عرب وعالم

فساد ينخر الوفاق في طرابلس.. رئيس هيئة مكافحته ملاحق!‏

تم النشر في 20 تشرين الأول 2020 | 00:00

من رؤوس الميليشيات إلى بعض كبار المسؤولين، يرخي الفساد بظلاله على ‏مفاصل الدولة في العاصمة الليبية.‏

وفي أحدث فصول ملاحقات واتهامات الفساد هذه، أمرت النيابة العسكرية في ‏طرابلس، بالقبض على رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نعمان الشيخ، بتهمة ‏التورط في التستر على مسؤولين متهمين بالفساد وحمايتهم، وهوما يسلط الضوء ‏على الفساد واسع النطاق داخل مؤسسات وأجهزة حكومة الوفاق، حتى التي تزعم ‏أنها تكافحه.‏

ففي خطاب، وجهته النيابة مساء أمس إلى جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة ‏والإرهاب التابع لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق، قالت فيه إن قرار القبض على ‏رئيس هيئة مكافحة الفساد، جاء على خلفية إخفائه تقريرا صادرا عن لجنة الهيئة ‏بشأن التجاوزات المالية بجهاز الطب العسكري ووزارة الصحة في حكومة الوفاق، ‏مشيرة إلى أنّ هذا الإجراء يأتي ضمن التحقيقات الجارية في القضية رقم 79 للعام ‏‏2020، المتعلقة بالتجاوزات المالية بجهاز الطب العسكري.‏

أموال كورونا في جيوب المسؤولين

وتعود القضيّة إلى شهر آب الماضي، عندما كشف ديوان المحاسبة الليبي الستار ‏عن واقعة فساد مالي، تدين وكيل وزارة الصحة بحكومة الوفاق محمد هيثم و جهاز ‏الطب العسكري التابع لوزارة دفاع الوفاق.‏

وفي التفاصيل، قال ديوان المحاسبة، إن الأموال الموجهة لمكافحة تفشي وباء ‏كورونا في ليبيا ذهبت إلى جيوب مسؤولين تابعين لحكومة الوفاق، وطالب باعتقال ‏كل المتورطين في عمليات السرقة والاختلاس.‏

كما أوضح أن الأموال التي تم تخصيصها لمواجهة الجائحةتمّ التلاعب بها من قبل ‏مسؤولين بالجهاز قاموا بتمرير معاملات مالية مخالفة للقوانين واللوائح المعمول ‏بها، فضلا عن اعتماد وصرف أموال دون وجود ما يقابلها من أعمال على أرض ‏الواقع بمشروعات مراكز العزل الصحي داخل بلديات نالوت والزنتان وزوارة.‏

إلى ذلك، طلب رئيس الديوان خالد شكشك آنذاك، المدعي العام العسكري والنائب ‏العام بتوقيف عدد من مسؤولي الجهاز، كونهم تواطأوا فيما بينهم مستغلّين مواقعهم ‏الوظيفيّة لغرض تحقيق منافع للغير دون وجه حقّ، على رأسهم مدير جهاز الطب ‏العسكري، عمر البصير ميلاد هويدي.‏

وضمت قائمة المتهمين أيضا كلا من محمد سالم حسين (مدير إدارة المشروعات ‏بجهاز الطب العسكري)، وعدنان بشتي (مهندس مشرف بإدارة المشروعات)، ‏وعبدالحكيم سالم عطية (مهندس مشرف بإدارة المشروعات)، ويونس محمد امسلم ‏‏(مهندس مشرف بإدارة المشروعات)، وعمار منصور التائب (المراقب المالي ‏بجهاز الطب العسكري).‏

وفقا لذلك، أصدرت النيابة العسكرية، مطلع الشهر الماضي، أمرا بمنع وكيل وزارة ‏الصحة محمد الهيثم، وأعضاء الطب العسكري الذين وردت أسماؤهم في تقرير ديوان ‏المحاسبة، من السفر مع استلام جوازتهم، إلى حين الانتهاء من التحقيقات المتعلقة ‏بالتجاوزات المالية التي أفصح عنها

هيئة مكافحة الفساد تتمنع

في المقابل، وردا على الأمر الصادر من النيابة العسكرية بالقبض على رئيسها، ‏رفضت هيئة مكافحة الفساد هذا الإجراء، معتبرة إياه غير قانوني لعدم صدوره ‏بالطريقة السليمة، وأكدّت على تبعيتها للسلطة التشريعية.‏

يشار إلى أنه خلال الفترة الأخيرة، نفذّت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، حملات ‏اعتقال بحقّ وزراء ومسؤولين كبار، بدعاوى تورطهم في قضايا فساد، من بينهم ‏وزير الحكم المحلي ميلاد الطاهر ووكيل وزارته التي أمرت النيابة العامة ‏بحبسهما، على خلفية تهم نهب مال عام تقدّر بعشرات الملايين، وكذلك رئيس ‏المجلس البلدي ببني وليد سلم نوير الذي تم سجنه بعد اختلاسه أموالا مخصّصة ‏للنازحين.‏



العربية.نت ‏