أكدت إثيوبيا، السبت، في تصريح جديد حول ملف سد النهضة أنها "لن تستسلم لعدوان، ولن تعترف بحق قائم على معاهدات استعمارية"، مشددة على التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، وذلك بعد أن انتقد الرئيس الأميركي أديس أبابا على خلفيّة خرقِ الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لحل الخلاف بشأن السد بين إثيوبيا ومصر والسودان، كما استدعت السفير الأميركي في أديس أبابا لاستيضاح التصريحات.
وقال مكتب رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في بيان عن سد النهضة: "لا تزال التصريحات عن تهديدات حربية لإخضاع إثيوبيا لشروط غير عادلة كثيرة".
واعتبر أن "هذه التهديدات والإهانات للسيادة الإثيوبية هي انتهاكات مضللة وغير مثمرة وواضحة للقانون الدولي".
وجدّد البيان "الالتزام بالتوصل لحل سلمي لمسألة سد النهضة بناء على التعاون وعدم التدخل والثقة المتبادلة ومبدأ الاستخدام العادل".
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية على "فيسبوك" استدعاء السفير الأميركي لاستيضاح تصريحات الرئيس ترمب حول سد النهضة.
وأكد وزير الخارجية الأثيوبي أن التصريح حول سد النهضة وعملية التفاوض "مضلل وخاطئ" لأن السد لا يوقف تدفق مياه النيل.
أضاف أن "التحريض على الحرب بين أثيوبيا ومصر من رئيس أميركي حالي لا يعكس الشراكة الطويلة الأمد والتحالف الاستراتيجي بين أثيوبيا والولايات المتحدة وليس مقبولا في القانون الدولي".
وابلغ وزير الخارجية السفير الأميركي بأن "أثيوبيا لم ولن تستسلم للتهديدات المتعلقة بسيادتها وستلتزم بمواصلة المفاوضات الثلاثية في إطار الاتحاد الإفريقي".
وكشف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة، عن تهديد مصر بتفجير سد النهضة رداً على تعنت إثيوبيا في المفاوضات.
كما أعرب ترامب عن تفهّمه لغضب القاهرة وعلق: "مصر لن تستطيع العيش بهذه الطريقة".
وفي التفاصيل، أعلن ترامب، الجمعة، خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني ورئيس وزراء السودان ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تهديد مصر بتفجير سد النهضة رداً على التعنت الإثيوبي في المفاوضات.
وخلال الاتصال الهاتفي الذي تم بثه على الهواء مباشرة، تطرق ترامب في حديثه مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى ملف سد النهضة، متسائلاً عن آخر تطورات هذا الملف. وقال، وفق ترجمة حرفية للحديث نشرتها وسائل إعلام مصرية، إن "مصر هددت بنسف سد النهضة، ولا يمكن لوم مصر لشعورها ببعض الاستياء"، بسبب التجاوزات الإثيوبية التي تؤثر سلباً على مياه النيل.
وتابع الرئيس الأميركي أن التجاوزات الإثيوبية مرفوضة، خاصةً بعد أن تم التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث تحت رعاية أميركية، ثم انسحبت إثيوبيا منه في آخر لحظة، مشيراً إلى أن مصر لديها الحق في حماية حصتها بمياه النيل.
وأكد ترامب أن تجاهل إثيوبيا للاتفاق أمر غير مقبول وهو ما دفعه لفرض عقوبات عليها وإيقاف عدد من المساعدات عنها، قائلاً: "إثيوبيا لن ترى أموال المساعدات مرة أخرى قبل أن تلتزم بالاتفاقية".
واستكمل ترامب حديثه قائلاً: "لقد أتيت باتفاق، وانسحبت إثيوبيا في آخر لحظة، وهو أمر غير مقبول.. الوضع خطير، مصر لن تستطيع العيش بهذه الطريقة وسينتهي الأمر بهم بتفجير هذا السد، وهم قالوا وحذروا من هذا من قبل بكل صراحة".