منوعات

دماغ عمره ألفي عام بموقع كارثة طبيعية مدمرة

تم النشر في 8 تشرين الأول 2020 | 00:00

كشفت دراسة إيطالية حديثة عن خلايا دماغية محفوظة بشكل جيد ضمن بقايا شاب ‏لقي حتفه في ثوران بركان جبل فيزوف منذ ما يقارب الألفي عام‎.‎

واكتشفت الخلايا الدماغية على هيئة زجاجية في موقع "هركولانيوم" الأثري، وهي ‏مدينة رومانية قديمة غارقة تحت الرماد البركاني بعد انفجر بركان جبل فيزوف ‏القريب في عام 79 ميلادية‎.‎

وبحسب كبير مؤلفي الدراسة، بيير باولو بترون، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة ‏نابولي فيديريكو الثاني، فإن دراسة الأنسجة الدماغية التي وجدت في هركولانيوم ‏قد تنقذ الأرواح في المستقبل، مضيفا: "ستسمح لنا البيانات والمعلومات التي نحصل ‏عليها من توضيح جوانب عديدة تتعلق بما حدث قبل ألفي عام خلال أشهر ثوران ‏البركان‎".‎

وحسبما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، فإن الضحية التي جرى فحص ‏عيناتها تعود لرجل يبلغ من العمر حوالي 20 عاما، اكتشفت رفاته في الستينيات ‏مبعثرة على سرير خشبي‎.‎

ووفق العلماء فإن الحرارة الشديدة للثوران البركاني والتبريد السريع الذي تلاه، ‏حولتا مادة الدماغ إلى أخرى زجاجية ، مما أدى إلى تجميد الهياكل العصبية ‏وتركها سليمة‎.‎

ولفت فريق الباحثين الذين أنجزوا الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "بلوس ‏ون" العلمية، إلى أن الانخفاض السريع في درجة الحرارة الذي شهدته أنسجة ‏الدماغ الزجاجية، سمة فريدة للعمليات البركانية التي تحدث أثناء الثوران‎.‎

وكانت تدفقات الرماد والصخور والغازات، التي ارتفعت درجة حرارتها بصورة ‏كبيرة جدا في مدينة هركولانيوم بعد انفجار بركان فيزوف، ساخنة لدرجة أنها ‏أشعلت دهون الجسم وبخرّت الأنسجة الرخوة على الفور تقريبا، ثم تبعها انخفاض ‏مفاجئ في درجة الحرارة‎.‎

وتمكن العلماء من إثبات أن شظايا الزجاج السوداء كانت ذات يوم دماغا بشريا ‏عن طريق تحديد بروتينات معينة موجودة عادة في أنسجة المخ، والتي لم تكن ‏موجودة في الرماد المجاور‎.‎

جدير بالذكر أن بركان فيزوف، الواقع على ساحل نابولي الغربي في إيطاليا، كان ‏قد غطى مدينتي بومبيي هركولانيوم الرومانيتين المجاورتين بالرماد البركاني ‏والصخور المنصهرة في غضون دقائق، مما أسفر عن مقتل الآلاف‎.‎