوضوح، وكما ‏قلت لهم ايضا وجمعتهم معا حول الطاولة المستديرة مع مجمل الاطراف السياسية، وقلت لهم إن ‏هذا النظام اليوم لا يتحرك ولا يتقدم وهناك ما يقارب العشرة أشخاص من وضع البلد في الحفرة، ‏لذلك اعتقد انه علينا ان نتقدم على المستوى الداخلي والدولي. في المستوى المحلي لا ارى حلا ‏أفضل من الحل الذي وضعناه وهو اعادة الالتزام على العمل بالنسبة لحكومة مهمة، واعتقد انني ‏وضعت الامور بوضوح اليوم وبشكل مباشر ولا استطيع ان أحل مكان الرئيس اللبناني، وايضا ‏على المسؤولين الآخرين ان يتحملوا مسؤولياتهم ولن يكونوا على مستوى التاريخ، وبعد ذلك ‏يمكن ان ندخل اللاعبين الاقليميين والدوليين، لا اعرف ماذا سيكون دور ايران في هذه الفترة، ‏علي ان اكون حذرا، ليس لدي اي دليل، حصل توتر من الفريق الشيعي ولكن هل هذا الذي ادى ‏الى الموقف السني، لا اعرف ان كانت ردود فعل محلية او إقليمية، ولكن سياسية العقوبات لم ‏تنسق معنا من الاميركيين، وساهمت بالتأكيد في تأزيم الوضع، لذلك قلت انني في الايام المقبلة ‏سأعيد تجميع الدعم الدولي مع مجمل الشركاء وسيكون الحديث مع ايران بشكل ثنائي، اذا سنعمل ‏مع مجمل الافرقاء الدوليين على تعزيز خارطة الطريق، ولنكن واضحين بالنسبة للبنان، هنالك ‏خط اعتقد انه الخط الذي يدعمه المجتمع الدولي وهو خارطة طريق وحكومة الخدمة. وهناك ‏طريق اخرى ايضا وهي الطريق الاسوأ، بحيث نقول علينا اليوم ان نعلن الحرب على حزب الله ‏وان ينهار لبنان مع حزب الله، ولكنني قررت بوضوح الا اتبع هذه الطريق لانني اعتقد انها ‏طريق غير مسؤولة، لاننا عشنا حروبا أهلية في لبنان ولا احد يعرف متى تنتهي، ويجب الا ‏نجعل اللبنانيين يدفعون تضحيات سياسة مماثلة ولكن بعض القادة في المنطقة تجذبهم هذه ‏الطريق، لانهم يعتقدون انه من المستحيل العمل مع ايران ومن يمثلها، ويجب الانتقال إلى ‏السياسة الاسوأ، ولكن اعتقد انه علينا أن نتجنب ذلك بشكل تام، وذلك يعني ان حزب الله ومجمل ‏الشيعة في لبنان عليهم ان يختاروا خيارا تاريخيا، ان كانوا سيختارون خيار الديمقراطية ام خيار ‏الاسوأ لانفسهم‎".‎

وكشف "إنني قاومت أصوات البعض في المنطقة الذين كانوا يريدون هذه السياسة عندما قلت لهم ‏كلا، اريد ان اختار الطريق الاخرى، والسؤال اليوم والوضع هو في أيدي الرئيس بري وحزب ‏الله، هل تريدون ان تختاروا السياسة الاسوأ، هل تريدون ان تلزموا الفريق الشيعي مع ‏الديمقراطية ومصلحة لبنان، وعندما اقول ذلك لربما في رأي هؤلاء الشيعة اللبنانيين واللبنانيات ‏يستطيعون ان يقرروا مصلحة بلدهم، وبقاء لبنان بدل الوفاء لسلطة خارجية‎".‎

وأردف: "اذا في الفترة القصيرة الامد انني اترك القوى السياسية اللبنانية للعمل في ما بينها وكنت ‏اتابع ذلك، وهذا لم يكن فشل فرنسا. حاولنا ان نفعل ما بوسعنا، لا اعترف واقر بالفشل ولا ‏اتحمل الفشل، الفشل فشلهم والمسؤولية ومسؤوليتهم، ولكن اقر اليوم ان خارطة الطريق تستمر، ‏التزامنا مستمر ولكن اترك المبادرة الآن للمسؤولين اللبنانيين لاتخاذ الخيار المناسب في الايام ‏المقبلة‎".‎

