صحافة بيروت

رفع الحظر السعودي يبشر بصيف واعد

تم النشر في 18 شباط 2019 | 00:00

 ‎نظراً إلى انتفاء الأسباب الأمنية التي دفعتنا إلى تحذير رعايانا من السفر، ونتيجة التطمينات التي سمعناها، نرفع ‏تحذيرنا للمواطنين المسافرين إلى لبنان" بهذه العبارة فتح السفير السعودي في بيروت وليد البخاري فجوة كبيرة ‏في جدار الجمود الاقتصادي التي ترزح تحت ثقله القطاعات الاقتصادية على اختلافها، ليولّد الأمل في موسم ‏سياحي واعد وبالتالي بنمو اقتصادي طال انتظاره بصبر كاد ينفد‎.‎


‎ ‎


وتلقف القطاع السياحي بمؤسساته ومرافقه كافة، قرار المملكة العربية السعودية بترحيب كبير إذ طالما كان أركانه ‏رأس الحربة في المطالبة برفع الحظر السعودي عن المجيء إلى لبنان، وعملوا جاهدين على تحقيقه من أجل دفع ‏العجلة السياحية وإنعاش الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته، وذلك انطلاقاً من أن السائح الخليجي بشكل عام ‏والسعودي بشكل خاص كان ولا يزال العمود الفقري للسياحة في لبنان، على الرغم من أن العام 2019 شهد عودة ‏كبيرة للسياح الأوروبيين ووجود لا بأس به للسياح العرب، كما أن الخدمات السياحية كانت متنوّعة في العام ‏الفائت ليبلغ عدد السياح المليونين، إلا أن الإنفاق السياحي لم يتجاوز الـ60 في المئة منذ العام 2010، بحسب ‏مصادر سياحية لـ"الشرق"، باعتبار أن السائح الخليجي وتحديداً السعودي هو الأهم والأكثر إنفاقاً لأنه لا يأتي ‏للسياحة في الربوع اللبنانية فحسب، بل أيضاً للاستثمار أو ليكون شريكاً في مشاريع اقتصادية مختلفة، علماً أن ‏هناك ما يفوق الـ500 ألف لبناني يعملون في دول الخليج. إضافة إلى ذلك، إن السياح الخليجيين لديهم إمكانات ‏وقدرة أكبر على الإنفاق، كما أن مدة إقامتهم في الفنادق هي الأطول، مقارنة بسياح القارّتين الأوروبية أو ‏الأميركية، خصوصاً خلال موسم الاصطياف‎.‎


‎ ‎


من هنا لا يزال السائح السعودي في المرتبة الأولى من حيث الإنفاق السياحي وهو بلغ 12 في المئة من إجمالي ‏الإنفاق حتى شهر أيلول 2018 وفق الأرقام الصادرة عن شركة "غلوبال بلو" المتخصصة في استرداد الضريبة ‏على القيمة المضافة، إلا أن هذه النسبة هي أقل بـ17.68 في المئة عما كانت عليه في الفترة نفسها في العام 2017. ‏يليهم الإماراتيون والسوريون (10 في المئة على الرغم من أن إنفاق الإماراتيين تراجع مقارنةً بالفترة نفسها في ‏العام 2017 بواقع 3.9 في المئة)، ثم المصريون (8 في المئة‎).‎


‎ ‎


وزارة السياحة تُعدّ الترتيبات لعودة الخليجيين


‎ ‎


وفيما أعلن الوزير كيدانيان أنه سيقوم بكل "الترتيبات والخطوات على مستوى هذا القرار، من أجل تشجيع السائح ‏السعودي على العودة إلى لبنان، إن من حيث حسن الاستقبال أو الترحيب، وبدأت وزارة السياحة تحضّر لهذه ‏العودة المهمة" كما قال، يحضّر السفير اللبناني في الإمارات فؤاد دندن لدعوة 150 شخصيّة سياسيّة واقتصاديّة ‏إماراتيّة إلى لبنان في آذار المقبل، لتمضية ثلاثة أيام في ربوعه، وسيعمد أصحاب الفنادق في العاصمة والمناطق ‏كافة، إلى حجز الغرف اعتباراً من منتصف آذار، على أن ينظَّم لهذه الشخصيات برنامج حافل يتضمّن مآدب غداء ‏وعشاء وغير ذلك‎".‎


‎ ‎


وتوقعت المصادر السياحية زيادة كبيرة في أعداد السياح العرب بعد تشكيل الحكومة ورفع السعودية الحظر عن ‏سفر مواطنيها إلى لبنان، مع ترقب مصادقة الحكومة الجديدة على خطة وزارة السياحة قريباً، وفتح خطوط ‏سياحية جديدة بين الصين وروسيا في خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما وعد وزير السياحة الذي شدد على أن ‏‏"لبنان ليس بحاجة إلى الترويج لدى السائح السعودي، والخليجي عموماً، فهو أكثر من يعرف المناطق اللبنانية، ‏لذلك فإن العمل يتركّز اليوم على وضع حدّ لكل ما كان يُزعج السيّاح الخليجيين، خصوصاً لجهة قيام بعض ‏المؤسسات السياحية باستغلالهم من خلال رفع فواتيرهم"، لافتاً إلى أنه "تم اتخاذ كل الإجراءات والتدابير لوقف ‏هذا الاستغلال، وتم تخصيص خط ساخن للسياح منذ العام 2017 للإبلاغ عن أي خلل‎".‎


‎ ‎


فورة سياحيّة مرتقبة


‎ ‎


ورجحت المصادر أن يكون للقرار السعودي الأخير وقع إيجابي جداً على القطاع السياحي، وعلى الاقتصاد ‏اللبناني ككل، قد يؤدّي إلى فورة سياحية كبيرة مرتقبة، خصوصاً أن بوادر القرار السعودي كانت بدأت مع قدوم ‏لافت للسياح السعوديين إلى لبنان خلال فترة الأعياد نهاية العام 2018، خصوصاً أن الانعكاسات الإيجابية لعودة ‏السياحة إلى سابق عهدها لا تنحصر بقطاعيّ الفنادق أو المطاعم، إنما تطاول كل القطاعات، ما يعطي دفعة للدورة ‏الاقتصادية، علماً أن دخل الدولة من السياحة في العام 2010 بلغ نحو 8 مليارات دولار أميركي، ونتوقع أن نحقق ‏أفضل من هذا الرقم في السنوات المقبلة مع المستجدات الأخيرة، خصوصاً تشكيل الحكومة، وقرار المملكة رفع ‏الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان‎.‎





لقراءة المزيد.. انقر هنا