صحافة بيروت

البحث لا يزال جارياً عن رئيس حكومة ‏"عاقل"!

تم النشر في 5 تشرين الأول 2020 | 00:00

المصدر: الجمهورية


لم تشهد عطلة نهاية الأسبوع أي تطور ملموس على جبهة التحضير ‏لاستشارات التكليف، التي يفترض أن يدعو رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون إليها لاختيار الشخصية التي ستكلّف تأليف الحكومة ‏الجديدة، فيما غَزت إشاعات كثيرة الاوساط السياسية حول اتفاقات ‏مزعومة على اسم او أسماء لتولّي هذه المهمة، تبيّن انها مجرد ‏إشاعات رَماها البعض لهدف تسويق نفسه ليس إلّا.‏

‏ ‏

وفي ظل التوقعات في أن يبقى الاستحقاق الحكومي في دائرة ‏الجمود في انتظار عبور الاستحقاق الرئاسي الاميركي المقرر في 3 ‏تشرين الثاني المقبل، تتجه الانظار الى "الخلوة الجوية" المُنتظر ‏انعقادها اليوم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس ‏مجلس النواب نبيه بري في طريقهما ذهاباً وإياباً الى الكويت للتعزية ‏بأميرها الراحل الشيخ صباح الاحمد الصباح وتَهنئة خلفه الشيخ نواف ‏الاحمد الصباح، حيث يتوقع ان يبحث الرجلان في ما آل اليه الاستحقاق ‏الحكومي والخطوات الدستورية الواجب اتخاذها لإنجازه في قابل ‏الايام، وإمكان إجراء استشارات التكليف قريباً لاختيار خلف للدكتور ‏مصطفى أديب الذي اعتذر عن هذه المهمة بعد شهر من تكليفه.‏

يغادر عون وبري ورئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب ‏قبل ظهر اليوم الى الكويت لتقديم التعازي بأميرها الراحل لأميرها ‏الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وإليهم يضمّ الوفد الرسمي ‏وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة والقائم بأعمال ‏السفارة اللبنانية في الكويت باسل عويدات،على أن يعود الجميع ‏مساء الى بيروت.‏

وفي هذه الأجواء عقد الرهان على هذه "الخلوة الجوية" بين عون ‏وبري، والتي ستستغرق نحو ست ساعات ونصف تقريباً في الذهاب ‏والاياب، وذلك من اجل البحث في ملف الاستشارات النيابية الملزمة ‏التي سيجريها رئيس الجمهورية لتكليف بديل من أديب لتأليف ‏الحكومة.‏

‏ ‏

وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ عون وبري يدركان خطورة ‏مرور الوقت من دون إجراء الاستشارات بعدما عَبّر كلّ منهما على ‏طريقته عن الحاجة إليها، فرئيس الجمهورية باشَر اتصالاته في ‏الكواليس لاستمزاج الآراء من هوية الشخصية البديلة في انتظار ‏اللحظة الذي ستسمح ببدء الحديث عنها وتظهيرها الى العلن فور ‏تَوافر الاجماع المطلوب لمثل هذه الخطوة، لأنّ تحديد مواعيد ‏الإستشارات من دون هذا التفاهم قد يؤدي الى نَسف أي فرصة ‏وحصول بلبلة لا يتحملها الوضع الراهن، خصوصاً في ظل تفاقم ‏الأزمات المعيشية والاقتصادية والنقدية التي تناسَلت وانسحبت ‏نتائجها الكارثية على مختلف الصعد.‏

‏ ‏

وفي الوقت الذي نقل عن عون تشديده على ضرورة الاسراع بهذه ‏الخطوة والتفاهم على إطلاق عملية التأليف مجدداً، نقل عن بري ‏قوله "انّ المفاوضات التي ستنطلق في الرابع عشر من الشهر الجاري ‏في الناقورة من اجل ترسيم الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، يجب ان ‏تواكبها حكومة كاملة المواصفات لتشكّل في قرارها دعماً يحتاجه ‏الوفد اللبناني الى المفاوضات الصعبة والمعقدة التي نتوقعها مع ‏الإسرائيليين".‏

‏ ‏

ونقل عن بري ايضاً قوله "انّ البحث لا يزال جارياً عن رئيس حكومة ‏عاقل يستطيع مع الوزراء مواجهة التحديات".‏