في ولاية ميشغن في الولايات المتحدة الأميركية توجد جالية لبنانية كبيرة من المواطنين الأميركيين من أصل لبنان. ونسبة عالية من مواطني ميشغن من أصل لبناني انقسموا في تصويتهم بين رونالد ترامب وبايدن.
وحصل هذا الانقسام ليس على اساس انتماء هؤلاء الاميركان من أصل لبناني في ميشغن بين مؤيد للحزب الجمهوري او مؤيد للحزب الديموقراطي، بل على اساس الانتماء لـ ٨ و ١٤ آذار حسب الاصطفاف السياسي القائم في لبنان أو الذي كان قائما في لبنان، وذلك على اعتبار أنه لم يبق الكثير اليوم من اصطفافي ٨ و ١٤ آذار داخل لبنان.. ولكن يبدو أن هذا النوع من الانقسام ما زال قائما بين مواطني ميشغن الاميركان من أصل لبناني.
وتقول المعلومات الأولية ان جزءا من مواطني ميشغن من أصل اميركي صوتوا لترامب لاعتقادهم بأنه سيستمر بالعقوبات على النفوذ الايراني في لبنان، وهذا يخدم تطلعهم لتخليص لبنان من قوة حزب الله الفائضة في لبنان، ويسهم في بناء مسار لإصلاح الوضع في لبنان.. أما الجزء الثاني من مواطني ميشغن من أصل لبنان فاعتبروا ان ترامب هو شخصية تهدد مستقبل الأقليات في أميركا كونه ذو خلفيات عنصرية، وكونه أيضا هو أكثر رئيس اميركي دعم إسرائيل ضد الفلسطينيين وضد حزب الله في لبنان.
ويبين هذان الرأيان أن الأميركيين من أصل لبناني، بمعظمهم يعيشون السياسة في أميركا على اساس انقسماتهم السياسية وحتى المناطقية والطائفية في لبنان. ولكن هناك في هذه الانتخابات مؤشرات بخصوص الاميركان اللبنانيين لم تكن موجودة في الانتخابات السابقة، منها ان الكثير من لبناني ميشغن الاميركان صوتوا لترامب كرمى لعيون ان صهر ترامب الجديد ( زوج بنت ترامب) هو اميركي من أصل لبناني. وهؤلاء اللبنانيون الاميركان يعتبرون أن هناك قربى عائلية بينهم وبين ترامب المعروف بحبه لبناته، ولذلك تبرعوا كي يخدموا حملته الانتخابية بين بيئات اللبنانيين الاميركان.
في ميشغن حيث تتمركز أكبر كتلة من اللبنانيين الاميركان، تبين بموجب نتائج فرز ٨٠ بالمئة من الأصوات في هذه الولاية، ان كلاً من ترامب وبايدن نالا اصواتا متقاربة مع فارق صغير لصالح الأول.
وفي معلومات أولية من لبنانيين هناك، فإن الاميركيين من أصل لبناني في ميشغن صوتوا بنسبة ٥٥ بالمئة لترامب و٤٥ بالمئة لبايدن. ولكن هذه المعلومات أولية وتستند لماكينات انتخابية محلية، لذلك يمكن التحفظ عليها.. غير أن الأكيد أن اللبنانيون الاميركان في ميشغن لم يوحدوا تصويتهم، بل اقترعوا على اساس وكأن الانتخابات تحصل في لبنان وكأن ترامب هو مرشح ١٤ آذار وبايدن هو مرشح ٨ آذار.
الهديل