وعن خيانة الاحزاب السياسية ومسؤوليها الذين لم يحققوا ما التزموا به، اجاب: "لقد قلت ذلك، ‏المبادرة الفرنسية مستمرة والتزامنا ازاء اللبنانيين ما زال مستمرا، ولم يتوقف. ما الذي نستطيع ‏ان نقوم به يتعلق بالدعم واعادة البناء، وهو ما يجب ان اقوم به، وهذا هو دوري مع شركائي ‏الدوليين. ما علينا ان نقوم به هو المساعدة الدولية للصحة واعادة البناء والتعليم واعادة الاطلاق ‏الاقتصادي والتأكد من المتابعة ووصول هذه المساعدات والمواد للمنظمات غير الحكومية ‏والشعب اللبناني‎".‎

تابع: "على المستوى السياسي الداخلي اترك الان الدور للقوى السياسية للتحرك ولتحمل ‏المسؤولية وادراك ما حصل. ولا اود ان يكون هناك اي لغط في ما يتعلق بدور فرنسا في ما ‏يتعلق بهذه الخيانة او الانحراف عن هذه الالتزامات. وبالنسبة لي كل العناصر ما زالت مستمرة ‏والمسالة تتعلق بالوعي والادراك‎.‎

وعلى المستوى الدولي سنجمع مجموعة الدعم الدولي للحصول على موافقة الجميع على خارطة ‏الطريق لكي نتمكن من ان نتأكد من التزام وتعهد المجتمع الدولي على ذلك. ومن الان حتى عدة ‏اسابيع اي لربما من الان الى شهر وشهر ونصف، علينا ان نقوم بمراجعة لهذا التقدم على ‏المستوى اللبناني، وان لم يحصل اي تقدم على المستوى الداخلي سنكون مرغمين لمقاربة الخيار ‏الاخر. هل ان "حكومة مهمة" استنادا لخارطة الطريق ما زال ممكنا ان كان لم يحصل بعد شهر ‏ونصف؟ بعد ذلك سنرى ان كان علينا لربما الذهاب في خيار اخر لاعادة تشكيل سياسية في ‏لبنان، لكن هذا الخيار بالتأكيد سيمثل مغامرة في المستوى الاقتصادي وسيكون معقدا، ولكن لربما ‏عند ذلك الحين سنكون مرغمين، ولكن علينا ان نرى ماذا سيحصل منذ الان حتى 4 او 6 ‏اسابيع. والشهر المقبل سيكون اساس العمل استنادا لهذه الخارطة، وسنرى ما سيحصل بعد 4 الى ‏‏6 اسابيع والمعايير التي يجب تطبيقها‎".‎

وعن العودة الى العمل والعافية في لبنان اجاب الرئيس ماكرون: "كل شيء ممكن وما نخشاه هو ‏ان تستمر القوى السياسية بالتصرف بنفس الطريقة. اعتقد اليوم ان المسألة والصعوبة الكبيرة ‏على المستوى الاقتصادي هو انه علينا ان نعيد البناء واعادة التوازن ماليا واعادة البناء داخليا ‏وخارجيا. النموذج الذي حقق نجاح لبنان وان لبنان يرتكز على نظامه المالي اكثر من اي بلد في ‏المنطقة واكثر من اي بلد في العالم، لان لبنان ليس لديه اي انتاج محلي لتحقيق احتياجاته، ولبنان ‏لا يستطيع التعويض عليه الا من الموارد المالية لذلك يجب ان يكون هناك تضامن وثبوت في ‏العهد الذهبي المصرفي في لبنان. وهذا النموذج اليوم انهار بسبب غياب الاصلاحات فكيف انهار ‏هذا العهد الذهبي المصرفي؟ انهار بسبب عدم تنفيذ اي اصلاحات مصرفية ومن قطاع الى اخر ‏ساد الفساد وغابت الاصلاحات ولم يتمكن البلد من خلق وظائف او ثروات لانه اصبحت ‏مصالحه رهن عائلات واحزاب سياسية. وانا عندما اقول ذلك اتحدث بشكل لبناني والجميع ‏شارك في هذا الموضوع وكل هذه القطاعات تم خلق الصعوبات إزاءها وزيادة المشاكل. وهذه ‏المسالة الاساسية التي نزعت الوظائف والاصلاحات عن لبنان‎".‎

