عرب وعالم

حوار بوزنيقة.. أزمة المناصب تنفرج واتفاق على الآلية

تم النشر في 6 تشرين الأول 2020 | 00:00

يبدو أن الحوار الليبي – الليبي الذي جمع بين وفدي المجلس الأعلى للدولة والبرلمان الليبي، ‏بمدينة بوزنيقة المغربية، سيتوج اليوم الثلاثاء، بالإعلان عن تفاهمات نهائية حول معايير تقاسم ‏المناصب القيادية بالوظائف السيادية، وهو ما قد يمهّد لانفراجة في مسار الأزمة الليبية وخطوة ‏مهمّة نحو توحيد مؤسسات البلاد، بحسب ما رجّحت مصادر برلمانية ليبية للعربية.نت‎.‎

أضافت المصادر أنه بعد أيام من الجلوس في مفاوضات ونقاشات واجتماعات مغلقة، تم في ‏النهاية تسجيل تقدّم كبير في المباحثات بعد تجاوز الأمور والإشكاليات العالقة والتوصل إلى اتفاق ‏مشترك وشامل حول طريقة وآليات توزيع وتولي المناصب السيادية على الأقاليم الليبية الثلاثة ‏ومعايير وشروط الاختيار التي سيتم اعتمادها، مشيرا إلى أن بعض الملفات القليلة لا تزال محل ‏تفاوض‎.‎

المرشح الأفضل والأكثر إجماعا

ومن ضمن ما تم التوصل إليه، أوضح المصدر نفسه، أنه تم الاتفاق على أن يتمتّع كل مرشح ‏لأي منصب من المناصب السيادية بالجنسية الليبية فقط بالإضافة إلى عنصر الكفاءة، مضيفا أن ‏عملية الترشح للمناصب ستفتح لجميع الليبيين، قبل أن يتمّ فرز الملفات من قبل المجلس الأعلى ‏للدولة والبرلمان الليبي لاختيار المرشح الأفضل والأكثر إجماعا من الطرفين‎.‎

ومنذ أسابيع، يجري التفاوض بين طرفي النزاع الليبي في مدينة بوزنيقة المغربية، على 7 ‏مناصب سيادية وهي محافظ المصرف المركزي ورئيس ديوان المحاسبة ورئيس جهاز الرقابة ‏الإدارية ورئيس هيئة مكافحة الفساد، إضافة إلى رئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات ‏ورئيس المحكمة العليا ومعهم منصب النائب العام‎.‎

ووسط هذه الأجواء الإيجابية، قال وزير الخارجية المغربي الناصر بوريطة، أمس الاثنين في ‏مستهل لقاء ممثلين عن مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، إن المحادثات حققت تقدما ‏مهما، مضيفا "نتمنى التوقيع على الاتفاق في حوار بوزنيقة قريبا‎".‎

حراك دولي

يأتي هذا في وقت يشهد الملف الليبي حراكاً دوليا، وعددا من اللقاءات والمؤتمرات بمشاركة ‏دولية وإقليمية بغية التوصل إلى حل للنزاع القائم منذ سنوات‎.‎

وأمس الاثنين أقيم أيضاً مؤتمر دولي عبر الفيديو، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدفع ‏ألماني، استكمالاً لمؤتمر برلين الذي عقد في يناير الماضي، بعدما استأنف طرفا النزاع الحوار ‏بينهما في أيلول/سبتمبر‎.‎

فقد كثفت ألمانيا خلال الأشهر الماضية، الجهود الدبلوماسية لحمل المتحاربين على وقف دائم ‏لإطلاق النار وبدء مفاوضات سياسية، بالإضافة إلى حث قوى إقليمية للامتثال لحظر الأسلحة ‏المفروض على ليبيا‎.‎

سلسلة مشاورات مقبلة

وتمحور مؤتمر برلين في حينه حول عدم تدخل الجهات الإقليمية في البلد واحترام حظر ‏الأسلحة، لكن مقرراته ظلت حبراً على ورق‎.‎

لكن أوائل أيلول/سبتمبر، مهدت "مشاورات" بين الليبيين في مونترو بسويسرا الطريق أمام ‏تسجيل تقدم جديد من خلال التوصل إلى اتفاق بشأن تنظيم انتخابات في غضون 18 شهرًا‎.‎

في أعقاب المشاورات، أعلن رئيس وزراء حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة، فايز السراج أنه ‏مستعد للتنحي بحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر‎.‎

كما توصل برلمانيون من المعسكرين المتخاصمين أيضًا في العاشر من أيلول/سبتمبر في ‏المغرب، بعد لقاء مونترو، إلى اتفاق شامل على طرق تقاسم المناصب على رأس مؤسسات ‏الدولة بالإضافة إلى إعادة توحيد تلك المؤسسات‎.‎

بالإضافة إلى ذلك، بدأت مفاوضات في مصر بين ممثلين عسكريين من الطرفين في نهاية ‏أيلول/سبتمبر بتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار‎.‎



العربية.نت ‏