أخبار لبنان

كلفة الصيد تشعل مزاد السمك.. و" اللقز " يحلّق خارج البحر!

تم النشر في 28 أيلول 2020 | 00:00


تقدم الى الواجهة في مدينة صيدا مؤخراً موضوع ارتفاع اسعار السمك في السوق المخصص له " الميرة " عند مدخل ميناء المدينة ، بعد بيع سمكة " لقّز"  تزن ستة كيلوغرامات في المزاد بـ 820 الف ليرة ، 

وفي جولة لـ" مستقبل ويب"  داخل " ميرة السمك " تبين ان هناك الارتفاع بسعر السمك يتفاوت بحسب أنواعه. ورغم ذلك تشهد " ميرة صيدا" حركة ناشطة للصيادين الذين يحملون اليها غلة صيدهم اليومي من اصناف السمك التي يجود بها بحر المدينة واصحاب البسطات والمزادات والزبائن الذين شكا بعضهم من ارتفاع اسعار بعض اصناف السمك بينما يعتبر الصيادون والباعة في السوق ان هذا الارتفاع طبيعي بفعل الأزمة االمالية الناجمة عن ارتافع سعر صرف الدولار الذي ادى الى ارتفاع كلفة الصيد ليس فقط في صيدا بل في جميع المناطق .

وتتراوح اسعار كيلو السمك بين 10 الاف ( البلاميدا ) و 15 الف ليرة ( البوري ) و25 الفا ( السرغوس ) و30 الفا ( الأسدي ) ، ويتربع اللقز على عرش اسمك من حيث سعر الكيلو الذي يتجاوز المائة وثلاثين الف ليرة ، بينما يباع السردين (3 كيلو بعشرين الفا).

سنبل

نقيب صيادي الأسماك في صيدا نزيه سنبل استغرب الضجة المثارة حول ارتفاع سعر السمك في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي باتت تنعكس على كل القطاعات في كل لبنان وليس صيدا وحدها ، وقال"  عوامل عدة ادت الى ارتفاع سعر السمك بمختلف انواعه ، ولا سيما الارتفاع الكبير الذي لحق بأسعار مجمل السلع والبضائع ومن ضمنها معدات ووسائل الصيد فسعر "قطعة الشباك المبطن (مئة متر ) كان  16 الف ليرة اما اليوم فأصبح 80 و100 الف ليرة اي ان سعرها زاد خمس مرات . وثمن زيت المحركات لقوارب الصيد كان 45 الف ليرة اما اليوم فأصبح 250 الف ليرة ..".

بالمقابل رأى سنبل انه"  رغم ارتفاع اسعار السمك هناك تهافت من الناس على شراء السمك لعدة اسباب ، منها ان اكلة السمك خاضعة لمزاج طالبها والسمكة تفرض نفسها على المائدة ، والناس بطبيعتها تفضل اكل السمك لانه المنتج الحيواني الوحيد الذي لا زال طبيعيا مئة بالمئة اي انه لا يخضع لاية كيماويات او علف ومحمي من الكورونا لأنه في البحر ، وبالتالي هو يعزز المناعة ومفيد لصحة الانسان .وقال : في وقت وصل سعر كيلو اللحمة اليوم الى خمسين الف ليرة ، يبقى السمك نسبياً اوفر فكيلو السمك يبدأ سعره بحسب نوعه بعشرين الف واربعين الف ليرة . مثلا كيلو سمك " الغبص " الذي يعد اكلة شعبية سعره ثلاثين الف ليرة بعدما كان بالسابق يباع بعشرة الاف ليرة وبالتالي الكثير من الناس تفضل اكل السمك على اكل اللحمة والذي اصبح ارخص سعرا من الثانية طبعا بحسب النوع ..".

واضاف " السمكة التي تم بيعها في ميرة صيدا ب 820 الف ليرة هي من نوع اللقز الرملي - باب اول وهي من افخر انواع السمك بعد السلطان ابراهيم وسمك المرجان ، علما أنه في السابق كان كيلو اللقز في المزاد يفتتح بسعر ستين الف ليرة واذا احتسبنا ستة كيلو غرامات منه اي انه كان بسعر 350 الف ليرة، اما اليوم ومع ارتفاع الاسعار فقد زاد السعر  أكثر من الضعف وفي النهاية المزاد هو الذي يحدد سقف سعر كل صنف من السمك". 

ويشير سنبل الى ان سوق بيع السمك خاضع للعرض والطلب ، ويقول "السمك في بحرنا قليل نتيجة عدة عوامل ابرزها الصيد الجائر الذي اصبح يقضي على السمكة وهي " في بطن امها " وبالتالي كلما قل السمك ارتفع سعره والعكس صحيح" .

وبحسب سنبل " يعمل على ميناء الصيادين في صيدا حالياً نحو 100 صياد يعودون يوميا من رحلات صيدهم بكمية تتراوح بين 500 و600 كيلو سمك ، يضاف اليها كميات تأتي من الصرفند ، وكلها تباع اي بما معدله طن واحد من السمك يخرج من ميرة صيدا يومياً ".

مع الصيادين

ويقول بلال حبلي " السمك مش غالي مقارنة مع كلفة الصيد ، ثمن الشباك كان 17 و18 الف ليرة اما اليوم اصبح 100 الف او 110 الاف ، وغيار الزيت لمحرك قارب الصيد اصبحت كلفته 225 الفا.

ويقول زهير السمرة " انا شخصيا لدي طفلان . عندما كان السمك رخيصا كنت اشتري علبة النيدو بـ 14 الف ليرة ، الآن اصبح ثمنها 51 الف ليرة .. وانا اعمل مع ثلاثة اشخاص على قارب صيد واحد لو تقاضينا يومياً 250 و300 الف ليرة تذهب معظمها الى كلفة غيار الزيت والشباك والشغيلة فماذا يبقى لصاحب المركب ؟.

ويقول حسن سليم بيضاوي " انا صياد بالبحر ، كان ثمن قطعة "الشيما" - وهو نوع من الشباك  -عشرون الف ليرة اصبح ثمنها مائة الف .. وكيلو زيت المحركات بـ 40 الف ليرة .. كنا ننتج يوميا 50 و60 و100 الف ليرة و"كان ماشي الحال" ، اليوم ننتج 500 و600 الف ليرة لكن معظمها تذهب على كلفة الصيد .. ويقولون ان السمك غال !".

رأفت نعيم