أخبار لبنان

كرامي من تركيا: نموذج يحتذى به

تم النشر في 3 تشرين الأول 2020 | 00:00


في زيارة لافتة للانتباه إلى تركيا، أشاد النائب فيصل كرامي في مقابلة مع "وكالة أنباء تركيا" بالجهود التي تبذلها تركيا سواء من أجل مساعدة لبنان في محنته، أو على صعيد دورها في عموم المنطقة، مشيرا إلى أن "تركيا نموذج يحتذى به".

والتقى كرامي خلال زيارته التي استمرت ايام عدة وشملت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، العديد من المسؤولين ورؤساء مؤسسات تركية معنية بشؤون التعليم والتنمية والإغاثة.

وقال كرامي  في المقابلة:إن “لتركيا دور أساسي في المنطقة، إضافة إلى أن تركيا التي خرجت من أزماتها المتتالية وعالجت أمورها واهتمت برفاه شعبها وتعلمت من أخطائها، تعتبر نموذجا يحتذى به”.

وأضاف “نتطلع اليوم لاستكمال العلاقة المشرقة مع تركيا وليس لفتح صفحة جديدة معها فحسب”، مؤكدا أن “العلاقة مع تركيا بمثابة صفحة مشرقة بتاريخ منطقتنا وأمتنا.. وهي صفحة لم تغلق أصلا”.

وأوضح كرامي الأسباب التي دفعته لزيارة تركيا للمرة الأولى، قائلا “حين نشعر بالغبن لا يسعنا إلا أن نمد اليد إلى أصدقائنا التاريخيين، الذين تحمل لهم طرابلس (شمالي لبنان) كل الود والاحترام والمحبة، والذين قدّموا للبنان وطرابلس كل المساعدات من الناحية الثقافية، وكذلك ومن الناحية الاجتماعية”.

الشعب اللبناني في موقف حرج

وتطرق كرامي خلال اللقاء إلى الأوضاع التي يعانيها لبنان، قائلا إنه “بعد ما حدث في لبنان في الآونة الأخيرة من ظرف اقتصادي اجتماعي مالي وصحي منهار، وبعد جائحة (كورونا) التي أثرت بشكل سلبي على كل الوضع الاقتصادي، في لبنان وتحديدا في طرابلس، ومؤخرا الانفجار الكبير الذي هز أركان الجمهورية اللبنانية (انفجار مرفأ بيروت) وضعَ الشعب اللبناني في موقف حرج”.

وتابع “بتنا نشاهد مشاهد لم نعتد عليها في لبنان، وهي أن الشعب اللبناني وخصوصا شمالي لبنان وفي طرابلس بالتحديد، وأنا نائب أمثل هذه الشريحة وهذه المنطقة، أصبحوا يزجون أنفسهم في ما يسمى بمراكب الموت (الهجرة عبر البحر)، ويعودون إلينا جثثا طائفة على وجه البحر”.

وأضاف كرامي “أنا سألت الأحياء الذين نجوا منهم هل ستعيدون الكرة فأجابوا (نعم نعيدها غدا صباحا)، وهكذا وصلت مواصيل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والانمائية والنقدية والصحية في لبنان”.

الإعلام اللبناني تجاهل الدور التركي

وأضاف كرامي أنه “حينما حصل الانفجار في لبنان (انفجار مرفأ بيروت)، رأينا كيف هرع العالم لنصرة ونجدة اللبنانيين على كافة الأصعدة، من المستشفيات الميدانية، المساعدات الغذائية، إلى الأموال التي تدفقت عبر المؤسسات الرسمية أو عبر المؤسسات الخيرية، لكن في الحقيقة ما استفزني أمران، أولها أن معظم هذه المساعدات لم يصل منها شيء إلى شمالي لبنان ولطرابلس تحديدا، والأمر الثاني أن تركيا أتت إلى لبنان وقدمت مساعدات كثيرة وهبات كبيرة، وكان هناك استقبال للوفد التركي الرسمي في لبنان، ولكن هذا الشيء لم يذكر في الإعلام اللبناني وكان التركيز دائما على دور أوروبا فقط!”.

