ودعت بلدة المجيدل في قضاء جزين ابنها المحامي جورج قزحيا سليمان الذي استشهد اثناء مشاركته في اخماد الحريق الكبير الذي اندلع الأحد في خراج البلدة واتى على مساحات كبيرة من الأشجار والمزروعات فيها .
وقد استقبل جثمان سليمان عند مشارف البلدة من قبل جمع من الأهالي الذين رافقوه الى كنيسة البلدة حيث سجي فيها ، قبل ان يقام عصراً جناز لراحة نفسه بحضور شخصيات نيابية وسياسية وفاعليات من المنطقة . ومن ثم جرى تشييع الجثمان الى مثواه الأخير .
وقال عمّ الشهيد جورج" ان المجيدل اليوم حزينة على ابنها المحامي جورج سليمان وغاضبة على غياب الدولة عن تأمين سيارات اطفاء لبلدات وقرى المنطقة التي هي بأمس الحاجة لتجهيزها بمراكز قريبة للإطفاء لتتحرك عند حصول اي حريق او اية حالات طارئة من هذا النوع .
واضاف "جورج هو شهيد الأرض ، محامي كان يحمل كتابا بيد وباليد الثانية يحرث ويزرع الأرض .. بقي ثابتا في ارضه رغم كل ما مر علبنا من حرب .. بقي يزرعها ارضه ولما نادته الارض وهي تحترق لبى نداءها ليخمد النيران التي تلتهمها .. اتصلنا بالدفاع المدني لكنهم تأخروا .. قضى جورج حسرة على ارضه وهو ويراها تحترق . فهل هناك مأساة اكثر من ذلك .. نطلب من السلطات المعنية ان تؤمن مراكز وسيارات الاطفاء في بلدتنا لتغطي المنطقة كلها اذا اندلع حريق او اي طارىء ".
ونعى رئيس بلدية المجيدل الدكتور ايلي مسعد الراحل سليمان فاعتبر ان "المجيدل اليوم تودع بطلاً وشهيداً، تحدى النار التي التهمت اراضي الضيعة البلدة وحاصرته وحاصرت البلدة من كل الجهات... المجيدل اليوم تبكي محام دافع عن الحق والعدالة. كم نحن بحاجة في بلدنا لأشخاص ابطال يدافعون عن ارضهم بشراسة ومحبة. وكم نحن بحاجة لأن يتحمل كل شخص في بلدنا مسؤولية موقعه مهما علا شأنه ولأن يحاكم علناً اذا قصّر حتى لا نخسر ابرياء .. استشهاد جورج سيكون انطلاقة العدالة التي منذ سنوات نطالب بها وسنبقى نطالب بها بكل الوسائل".
وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفيا بذوي المحامي الشهيد سليمان "معزياً بإستشهاده اثناء قيامه بواجبه الإنساني في مكافحة واخماد الحريق الذي شب امس في بلدة المجيدل".
وكان موكب جثمان جورج سليمان توقف في بلدة القرية حيث استقبله الأهالي في ساحة البلدة وطافوا بالجناز المكان لبعض الوقت على وقع قرع أجراس الكنيسة .
رأفت نعيم