أخبار لبنان

تقارير فرنسية: "حزب الله" وراء تظاهرة قصر الصنوبر

تم النشر في 31 تشرين الأول 2020 | 00:00

كتبت "نداء الوطن" تقول: ساعات فاصلة تمرّ بها عملية تشكيل حكومة المحاصصة المتجددة، ‏والنقاش بلغ "عقارب التفاصيل" حيث عادةً ما يستحكم تزاحم التباينات والتوجهات بالتوقيت ‏المحلي لولادة الحكومة. ‏

الواضح أنّ ركائز الإيجابيات التي سادت عقب التكليف اهتزت لكنها لم تقع، واندفاعة التأليف ‏تضعضعت تحت وطأة جملة من المؤشرات، بدءاً من بيان "التأني" الرئاسي، مروراً بتسريبات ‏وتصريحات ضاغطة على الرئيس المكلف سعد الحريري تضع أحصنة "الشروط والحصص" ‏أمام عربة التأليف، وصولاً إلى فتور بالغ الدلالة في مقاربة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن ‏نصرالله للملف الحكومي، خصوصاً وأنه أتى فتوراً مقروناً بالدعوة إلى وجوب عدم "المبالغة في ‏الإيجابية" والاكتفاء بإبداء "الأمل" والتمنيات بالتوفيق للرئيس المكلف بأن ينجح مع رئيس ‏الجمهورية في تشكيل حكومته في "أقرب وقت".‏

وتحت وطأة "النقزة" من تعقيدات طائفية ومذهبية وتحاصصية آخذة بالتلبّد في الجو الحكومي، لا ‏يزال تقصي أخبار التأليف يتأرجح بين "القمحة والشعيرة" في ظل التأرجح المستمر بين الرغبة ‏في تصغير عديد الحكومة وبين الشهيات المفتوحة على توسعة قالبها ليتسع لأكبر قدر ممكن من ‏جوائز الترضية الوزارية لكتل الأكثرية الفاسدة التي تعد نفسها بمزيد من الهدر والتنفيعات. غير ‏أنّ المتفائلين بوصول الجهود المكوكية على خط بيت الوسط - قصر بعبدا إلى خواتيمها المرجوة، ‏يحاذرون التركيز على النصف الفارغ من الكأس، ويؤثرون التعويل على حاجة جميع الفرقاء إلى ‏وجود حكومة جديدة تحاكي متطلبات المرحلة والتطلعات الدولية عموماً لوقف الانهيار في البلد.‏

وفي هذا السياق، لا تنفي أوساط مواكبة وجود بعض "التنتيعات" من هنا أو هناك لكنها لم تبلغ ‏بعد مستوى المعضلات التي يمكن أن تقوض عملية التأليف، مؤكدةً أنّ الأمور ما زالت "تحت ‏السيطرة" ومن الآن حتى مطلع الأسبوع يفترض أن تتضح الصورة وتتبلور آفاق المساعي ‏الحثيثة التي يقودها الرئيس المكلف بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون. أما ‏على مستوى العقدة الدرزية التي طفت على سطح المشهد الحكومي، فأكدت الأوساط "حقّ أي ‏فريق بتحديد موقفه إزاء التأليف كما كان له الحق في تحديد موقفه من التكليف، لكن حسم ‏الخارطة الوزارية يحتاج إلى ترسيم دقيق لمعالم الحكومة ومعاييرها، وهذا ما يجري بعيداً عن ‏تأثيرات التسريبات الإعلامية والخبريات المتناقلة في الصالونات السياسية".‏

وفي مقابل الفتور الذي صبغ كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حكومياً، مواقف بالغة الحماوة غلفت ‏رسائله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد، فحمّل ‏السلطات الفرنسية "المسؤولية الأولى" عن اعتداءات الإرهابيين، وتوجه إلى باريس بعبارات ‏توبيخية على أدائها تجاه العالم الإسلامي بالقول: أوقفوا هذه "المسخرة" أين مصالحكم في المنطقة ‏من هذا التوجه المعادي للمسلمين؟.‏

تزامناً، وفي إطار الأولوية التي توليها فرنسا للمشهد اللبناني، نقلت أوساط إعلامية في باريس أنّ ‏مسؤولين فرنسيين واكبوا أمس التحرك الميداني المناهض لفرنسا في بيروت، وطلبوا تقارير ‏تفصيلية عن أعداد وانتماءات المتظاهرين الذين تجمهروا على مقربة من قصر الصنوبر ‏واستخدموا أساليب عنفية في تحركهم الاحتجاجي ضد فرنسا. وبحسب خلاصة ما توصلت إليه ‏هذه التقارير فإنّ "تنظيم التظاهرة التي انطلقت من طرابلس وتولاها "حزب التحرير" كان وراءه ‏‏"حزب الله" عبر حلفائه في عاصمة الشمال"، وذلك في إطار ما فُهم على أنه بمثابة "رسالة ‏مشفّرة أراد الحزب إيصالها إلى باريس لتأكيد قدرته على تجييش ساحات وبيئات غير شيعية ضد ‏السياسة الفرنسية".‏




نداء الوطن