يذكر أنه في 4 آب/أغسطس الماضي، هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في مرفأ المدينة، أدى لسقوط نحو 140 قتيلا وأكثر من 5000 جريح، حيث قدم يومها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعازي للشعب اللبناني بضحايا الانفجار، كما استنفرت الديبلوماسية التركية للتضامن مع ضحايا الانفجار الذي وقع ببيروت.

ورغم كل ذاك الاستنفار الذي بدى جليا وظاهرا في شوارع لبنان من خلال نزول الفرق الإغاثية التركية إلى الميدان، إلا أن بعض وسائل الإعلام اللبنانية، وحسب مراقبين، “تعمدت” تجاهل هذا الأمر وعدم تسليط الضوء عليه.

وفي 8 من الشهر نفسه، أعلن فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي زار بيروت برفقة وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو عقب الانفجار مباشرة، أن تركيا مستعدة لإعادة بناء وتأهيل مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت من جديد، إضافة لاستعدادها تخصيص ميناء مرسين للفعاليات التجارية اللازمة للبنان.

رفض للدور الفرنسي في لبنان

وأشار كرامي إلى الدور الفرنسي في لبنان وموقف اللبنانيين منه، قائلا “كلنا نعلم المبادرة (السياسية) التي حملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن ثم حصل احتفال بمئوية لبنان الكبير، أيضا كان مشهدا مستفزا كونه كان احتفالا فرنسيا على الأراضي اللبنانية، وكأنه عاد لإحياء الانتداب الفرنسي في لبنان، والأنكى أنه تم استبعاد واستثناء طرابلس من هذا الاحتفال وكأن طرابلس ليس لها دور.. حقيقة نحن نتفهم الجانب الفرنسي في هذا الأمر لأن طرابلس كانت ترفض دائما الدور الفرنسي في هذا الإطار”.

عدم اهتمام الدولة اللبنانية دفع بنا إلى تركيا

وأوضح كرامي قائلا “طالبنا مؤخرا بإنصافنا حتى بموضوع جائحة (كورونا)، بمستشفيات ميدانية من ضمنها المستشفيات التي فرشت في بيروت، وبمساعدات لها علاقة بجائحة (كورونا)، وبتخصيص مستشفيات في طرابلس من أجل (كورونا)، لكن كل المساعدات الغذائية التي أتت إلى كل لبنان استثنيت منها طرابلس ولم نر منها أي شيء”.

وأضاف أنه “بعد كل هذه المعطيات وبعد غض النظر من الدولة اللبنانية عن الواقع المعيشي في طرابلس والذي حمل الكثير من المآسي خلال الـ 25 عاما الماضي من الإنماء غير المتوازي، نأتي إلى تركيا ونزور المؤسسات المانحة التي من خلالها نستطيع أن نسند شعبنا وأهلنا بالحد الأدنى من العيش اللائق، وندعم المؤسسات التي نراها أنها بدأت تنهار نتيجة النقص في الأدوية ونتيجة انهيار العملة (اللبنانية) ونتيجة عدم اهتمام الدولة اللبنانية”.

وتابع كرامي “زرنا (في تركيا) مؤسسات تعنى بالتعليم، وكلنا يعلم كم هو مهم بالنسبة لنا التعليم خاصة وأننا نملك مؤسسات خيرية للتعليم، وقد وجدنا تجاوبا واضحا (من المسؤولين الأتراك).. ونحن سنحضر وإياهم برامج لمساعدة الطلاب اللبنانيين خاصة شمالي لبنان”.

وأضاف “زرنا الهلال الأحمر التركي وشرحنا لهم عمل المستوصفات والمؤسسات الصحية والمستشفيات، وخاصة التي تتبع لإدارتنا المباشرة وهي مؤسسات خيرية، وكان هناك تجاوب كبير، وسيكون لنا لقاءات متتالية من أجل دعم هذه المؤسسات لما فيه خير لبنان وطرابلس والشمال”.

وختم كرامي مشيدا بردة الفعل التي لقيها من المسؤولين الأتراك، حيث قال “نحن متفائلون لما رأيناه من عاطفة ومحبة وانتماء للقضايا المشتركة ضمن ثوابتنا وقناعاتنا والتي لا تتغير، وهو الثبات والصمود في مواجهة العدو الإسرائيلي، إذ لا يمكن أن يكون هناك ثبات وصمود إلا عندما يكون المجتمع متكاتفا”.