ولفت الى أنه "ايضا كان علينا ان نتابع في تقدم هذا النموذج ولكن بسبب وجود هذا الضغط ‏وعدم وجود ازدهار بدأت الرساميل بالانخفاض وكذلك جذب الودائع إلى المصارف التي ‏استمرت في فتح فروع ومصارف جديدة. كنا نجذب هذه الاموال وفي السنوات الاخيرة رأيتم ‏هذه الايداعات اللبنانية التي وصلت الى فوائد مجنونة بالكامل وكانت خطة لم يكن الممكن دعمها ‏للمحافظة على ايداعات الاشخاص حتى التي تحولت من الخارج الى المصارف اللبنانية وبعد ‏خريف 2019 تم تطبيق قيود على الحسابات المصرفية لان البعض حاول اخراج وتحويل امواله ‏الى الخارج خصوصا من كان لديه نفوذ سياسي مع البنك المركزي. وبكل وضوح لم يعد احد ‏يثق بالنظام المصرفي، المركزي اللبناني لا يستطبع ان يستعيد عافيته بمفرده الا من خلال ‏حكومة مهمة وخدمة. حاول هؤلاء السياسيون والاحزاب السياسية الابقاء على نفس الاشخاص ‏لاخراج اموالهم من لبنان ووضعها في مكان محمي في الخارج، وهذا ما حصل وهو امر غير ‏مقبول. وحكومة الخدمة مهمتها تحقيق الاصلاحات في مجال الطاقة والمرفأ والنظام المصرفي ‏والنجاح في استعادة نظام الثقة، ومن غير مساعدة دولية هذا لن يكون ممكنا. لكن اقولها بوضوح ‏لا احد سيضع مالا في لبنان اذا بقي النظام في ايدي نفس الاشخاص. لن تساهم القوى الخارجية ‏بالمال وهذه هي خارطة الطريق والعهد الذهبي لا يزال ممكنا لان لبنان بلد عظيم والشعب ‏اللبناني لديه المهارة والهبة وهو بلد مفتوح استراتيجبا، ولكن وضع عليه الضغط من قبل القادة ‏والسياسيين وهذا يجب ان يتوقف ويجب ان يكون هناك وعي، والا ستكون هناك خطوات من ‏الخارج ومن الواضح ان الشعب منهار من نظام الفساد‎".‎

وردا على سؤال عن الحكومات الطائفية قال: لست انا من وضع قواعد اللعبة في لبنان ولا ‏الدستور ولا الاتفاقات. نستطيع ان نغير بعض الامور ولا يعني ان لكل طائفة ممثلين عنها لكن ‏ليست الاحزاب التي تحمي مصالحها ولا يمكن ان تكون لدينا حكومة ليس لها اي رابط مع اي ‏طائفة ولست من يقرر ذلك والحل الوحيد حكومة مهمة تحترم كل التوازنات وكل طائفة ممثلة ‏لكن لا يكونون رهائن طائفتهم ورؤسائهم وان تكون وراءهم الاحزاب ومن جنى الاموال ‏والارباح خلال السنوات الاخيرة‎.‎

الى ذلك، وعن القوى الخارجية اللاعبة في لبنان ووضع "حزب الله" وتأثيره على الشعب اللبناني ‏وسبب إطالة المهلة الزمنية التي وضعها، قال: "بوضوح ان وسط تشرين كانت مهلة زمنية، أي ‏خمسة عشر يوما لتشكيل الحكومة وتطبيق الاصلاحات خلال شهر، ولكن لو عقدت مؤتمرا في ‏وسط تشرين، والآن ليس لدينا حكومة إذا نستطيع أن نعقد مؤتمرا الآن ونقول من خلال المؤتمر ‏لن نقدم أي مساعدة للبنان، لذلك فضلت تأجيل ذلك وقلت إننا سنعقد مجموعة الدعم في أواسط ‏شهر تشرين، ولكن طبيعة الاجتماع ستكون مختلفة عما كنت قد أعلنته في الأول من أيلول، نعم ‏ذلك لا يحصل ونحن نقوم بإعطاء مهل إضافية لأن القادة اللبنانيين لا يتحملون تعهداتهم، وأنا لا ‏افعل ذلك بالصدفة‎.‎

