أخبار لبنان

الحريري في بعبدا يُحرّك جمود تشكيل الحكومة ‏

تم النشر في 3 تشرين الثاني 2020 | 00:00

كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول: أعادت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر ‏بعبدا، أمس (الاثنين)، ‏تواصله مع رئيس الجمهورية ميشال عون لتحريك الملف الحكومي بعد ‏جمود ‏في الأيام الأخيرة، تخللته اتهامات لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران ‏باسيل بعرقلة ‏إعلان ولادة الحكومة، وهو ما نفاه "التيار"، كما نفته رئاسة ‏الجمهورية، بتأكيدها أن "التشاور ‏مستمر في شأن تشكيل الحكومة، وفقاً ‏للدستور، بين عون والحريري حصراً‎‏".‏

وبددت زيارة الحريري، أمس، الأجواء السلبية التي سادت المشهد السياسي ‏اللبناني حول قرب ‏إعلان تأليف الحكومة، حيث استقبل عون الحريري، وتابع ‏معه درس ملف تشكيل الحكومة ‏الجديدة "في جو من التعاون والتقدم الإيجابي"، ‏بحسب بيان لرئاسة الجمهورية. وقالت مصادر ‏واسعة الاطلاع إن الزيارة ‏ستليها زيارة أخرى قريباً‎‏.‏

‎وجاءت زيارة الحريري عقب بيان لرئاسة الجمهورية، قالت فيه إن "التشاور ‏مستمر في شأن ‏تشكيل الحكومة، ويتم حصراً -ووفقاً للدستور- بين الرئيس عون ‏والرئيس المكلف سعد ‏الحريري، ولا يوجد أي طرف ثالث فيه"، لافتة إلى أن ‏‏"المشاورات لا تزال مستمرة، بما ‏تفرضه المصلحة الوطنية العليا‎‏".‏

وأثارت اتهامات لباسيل بالتدخل في تشكيل الحكومة جدلاً واسعاً في لبنان، ‏عالجه باسيل ببيان ‏صدر عن مكتبه، نفي فيه الاتهامات الموجهة له، قائلاً: "إنّ ‏كل ما يتمّ فبركته وتداوله في ‏الإعلام حول تدخّل النائب باسيل في عملية تشكيل ‏الحكومة هو عارٍ عن الصحة، ويهدف إلى ‏تحميله مسؤولية عرقلة تشكيل ‏الحكومة لتغطية المعرقلين الفعليين‎‏".‏

وأضاف البيان: "إن النائب باسيل و(التيار الوطني) لم يجريا لتاريخه أي تدخّل ‏أو حوار مع أي ‏طرف، رغم الحق الدستوري لهم في ذلك، شأنهم شأن سائر ‏الكتل النيابية في عملية التشاور ‏لتأليف الحكومة‎‏".‏

وتعتري تشكيل الحكومة عدة عقد ظهرت أخيراً، بعد حلحلة عقدة وزارة المالية ‏التي توصلت ‏الأطراف إلى أنها ستكون من حصة "الثنائي الشيعي"، ومن بين ‏العراقيل عقدة التمثيل الدرزي، ‏حيث يطالب "الحزب الديمقراطي اللبناني" الذي ‏يرأسه النائب طلال أرسلان بتمثيله في الحكومة، ‏إلى جانب الوزير الدرزي ‏الآخر الذي يمثل "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وذلك عبر توسعة ‏حجم ‏الحكومة إلى 20 وزيراً، ما يتيح تمثيل طائفة الموحدين الدروز بوزيرين، كما ‏يتيح تمثيل ‏طائفة الكاثوليك بوزيرين أيضاً. وتحدثت مصادر مقربة من قوى "8 ‏آذار" عن أن هناك عقدة ‏مسيحية - مسيحية، تتمثل في حصة تيار "المردة" الذي ‏يترأسه النائب السابق سليمان فرنجية، ‏وهو أحد خصوم "التيار الوطني الحر" ‏على الساحة المسيحية، قائلة لـ"الشرق الأوسط" إن نقاشاً ‏يجري حول تمثيل ‏‏"المردة" بوزارة الدفاع من عدمه، أو في وزارة وازنة أيضاً، وهو ما لم ‏يُبتّ ‏فيه حتى الآن‎.‎

