عرب وعالم

كاراباخ تُسقِط مسيّرة أذربيجانية.. وأرمينيا تتطلّع للتهدئة

تم النشر في 21 تشرين الأول 2020 | 00:00

في حين تواصل الهدنة الثانية التي أعلن عنها الأحد بعد سقوط الأولى الأسبوع الماضي ترنحها، ‏رغم الدعوات الدولية من أجل تهدئة الصراع الأعنف الذي اندلع في إقليم ناغورنو كاراباخ ‏الانفصالي منذ التسعينات، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، الأربعاء، إن قوات إقليم ‏ناغورنو كاراباخ تسقط طائرة حربية أذربيجانية‎.‎

فيما أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية، عن قصف أرميني على مناطق مدنية في مدينة تارتار ‏وقرى مجاورة لها صباح اليوم‎.‎

رئيس أرمينيا إلى بروكسل

من جانبه، قال مكتب رئيس أرمينيا آرمين ساركيسيان الأربعاء إنه توجه إلى بروكسل لبحث ‏الصراع في إقليم ناغورنو كاراباخ مع حلف شمال الأطلسي ومسؤولين بالاتحاد الأوروبي‎.‎

أضاف أن ساركيسيان سيلتقي خلال الزيارة بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج ‏ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل ورئيس المجلس الأوروبي شارل ‏ميشيل‎.‎

كما تابع أن أرمينيا تنتظر من قادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي "فعل كل ما هو ‏ممكن" لوقف القتال و"إحياء" اتفاق لوقف إطلاق النار‎.‎

وتأتي زيارة ساركيسيان بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على نشوب القتال في الإقليم الذي يتبع ‏أذربيجان بحكم القانون الدولي لكن يديره الأرمن‎.‎

مشاورات في روسيا

كما يتوجه وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان إلى روسيا الأربعاء لإجراء مشاورات دبلوماسية ‏منفصلة مع موسكو بشأن النزاع حول إقليم ناغورني قره باغ، بعد الفشل المتتالي لهدنتين ‏إنسانيتين‎.‎

وأعلن المتحدث باسم وزير الخارجية الأرمني زهراب ناتساكانيان أن الأخير سيلتقي نظيره ‏الروسي سيرغي لافروف، للبحث في "تأسيس اتفاق وقف إطلاق نار‎".‎

من جهتها، أعلنت الخارجية الأذربيجانية في بيان أن الوزير جيهون بيراموف سيكون أيضاً في ‏موسكو الأربعاء لإجراء "مشاورات مع الجانب الروسي‎".‎

ولم يتم الإعلان حتى الساعة عن أي لقاء مشترك. وتوصل الاجتماع المشترك السابق الذي عُقد ‏في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر إلى اتفاق على هدنة إنسانية دخلت حيّز التنفيذ في اليوم ‏التالي، إلا أنها بقيت حبراً على ورق. وبع أسبوع، فشل تطبيق وقف إطلاق نار ثان‎.‎

سيارات محطمة أمام مستشفى بسبب قصف للقوات الأذربيجانية، طبقاً لوزارة خارجية إقليم ‏ناغورنو كاراباخ- أرشيفية

سيارات محطمة أمام مستشفى بسبب قصف للقوات الأذربيجانية، طبقاً لوزارة خارجية إقليم ‏ناغورنو كاراباخ- أرشيفية

آلية لمراقبة وقف النار

وكثّفت روسيا، دعواتها لوقف إطلاق النار منذ بدء المعارك في 27 أيلول/سبتمبر في إقليم ‏كاراباخ. ووصف سيرغي لافروف استمرار الاشتباكات بأنه أمر "غير مقبول" وأشار الاثنين ‏إلى أن روسيا وأذربيجان وأرمينيا تعمل من أجل وضع "قريباً" آلية لمراقبة وقف إطلاق النار‎.‎

هذا وترأس روسيا والولايات المتحدة وفرنسا مجموعة مينسك وهي الوسيط التاريخي في النزاع ‏حول كاراباخ‎.‎

يشار إلى أن عودة القصف المتبادل أتت على الرغم من دعوة مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع ‏مغلق مساء الإثنين كلاً من أرمينيا وأذربيجان إلى احترام تلك الهدنة الجديدة حول المنطقة ‏الانفصالية التي خلّف القتال فيها بين الطرفين مئات القتلى منذ أواخر سبتمبر‎.‎

هدنة جديدة

هذا وأعلنت الهدنة الجديدة بعد هجوم هو واحد من الأعنف طاول المدنيين السبت، عندما أصاب ‏صاروخ منطقة سكنية في غنجة ثاني مدن أذربيجان، موقعاً 13 قتيلاً بينهم أطفال‎.‎

وأسفر استئناف القتال منذ ثلاثة أسابيع عن مقتل أكثر من 800 شخص وفق أرقام رسمية ‏ينشرها الطرفان. لكن يُعتقد أنّ الخسائر أعلى بكثير، إذ لم تعلن أذربيجان عن أي حصيلة ‏عسكرية‎.‎

في حين، أعلنت يريفان مقتل 710 جنود أرمن و36 مدنياً في القتال. وتقول باكو إنّ 60 مدنياً ‏أذربيجانيا قتلوا‎.‎

يذكر أن إقليم ناغورنو كاراباخ انفصل عن أذربيجان قبيل تفكك الاتحاد السوفياتي في عام ‏‏1991. وأدّى ذلك حينها إلى اندلاع حرب خلّفت 30 ألف قتيل. وأعلن في 1994 عن وقف ‏لإطلاق النار لكنّ الاشتباكات لا تنفك تتجدّد بين الفينة والأخرى‎.‎

ووفقاً لدبلوماسيين فإنّ روسيا التي تتولّى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن تعمل على إصدار ‏بيان يدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النار‎.‎




العربية.نت ‏