لقد اجتمعت في قصر الصنوبر بمجمل القادة وبالرئيس عون والرئيس بري في الأول من أيلول ‏والرئيس المكلف، وكان تعهد الجميع على خارطة الطريق، وبعد خمسة عشر يوما وبعد شهر من ‏العمل، والتزموا بهذه الخارطة، وكنا قد نتوقع ان نرى شيئا أو نتيجة في أواسط تشرين، ولكن ‏ذلك لم يحصل، ولا ينفع ان نعطي مهلا إضافية. الآن ما الذي سيحصل، لا أرى حكومة، ماذا ‏أفعل هل أرمي المفاتيح وأقول نوقف كل شيء تصرفوا وتدبروا امركم بدون اي مساعدة دولية، ‏ونتخلى عن خارطة الطريق؟

أقول لك ماذا سيحصل، حرب أهلية، أو العودة إلى حكومة من المستفيدين والمنتهزين حيث ‏سيكون لكل فريق ممثل لخدمة مصلحته ومصلحة فريقه. أود ان التزم بهذه الطريق الثالثة، ‏ولربما تأخذنا إلى غير مسائل. أنا اتحدث بكل تواضع وقد فكرت كثيرا خلال ال 48 ساعة ‏الأخيرة، وفضلت ألا أترك الأمور والتمديد للمهلة بسبب عدم احترام اللبنانيين لهذه التواريخ‎".‎

أضاف: "أما بالنسبة للقوى الخارجية، لم أقل انهم أخذوا مسؤولياتهم، بل عدم اخذ قرارات لربما ‏بسبب النفوذ الخارجي وكل من يريد زعزعة استقرار لبنان من الخارج، ستكون حياتهم ابسط ‏بغياب حكومة واضحة لان سيكون باستطاعتهم زعزعة الاوضاع في لبنان من خلال من يمثلهم. ‏وكما نرى الان لعبة ايران وتركيا والسعودية، ولا اقول ان احد هذه الدول فرض اكثر على القادة ‏وليس لدي اي دليل او اثبات، لكن كلما اثبت لبنان انه لا يستطيع ادارة نفسه بنفسه يترك المكان ‏للاخرين، ويترك بلده ينهار ويترك زمام الامور للآخرين لادارته نحو الأسوأ‎".‎

وتابع: "بالنسبة لنظام الرعب اذا تركت اللبنانيين في نظام الرعب، ولم يحترم اللبنانيون الامور ‏خلال اسبوعين سأترككم. الأمور لن تتغير بين يوم واخر، وفي السنوات ال 15 الأخيرة رأينا ‏ماذا حصل بشكل تدريجي، وأظن ان الامور لم تنته، ولا اريد ان اقول انه ليس هناك امل من أي ‏حل سياسي، والسنوات الاخيرة والاشهر الاخيرة استفاد حزب الله من سلطته وقوته من خلال ‏لعب دور ميليشيا، مجموعة ارهابية وقوة سياسية، واقول الان السؤال بالنسبة لممثلي حزب الله ‏في البرلمان كقوة سياسية، هو توضيح دورهم. لا يمكنكم ان تزعموا انكم قوة سياسية من خلال ‏الارهاب والترهيب عبر الاسلحة، وعليكم ان تلتزموا بالتعهدات التي اخذتموها حول الطاولة. ‏سأكون غير مسؤول لاقول انهم اختاروا ذلك؛ اقول اني متأكد انهم اختاروا الطريق الأسوأ، علي ‏ان اترك المبادرة السياسية واختار الطريق الاخرى، والاسابيع المقبلة ضرورية لاظهار قرارهم، ‏وان نرى وضعهم في الاسابيع الستة المقبلة. أنا لا اشارك شيئا من افكارهم وايديوليجيتهم لكن ‏اقول انهم هنا ولست انا من اختارهم او من انتخبهم، وربما البعض اختاروهم بخيارهم او بسبب ‏الخوف واحترم ذلك، لكن القوى السياسية الاخرى تركت الأمور ان تصل الى ما هي عليه، ‏والبعض قرر ان يبقى رهينة لحزب الله بشكل واضح، وان لا يكونوا قادة حريتهم حتى البرلمان، ‏وان يكونوا في يد حزب الله وهذا هو السؤال المطروح لكل هؤلاء الرؤساء والقادة ولا اقلل من ‏شأنهم، لكن اقول بكل صراحة لاننا نعرف السياسة اللبنانية والخيار الذي يجعلون الشعب اللبناني ‏يواجهه خطر‎".‎

