منوعات

في زمن كورونا... هل نسافر أم لا؟

تم النشر في 31 تشرين الأول 2020 | 00:00

منذ ظهورها قبل أشهر حتى اليوم، ألقت أزمة فيروس كورونا المستجد بظلالها على كل تفاصيل ‏الحياة تقريباً، دون إيجاد حل ينهي المأساة‎.‎

ومن أهم ما أثّرت عليه الأزمة، موضوع السفر، فقط خرجت دراسات كثيرة بين مؤيدة لفتح ‏المطارات وأخرى مناهضة تماماً، ليطل علينا أخيراً ديدييه حسين رئيس لجنة الطوارئ في ‏منظمة الصحة العالمية، ويؤكد أنه يجب استخدام فحوص كوفيد-19 في السفر الدولي على نطاق ‏أوسع من عمليات الحجر الطبي، وذلك بعد تصريح لمايك ريان كبير خبراء الطوارئ في ‏المنظمة، الذي قال إن السفر الآن بات "آمناً نسبياً" وينطوي على مخاطرة "أقل نسبياً‎".‎

في السياق أيضاً، تهافتت الدراسات لتجد حلاً لهذه المشكلة المفصلية، فإذا ما كان كورونا باقياً ‏معنا مدة أطول، علينا التأقلم على وجوده، وبالتالي إيجاد الحلول لذلك‎.‎

أقل من المتوقع

فقد طمأن باحثون ألمان إلى أن دراسة أجروها على ركاب إحدى الطائرات في مارس/آذار ‏الفائت أظهرت أن احتمالات انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد خلال السفر جواً أقل مما ‏كان متوقعاً‎.‎

وتناولت الدراسة القصيرة التي نشرت في مجلة "غاما نتوورك أوبن" ركاب طائرة حملت 102 ‏راكب إلى مطار فرانكفورت الألماني في 9 مارس الفائت، أي قبل أن يصبح وضع الكمامات هو ‏القاعدة، في رحلة استغرقت 4 ساعات و40 دقيقة‎.‎

وعندما علمت السلطات الألمانية أن بين ركاب الطائرة 24 سائحاً ألمانياً خالطوا مسؤولاً فندقياً ‏مصاباً بفيروس كورونا المستجد قبل صعودهم للطائرة، قررت إجراء فحوص لهم فور وصولهم ‏إلى فرانكفورت. وتبين أن 7 منهم مصابون بالفيروس، في حين أن 7 آخرين جاءت نتائج ‏فحوصهم إيجابية لاحقاً‎.‎

وبعد 4 إلى 5 أسابيع، بادر علماء الفيروسات من مستشفى فرانكفورت الجامعي إلى الاتصال ‏بالركاب الثمانية والسبعين والآخرين، فأجاب 90% منهم. وطرح الباحثون على الركاب أسئلة ‏تتعلق بمخالطيهم وبأي أعراض قد تكون ظهرت عليهم، وأجروا فحوصاً لعدد منهم. وفوجئ ‏الباحثون بأن العدوى انتقلت إلى 2 فقط من ركاب الطائرة الآخرين، غير السياح المصابين ‏أصلاً، كانا جالسين من الجانب الآخر من الممشى حيث كان المصابون السبعة موجودين‎.‎

ويعتبر الخبراء عادةً أن منطقة انتقال عدوى فيروسات الجهاز التنفسي داخل الطائرات تشمل ‏صفي المقاعد أمام المصاب، وصفّي المقاعد وراءه‎.‎

إلا أن المفاجأة في الطائرة كانت أن شخصاً جالساً في صف المقاعد الواقع مباشرة أمام مقاعد ‏المصابين، لم يصب بالعدوى‎.‎

‎"‎فوجئنا‎"‎

بدورها، كشفت مديرة معهد علم الوبائيات في فراكفورت ساندرا شيزيك لوكالة "فرانس برس" ‏‏"هذا الشخص أخبرنا أنه تحادث مطوّلاً مع اثنين" من جيرانه المصابين‎.‎

كذلك لم يُصب راكبان كانا جالسَين مباشرة وراء أحد السياح المصابين‎.‎

وقال سيباستيان هول من المعهد نفسه: "لقد فوجئنا بأن العدوى انتقلت إلى 2 فحسب من ‏الركاب‎".‎

ولأن الفحوص لم تشمل جميع الركاب الآخرين، لا يمكن استبعاد أن يكون آخرون أصيبوا أيضاً‎.‎

لم تنتقل العدوى في الطائرة

ومع أن الدراسة أكدت أن انتقال العدوى ممكن داخل الطائرات في حال عدم وضع كمامات، ‏لاحظ هول أن "عدم وجود أي إصابات أخرى أمر مطمئن، إذ يبيّن ذلك أن معدّل انتقال العدوى ‏أقل مما كان متوقعاً، وخصوصاً أن أيّاً من الركاب لم يكن يضع كمامة‎".‎

إلى ذلك، ذكّر الباحثون بأن دراسات عدة على رحلات إعادة أشخاص كانوا موجودين في مدينة ‏ووهان الصينية في بداية الجائحة، أظهرت أن العدوى لم تنتقل إلى أي مسافر في الطائرات، إذ ‏كان الركاب يضعون الكمامات‎.‎

ليبقى موضوع السفر في زمن كورونا أمراً شائكاً بانتظار حل جذري ونهائي ينهي المأساة من ‏أساسها‎.‎