في حين تواصل الهدنة الثانية التي أعلن عنها الأحد بعد سقوط الأولى الأسبوع الماضي ترنحها، رغم الدعوات الدولية من أجل تهدئة الصراع الأعنف الذي اندلع في إقليم ناغورنو كاراباخ الانفصالي منذ التسعينات، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، الأربعاء، إن قوات إقليم ناغورنو كاراباخ تسقط طائرة حربية أذربيجانية.
فيما أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية، عن قصف أرميني على مناطق مدنية في مدينة تارتار وقرى مجاورة لها صباح اليوم.
رئيس أرمينيا إلى بروكسل
من جانبه، قال مكتب رئيس أرمينيا آرمين ساركيسيان الأربعاء إنه توجه إلى بروكسل لبحث الصراع في إقليم ناغورنو كاراباخ مع حلف شمال الأطلسي ومسؤولين بالاتحاد الأوروبي.
أضاف أن ساركيسيان سيلتقي خلال الزيارة بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
كما تابع أن أرمينيا تنتظر من قادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي "فعل كل ما هو ممكن" لوقف القتال و"إحياء" اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتأتي زيارة ساركيسيان بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على نشوب القتال في الإقليم الذي يتبع أذربيجان بحكم القانون الدولي لكن يديره الأرمن.
مشاورات في روسيا
كما يتوجه وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان إلى روسيا الأربعاء لإجراء مشاورات دبلوماسية منفصلة مع موسكو بشأن النزاع حول إقليم ناغورني قره باغ، بعد الفشل المتتالي لهدنتين إنسانيتين.
وأعلن المتحدث باسم وزير الخارجية الأرمني زهراب ناتساكانيان أن الأخير سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، للبحث في "تأسيس اتفاق وقف إطلاق نار".
من جهتها، أعلنت الخارجية الأذربيجانية في بيان أن الوزير جيهون بيراموف سيكون أيضاً في موسكو الأربعاء لإجراء "مشاورات مع الجانب الروسي".
ولم يتم الإعلان حتى الساعة عن أي لقاء مشترك. وتوصل الاجتماع المشترك السابق الذي عُقد في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر إلى اتفاق على هدنة إنسانية دخلت حيّز التنفيذ في اليوم التالي، إلا أنها بقيت حبراً على ورق. وبع أسبوع، فشل تطبيق وقف إطلاق نار ثان.
سيارات محطمة أمام مستشفى بسبب قصف للقوات الأذربيجانية، طبقاً لوزارة خارجية إقليم ناغورنو كاراباخ- أرشيفية
سيارات محطمة أمام مستشفى بسبب قصف للقوات الأذربيجانية، طبقاً لوزارة خارجية إقليم ناغورنو كاراباخ- أرشيفية
آلية لمراقبة وقف النار
وكثّفت روسيا، دعواتها لوقف إطلاق النار منذ بدء المعارك في 27 أيلول/سبتمبر في إقليم كاراباخ. ووصف سيرغي لافروف استمرار الاشتباكات بأنه أمر "غير مقبول" وأشار الاثنين إلى أن روسيا وأذربيجان وأرمينيا تعمل من أجل وضع "قريباً" آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.
هذا وترأس روسيا والولايات المتحدة وفرنسا مجموعة مينسك وهي الوسيط التاريخي في النزاع حول كاراباخ.
يشار إلى أن عودة القصف المتبادل أتت على الرغم من دعوة مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع مغلق مساء الإثنين كلاً من أرمينيا وأذربيجان إلى احترام تلك الهدنة الجديدة حول المنطقة الانفصالية التي خلّف القتال فيها بين الطرفين مئات القتلى منذ أواخر سبتمبر.
هدنة جديدة
هذا وأعلنت الهدنة الجديدة بعد هجوم هو واحد من الأعنف طاول المدنيين السبت، عندما أصاب صاروخ منطقة سكنية في غنجة ثاني مدن أذربيجان، موقعاً 13 قتيلاً بينهم أطفال.
وأسفر استئناف القتال منذ ثلاثة أسابيع عن مقتل أكثر من 800 شخص وفق أرقام رسمية ينشرها الطرفان. لكن يُعتقد أنّ الخسائر أعلى بكثير، إذ لم تعلن أذربيجان عن أي حصيلة عسكرية.
في حين، أعلنت يريفان مقتل 710 جنود أرمن و36 مدنياً في القتال. وتقول باكو إنّ 60 مدنياً أذربيجانيا قتلوا.
يذكر أن إقليم ناغورنو كاراباخ انفصل عن أذربيجان قبيل تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وأدّى ذلك حينها إلى اندلاع حرب خلّفت 30 ألف قتيل. وأعلن في 1994 عن وقف لإطلاق النار لكنّ الاشتباكات لا تنفك تتجدّد بين الفينة والأخرى.
ووفقاً لدبلوماسيين فإنّ روسيا التي تتولّى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن تعمل على إصدار بيان يدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.
العربية.نت