واستطرد: "انني اتحمل هذا الخيار لأنه متناسق مع خط احترام سيادة الدول، ولا أعتقد كما فهمتم ‏أن خيار العقوبات والتصنيفات الارهابية أولا أنها آلية ديبلوماسية أميركية في الواقع ولديها ‏قيودها وحدودها، وقد لاحظنا ذلك في عمليات ودول أخرى. وهي بالنسبة للأوروبيين تشكل ‏طريقة عمل غير مؤكدة وأكيدة كما رأينا في دول أخرى، ولكنها لربما لديها فائدة علينا في ذلك، ‏ولا أقول ذلك ولكن عندما نريد مساعدة بلد من اجل التقدم علينا أن نتحدث مع كل المكونات، ‏وحزب الله أحد هذه المكونات. والسؤال الحقيقي الذي نطرحه بصراحة مع كل القادة المجتمعين ‏في قصر الصنوبر، وأطرحه مجددا اليوم هو مطروح أولا لحزب الله، هل في الواقع هو حزب ‏سياسي أيضا؟، أو هل يعمل فقط ضمن ايديولوجية مطروحة أو منصوص عليها من ايران ‏وقوى ارهابية‎.‎

أود أن أؤمن واعتقد الآن أنه لربما حصلت مسألة ما أدت الى الفشل، ولكنني سأرى في الاسابيع ‏المقبلة إن كان ممكن التزام حزب الله بحكومة خدمة‎.‎

وقبل أن نصل الى خلاصات عميقة تؤدي الى عواقب، من الافضل ان نصل الى آخر الطريق ‏الأولى‎".‎

سئل: هل طلبتم من ايران مباشرة ممارسة الضغوط على حلفائها للسماح بالوصول بهذه المبادرة ‏الى خواتيمها من خلال اخذ رأي ايران أيضا، وهل تعتقدون أن الوقت الآن هو لتشكل ميثاق ‏وطني جديد في لبنان؟‎.‎

أجاب: "بما يتعلق بالسؤال الثاني الذي طرحه أحد زملائك وفي الروح نفسها، نعم لربما سيكون ‏علينا العودة الى ذلك. لا أستطيع أن أقول أن هذا لا يكفي ولربما سنفعل ذلك أو سنصل الى ذلك، ‏ولكن أعتقد أن الوضع الآن دقيق على المستوى الامني والسياسي والاقتصادي، ولذلك من المبكر ‏الآن الذهاب الى ذاك الخيار لأنه يستلزم أشهرا، خصوصا في اوضاع غير مستتقرة اقليميا، ‏ولكن يوما ما سيكون علينا أن نصل الى ذلك، ولكن هذه ليست الطريق التي اخترناها‎.‎

الطريق الآن تكون عبر حكومة اصلاحات وحكومة خدمة. في ما يتعلق بالتبادل الذي حصل مع ‏ايران في ما يتعلق بلبنان فقد حصل التبادل مع الرئيس الايراني الحاقا بمبادرة الأول من ايلول، ‏حيث شرحت له بنود هذه المبادرة التي نقودها. ولكن لم اطلب منه التدخل مع حزب الله لأنني ‏اعتقدت وآمنت بهذه الفكرة أي المحافظة وإبعاد لبنان عن لعبة المنطقة. طلبت منه أو ناشدته عدم ‏حصول تدخلات سلبية، ولكن لم اطلب منه ان يحل مكان قوى سياسية لبنانية، وكل النقاشات أو ‏التبادلات مع القادة في المنطقة، وعرض مبادرتنا ضمن هذه البنود وعرض اهميتها ومناشدتهم ‏عدم التدخل لتجميد أو اضعاف هذه المبادرة، وهذا ما طلبته‎".‎

وختم: "الآن هذا الاسبوع سأعيد أيضا بعض الاتصالات مع مجمل الشركاء لاعداد اجتماع ‏مجموعة الدعم وللبحث مع قادة اخرين من المنطقة، واعداد هذا الاستحقاق الذي تحدثوا عنه في ‏فترة اواسط تشرين حيث سنجتمع مع مجموعة الدعم التي لسوء الحظ لم تتمكن من استقبال القوى ‏السياسية اللبنانية والحكومة الجديدة كما كنت قد أملت في الاول من ايلول. ولكن سيسمح لي ‏باعادة تجنيد الجميع والتبادل مع قادة قوى اخرى في المنطقة ليسوا ضمن هذه المجموعة. واؤكد ‏لكم اصرارنا بأننا سنبقى دائما الى جانب الشعب اللبناني في هذه الفترة، والفترة طويلة، وسأستمر ‏في الزام فرنسا أن تقدم ما تستطيع القيام به للشعب اللبناني وللبنان‎".‎



الوكالة الوطنية للإعلام ‏