‎ ‎جعجع: هل رأيتم؟‎

وتعليقاً على تبدد الأجواء الإيجابية، سأل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير ‏جعجع، عبر ‏‏"تويتر": "هل رأيتم الآن لماذا أحجمت (القوات اللبنانية) في ‏مسألة الحكومة؟ طالما أن الثلاثي ‏الحاكم حاكم لا أمل بأي خلاص... سنكمل من ‏دون هوادة حتى إعادة تشكيل السلطة‎‏".‏

‎وإزاء التعقيدات التي ظهرت، تم تحميل باسيل مسؤولية هذه العرقلة، وهو ما ‏نفاه مستشار ‏باسيل، أنطوان قسطنطين، الذي نفى أن تكون هناك عقد أساساً، ‏قائلاً إنه "لا معطيات لدينا حول ‏وجود عقدة"، وسأل في تصريحات لـ"الشرق ‏الأوسط": "هل هناك من تشكيلة تقدم بها الرئيس ‏الحريري ورُفِضَت؟ هل ‏تواصل الحريري معنا وعرقلناه؟"، وأضاف: "إذا كان الحريري لم يقدم ‏أي ‏عرض للرئيس عون، ولم يتشاور معنا، فكيف يكون الاتهام موجهاً لنا بعرقلة ‏تشكيل ‏الحكومة؟‎‏!".‏

‎وإذ شدد قسطنطين على أنه "لم يجرِ الاتصال بنا، ولم يُعرض علينا شيء"، ‏أعرب عن خشيته ‏من أن تكون هناك "محاولة لإخفاء المعارضين الحقيقيين، ‏وتلبيسها لرئيس (التيار الوطني ‏الحر)"، نافياً "بشكل قاطع، الاتهامات لنا ‏بالعرقلة، مع احتفاظنا بحقنا الدستوري ككتلة نيابية في ‏أن يتم التشاور معها"، ‏وقال: "مع ذلك، لم نتشاور مع أحد، ولم يعرض علينا أحد أي شيء"، ‏معتبراً ‏أن الاتهامات التي سيقت ضد باسيل "بدت كأن هناك أوركسترا مبرمجة سلفاً ‏لتوجيه ‏الاتهامات له‎‏".‏

وأكد قسطنطين رفض تياره "لأي عُرف يجري تكريسه خارج الدستور"، في ‏إشارة إلى تكريس ‏حقيبة المالية من حصة الشيعة، كما قال: "إننا لم نسمِ ‏الحريري، وكنا ننتظر حكومة اختصاصيين ‏برئيسها ووزارئها، والآن هو يشكل ‏حكومة ويستمزج آراء الذين سموه، فلماذا افتراض أن التيار ‏هو من يعرقل؟‎‏".‏

وعن الاتهامات الموجهة لرئيس الجمهورية بأنه يخوض معركة التأليف بالنيابة ‏عن التيار، أشار ‏قسطنطين إلى أن "عملية التشكيل تتم بشراكة كاملة بين رئيس ‏الجمهورية ورئيس الحكومة، ‏بموجب الدستور"، رافضاً تلك الاتهامات لعون ‏‏"الذي لنا ملئ الثقة به"، وقال: "إذا كانوا ‏‏(خصومه ومتهمو التيار بالعرقلة) ‏غير قادرين على مواجهة رئيس الجمهورية أو قوى أخرى ‏معترضة، فإن ‏التلطي وراء اتهام باسيل بالعرقلة بات محاولة مكشوفة سافرة‎‏".‏

وفي هذا الوقت، دعت مصادر مقربة من "الثنائي الشيعي" إلى تشكيل الحكومة ‏بسرعة، قائلة إن ‏‏"وطأة الأزمات الصحية والمالية والمعيشية تفرض على ‏الجميع أن يتحمل مسؤوليته، ويسارع ‏إلى تشكيل الحكومة"، مؤكدة أن الأمور ‏حُسمت باتجاه منح الطائفة الشيعية حقيبة المالية‎.‎



الشرق الاوسط ‏