مجتمع

لهذه الأسباب.. إفريقيا "تفاجئ" العلماء بشأن كورونا!‏

تم النشر في 29 أيلول 2020 | 00:00

دفعت نظم الصحة العامة المثقلة بما يفوق قدراتها في إفريقيا، ونقص إمكانيات إجراء الفحوص، ‏والتكدس السكاني الكبير في الأحياء الفقيرة، الخبراء إلى التنبؤ بكارثة عندما وصل فيروس ‏كورونا إلى القارة السمراء في فبراير.‏

وكان فيروس كورونا المستجد يعيث فسادا في الدول الآسيوية والأوروبية الغنية، وقالت إحدى ‏منظمات الأمم المتحدة في نيسان إنه قد يقتل 300 ألف إفريقي هذا العام حتى مع تطبيق ‏إجراءات التباعد الاجتماعي.‏

وفي أيار حذرت منظمة الصحة العالمية من أن 190 ألفا في القارة قد يموتون إذا ما أخفقت ‏تدابير احتواء الفيروس.‏

إلا أنه في الوقت الذي سجل فيه العالم الوفاة رقم مليون بين المصابين بمرض كوفيد-19 الناجم ‏عن الإصابة بالفيروس، تحقق إفريقيا نتائج أفضل من المتوقع، بل وتنخفض فيها نسبة الوفيات ‏عن قارات أخرى.‏

وتبلغ نسبة الوفيات في القارة 2.4 في المئة بإجمالي يبلغ 35 ألفا تقريبا بين أكثر من 1.4 مليون ‏مصاب وفقا لبيانات رويترز حتى مساء الاثنين. وفي أميركا الشمالية تبلغ النسبة 2.9 في المئة ‏وفي أوروبا 4.5 في المئة.‏

من جهتها، سجلت إيطاليا وبريطانيا نسبة وفيات تبلغ 11.6 في المئة و9.0 في المئة على ‏الترتيب بالمقارنة مع 1.6 في المئة في إثيوبيا و1.9 في المئة في نيجيريا و2.4 في المئة في ‏جنوب إفريقيا أشد دول القارة تضررا من الجائحة.‏

وتقول مستشفيات في دول إفريقية كثيرة إن معدلات دخول المرضى المستشفيات تنخفض.‏

ويقول بعض الخبراء إن البيانات الرسمية لا ترصد على الأرجح بعض حالات الوفاة من كوفيد-‏‏19 في إفريقيا. فمعدلات إجراء الفحوص في القارة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.3 مليار ‏نسمة، من بين الأدنى في العالم، وكثير من الوفيات لمختلف الأسباب لا تسجل على الإطلاق.‏

وشهدت جنوب إفريقيا حوالي 17 ألف حالة وفاة إضافية بأسباب طبيعية في الفترة بين أوائل ‏أيار ومنتصف تموز بزيادة 59 بالمئة عما يمكن توقعه في الأحوال العادية، وذلك وفقا لتقرير ‏صدر في تموز من مجلس البحوث الطبية في جنوب إفريقيا.‏

ويقول الباحثون إن ذلك يشير إلى أن الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 قد تكون أعلى بكثير من ‏الرقم الرسمي الذي يتجاوز حاليا 16 ألف وفاة.‏

ورغم ذلك فثمة توافق واسع على أن معدلات الوفيات من المرض لم تكن حتى الآن بالسوء ‏المتوقع.‏

فما السبب في ذلك؟

يطرح العلماء وخبراء الصحة العامة عددا من العوامل المحتملة، منها صغر سن قطاع عريض ‏من سكان القارة والدروس المستفادة من تفشي أمراض سابقة.‏

كذلك كان أمام الحكومات الإفريقية وقت ثمين للاستعداد بسبب العزلة النسبية لكثير من مواطنيها ‏عن المطارات وغيرها من الأماكن التي يمكن فيها الإصابة بالعدوى من المسافرين.‏

ويستكشف بعض العلماء أيضا إمكانية أن يكون لقاح السل الذي يتم تحصين الأطفال به في كثير ‏من الدول الإفريقية عاملا مساعدا في تقليل الوفيات من كوفيد-19.‏

ومن النظريات الأخرى التي يبحثها العلماء ما إذا كان التعرض لأنواع أخرى من الفيروسات بما ‏في ذلك الفيروسات المسببة لنزلات البرد الشائعة قد أتاح قدرا من المقاومة في بعض المجتمعات ‏التي كان يعتقد من قبل أنها أكثر عرضة من غيرها للتأثر بالمرض.‏




سكاي نيوز عربية