عرب وعالم

انطلاق محادثات (5+5) الليبية.. برعاية أممية في جنيف

تم النشر في 19 تشرين الأول 2020 | 00:00

بدأت اللجنة العسكرية المشكلة من قبل خمسة مسؤولين عسكريين من طرفي الصراع في ليبيا، ‏اليوم الاثنين، جولة جديدة من محادثاتها المباشرة في مدينة جنيف السويسرية، بعد أسبوعين على ‏اجتماعها بمصر، وسط آمال بأن تمهد هذه المفاوضات المباشرة الطريق للتوصل إلى وقف دائم ‏لإطلاق النار وتقود إلى تسوية شاملة لإنهاء الصراع والتفكّك داخل البلاد.‏

وأعلنت الأمم المتحدة انطلاق المباحثات بحضور ومشاركة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم ‏المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز.‏

وأوضحت في بيان أن "عمل هذه اللجنة، أي المسار الأمني، يشكّل أحد المسارات الثلاثة التي ‏تعمل عليها البعثة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي، والتي انبثقت عن مؤتمر برلين ‏‏2020 حول ليبيا وتبناها مجلس الأمن عبر قراره 2510 (2020) والذي دعا الطرفين إلى ‏التوصل الى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار".‏

ورأت أن "ما يميز هذه الجولة هو انطلاقها باجتماع تقابلي مباشر بين وفدي طرفي النزاع في ‏ليبيا. وقد استهل الاجتماع بعزف النشيد الوطني الليبي تلته كلمات افتتاحية لكل من الممثلة ‏الخاصة للأمين العام بالإنابة ورئيسي الوفدين".‏

وأوضحت أن مباحثات هذه الجولة تستمر حتى 14 تشرين الاول الجاري، وتأمل بعثة الأمم ‏المتحدة للدعم في ليبيا ان يتوصل الوفدان إلى حلحلة كافة المسائل العالقة بغية الوصول إلى وقف ‏تام ودائم لإطلاق النار في عموم أنحاء ليبيا. وثمّنت الأمم المتحدة "قيادتي الطرفين على تسهيلهم ‏انعقاد هذه الجولة".‏

في هذا الاطار، أكدت قناة "العربية" أن مباحثات منفردة جرت مع كلا الوفدين في اليومين ‏الماضيين.‏

من جهته، أشاد السفير الألماني في ليبيا ببعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وبجميع الأطراف ‏لتسهيلهم عقد محادثات 5+5. وقال: "نشجع الأطراف على اغتنام الفرصة والتفاوض على وقف ‏إطلاق نار شامل يمهد الطريق نحو ليبيا موحدة يعمها السلام وتحدد مصيرها بنفسها".‏

وفي بيان سابق، كانت البعثة الأممية إلى ليبيا قد قالت إن محادثات الوفدين اللذين يمثلان الجيش ‏الليبي وحكومة الوفاق (5+5)، ستتركز على المداولات السابقة والتوصيات التي خرج بها ‏الاجتماع الذي انعقد في الغردقة في الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر الماضي.‏

‏"اتفاق الغردقة"‏

وأبرز ما تم الاتفاق عليه في الغردقة هو "الإسراع بعقد اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة ‏‏5+5 بلقاءات مباشرة، والإفراج الفوري عن كل من هو محتجز من دون أي شروط أو قيود، ‏واتخاذ التدابير العاجلة لتبادل المحتجزين بسبب العمليات العسكرية، وذلك قبل نهاية تشرين الاول ‏المقبل".‏

اجتماع القاهرة لوفدي مجلس النواب والدولة واعضاء هيئة الدستور لمناقشة المسار الدستوري ‏في ليبيا برعاية الأمم المتحدة

اجتماع القاهرة لوفدي مجلس النواب والدولة واعضاء هيئة الدستور لمناقشة المسار الدستوري ‏في ليبيا برعاية الأمم المتحدة

واتفق الطرفان أيضا على "إيقاف حملات التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية واستبداله بخطاب ‏التسامح والتصالح ونبذ العنف والإرهاب، والإسراع في فتح خطوط المواصلات الجوية والبرية ‏بما يضمن حرية التنقل للمواطنين بين كافة المدن الليبية".‏

ولكن مصادر عسكرية من الجيش الليبي كشفت لـ"العربية.نت"، أن اجتماع جنيف، سيناقش كذلك ‏تثبيت وقف إطلاق النار بين الطرفين، ووضع خطة مشتركة لتفكيك المجموعات المسلحة في ‏مختلف أنحاء البلاد والتفاهم حول منطقتي سرت والجفرة وإبقائها منطقة منزوعة السلاح ‏ومساحة آمنة، إضافة إلى الملف الأكبر الذي لم يتم حلحلته في الاجتماعات السابقة، ويتعلق ‏بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية الموجودة في ليبيا، وهو أحد أبرز شروط الجيش قبل ‏الوصول إلى توافق أمني شامل.‏

اتهامات متبادلة

وتأتي هذه المحادثات، في أعقاب اتهامات متبادلة بين الطرفين بالتخطيط لشنّ هجوم على ‏منطقتي سرت الجفرة، وتهديدات عسكرية، وسط مخاوف من انهيار اتفاق وقف النار الهشّ ‏بينهما، وهو ما يهدّد المسار السياسي الحالي الذي تقوده الأمم المتحدّة للوصول إلى حلّ شامل ‏للأزمة الليبية.‏

في هذا السياق، اتهم المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري قوات الوفاق ‏بالتخطيط للقيام بعمل وصفه بـ"العدواني والاستفزازي" يسبق هجومهم على خط سرت الجفرة ‏ومواقع قوات الجيش، وأكدّ "رصد تحشيد للمليشيات بالقرب من خط الفصل المحدّد.‏

هذا وصعّد الطرف المقابل من لهجته الاستفزازية ضدّ الجيش، حيث قال الناطق باسم قوات ‏حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو، خلال زيارته لكلية الدفاع الجوي بمدينة مصراتة، إن "أيدينا ‏على الزناد، وسنرد بقوة، وحزم، وسنضرب بؤر التمرد لتحرير كل شبر من ليبيا".‏


العربية.نت