أخبار لبنان

الإيرانيون مستاؤون من ماكرون..لهذا السبب!

تم النشر في 29 أيلول 2020 | 00:00

المصدر: نداء الوطن



مرحلة ضياع قاتلة يمر بها لبنان والآفاق سُدّت في كل الاتجاهات، شرقاً وغرباً... الثنائي ‏الشيعي أجهض المبادرة الفرنسية من دون أن يملك خطة إنقاذية بديلة، تاركاً اللبنانيين ‏محتجزين على مقاعد طائرة مخطوفة يكاد وقودها ينفد وتجنح يوماً بعد آخر نحو الارتطام ‏المدوّي بأرض التفليسة، فأصبحت تحوم اليوم في دوائر مفرغة بلا وجهة معروفة بعدما أقفل ‏الثنائي كل "مدرّجات" العالمين العربي والغربي أمامها وصولاً إلى صدّ آخر محاولة فرنسية ‏لتأمين هبوط اضطراري آمن لها. المشكلة لم تعد لبنانية، وحلّها كذلك، هذا ما تيقّن منه ‏الفرنسيون من خلال أداء "حزب الله"، وفي ضوء الرسالة المشفّرة التي سرّبها نبيه بري عبر ‏صديقه الصدوق وليد جنبلاط قائلاً له: "أتعرّض للضغط‎".

ولأنّ العامل الإيراني بدا فاقعاً في عملية تخريب المبادرة الفرنسية، لا سيما بعدما نال الثنائي ‏الشيعي حقيبة المال ورغم ذلك استمر بالعرقلة، فإنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصبح ‏يميل إلى البحث عن مفاتيح حلحلة خارجية لفكفكة العقد الداخلية في لبنان، وهو بادر إلى ‏الطلب من الروس التوسّط لدى طهران لإنجاح مبادرته اللبنانية. وتؤكد مصادر ديبلوماسية ‏لـ"نداء الوطن" أنّ المسؤولين الإيرانيين لم يتوانوا عن إبداء استيائهم الكبير أمام الإدارة ‏الروسية من دخول ماكرون المباغت على "ساحتهم اللبنانية"، فبادروا إلى قطع خطوط ‏التواصل المباشر مع الفرنسيين حول الملف اللبناني خصوصاً إثر تصعيد الرئيس الفرنسي ‏ضد "حزب الله"، واضعةً في هذا السياق تشديد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس على أن ‏بلاده ترفض "أي تدخل خارجي في شؤون لبنان". وإزاء ذلك، كشفت المصادر أنّ باريس ‏طلبت دخول موسكو على خط الوساطة مع طهران لاستطلاع المساحات المشتركة بين ‏الجانبين على "الأرض اللبنانية"، ومن هذا المنطلق بدأت اتصالات المسؤولين الروس ‏بالقيادات اللبنانية خلال الساعات الأخيرة لمحاولة استكشاف آفاق "الممكن وغير الممكن" في ‏حلحلة الأزمة تمهيداً لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المرتقبة إلى بيروت‎.

غير أنّ المصادر توقعت في المقابل ألا تتمكن موسكو من تدوير الزوايا بشكل جذري في ‏خارطة الأزمة اللبنانية وألا يكون بمقدورها أكثر من السعي إلى تبريد أرضية الاشتباك ‏الإيراني - الغربي في الملف اللبناني، بانتظار ما ستتمخض عنه الانتخابات الرئاسية ‏الأميركية، على اعتبار أنّ طهران تفضّل تسليف أي موقف في الورقة اللبنانية إلى "الأصيل لا ‏الوكيل" انطلاقاً من قناعة ترسخت لديها بأنّ ماكرون عجز عن تقديم أي شيء لها في ملف ‏العقوبات الأميركية، ولذلك من المرجح أن يبقي الإيرانيون هذه "الورقة" في قبضتهم بانتظار ‏وضعها على طاولة الـ‎"Deal" ‎الذي وعدهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإبرامه مع ‏طهران فور التجديد لولايته‎.

وفي الانتظار، ستواصل الطبقة الحاكمة سياسة محاباة المبادرة الفرنسية والنحيب على ‏أطلالها، وأقصى ما بوسعهم إبداء "الأسف" لعدم تمكنهم من تشكيل حكومة مصطفى أديب ‏كما جاء على لسان رئيس الجمهورية ميشال عون أمام السفير الفرنسي برونو فوشيه. أما ‏‏"حزب الله" فلن يرضى بأن تمر إهانة ماكرون له ووصفه بـ"الميليشيا" مرور الكرام، بل ‏سيصعّد لجهته في وجه الرئيس الفرنسي من خلال إطلالة لأمينه العام السيد حسن نصرالله ‏اليوم، سيعمد خلالها إلى "وضع النقاط على الحروف في مواجهة حملة الافتراءات والتجني ‏التي ساقها الرئيس الفرنسي بحق الحزب والثنائي الشيعي"، وفق تعبير مصادر مقربة من ‏الثنائي لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ نصرالله "سيعيد التوازن إلى مقاربة المسعى الفرنسي عبر ‏تشديده على أنّ حزب الله يؤيد مندرجات المبادرة الفرنسية لكن من دون اعتبارها "نصاً منزلاً" ‏وما على اللبنانيين سوى السمع والطاعة"، فالمطلوب "مبادرة مش وصاية فرنسية‎".

تزامناً، لفت الانتباه أمس الغطاء الأوروبي لمواقف الرئيس الفرنسي تجاه لبنان، إذ عبّر ‏الاتحاد الأوروبي عن شعوره "بخيبة الأمل والقلق" بسبب اعتذار الرئيس مصطفى أديب ‏و"الملابسات التي أدت إلى قراره"، مشدداً على أنّ تشكيل حكومة المهمة التي تتولى إجراء ‏الإصلاحات المطلوبة هو بمثابة شرط مسبق لحصول لبنان على دعم صندوق النقد الدولي. ‏وحث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان القيادات ‏اللبنانية على "بذل كل ما بوسعها لتشكيل الحكومة بسرعة"، مؤكّدًا أنّ ذلك "سيكون ضروريًا ‏للتوصل إلى اتفاق مطلوب بشكل عاجل مع صندوق النقد.