عرب وعالم

بين كورونا و"الحرب".. أزمة مركبة تواجه إثيوبيا

تم النشر في 11 تشرين الثاني 2020 | 00:00

تواجه إثيوبيا أوقاتا صعبة تحتم عليها القتال على جبهتين، الأولى صحية بمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، والثانية عسكرية بمحاولة احتواء الحرب الدائرة شمالا بين القوات الحكومية والمتمردين.

وانضمت إثيوبيا، الأربعاء، إلى مجموعة من دول القارة الإفريقية التي تجاوزت حاجز المائة ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث بدأ المرض في التفشي مجددا في أماكن متعددة وبدا أنه خارج السيطرة.

وقالت المراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن إثيوبيا سجلت أكثر من 1500 حالة وفاة ناجمة عن "كوفيد 19".

وسجلت دول أفريقية أخرى أكثر من مائة ألف إصابة مؤكدة بكورونا، حيث رصدت مصر أكثر من 109 آلاف حالة، والمغرب أكثر من 265 ألفا، وجنوب أفريقيا بأكثر من 740 ألفا، وهو ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في القارة إلى 1.9 مليون مصاب.

ويفاقم أزمة كورونا في إثيوبيا أزمات إنسانية عدة، حيث تخوض القوات الحكومية مواجهات دامية في منطقة تيغراي شمالي البلاد أمام قوات محلية متمردة.

وطالبت الأمم المتحدة بوصول المساعدات الإنسانية إلى تيغراي، حيث تقطعت السبل بالشاحنات التي تحمل الإمدادات الطبية وغيرها خارج الحدود الإقليمية.

والأربعاء، اعتقلت إثيوبيا 17 ضابطا في الجيش بتهمة الخيانة بسبب تواطئهم مع سلطات إقليم تيغراي، وفقا لوسائل إعلام رسمية.

وأرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قوات وطائرات حربية إلى الإقليم الفدرالي الأسبوع الماضي، بعد خلاف لأشهر مع الحزب الحاكم فيه، متهما إياه بالسعي إلى زعزعة استقرار البلاد.

وقال أحمد إن جبهة تحرير شعب تيغراي تجاوزت "الخط الأحمر"، وهاجمت قاعدتين عسكريتين للجيش، وهو ما ينفيه الحزب.

ونقلت إذاعة "فانا" للإعلام التابعة للدولة عن الشرطة قولها: "تم اعتقال 17 ضابطا في الجيش لأنهم خلقوا ظروفا مواتية" لجبهة تحرير شعب تيغراي لمهاجمة الجيش الوطني.

والضباط متهمون بقطع أنظمة الاتصال بين القيادة الشمالية والوسطى للجيش، وهو عمل يعتبر "خيانة".

ووفقا للإذاعة، فان أحد المشتبه بهم هو رئيس قسم الاتصالات بالجيش، وتم اعتقاله أثناء قيامه بإرسال 11 صندوقا "معبأة بالمتفجرات ومكونات الصواريخ" إلى جبهة تحرير شعب تيغراي.

لكن رئيس لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية دانيال بيكيلي عبر على "تويتر" عن قلقه إزاء اعتقال 6 صحفيين من دون إعطاء تفاصيل عن تاريخ توقيفهم أو التهم الموجهة لهم، ومن بينهم صحفي في صحيفة "أديس ستاندرد" المستقلة وآخر من وسيلة إعلام على "يوتيوب".

ويخضع إقليم تيغراي لتعتيم إعلامي منذ بدء العملية العسكرية قبل أسبوع، مما يجعل من الصعب التحقق من الوضع على الأرض.

وقال قائد كتيبة الجيش في الشمال بيلاي سيوم لوسيلة إعلام محلية، الثلاثاء، إن 550 "مقاتلا معاديا" قتلوا، وتم أسر 29.

وعبر آلاف الإثيوبيين خلال الاثنين والثلاثاء إلى داخل الأراضي السودانية هربا من المعارك الدائرة في تيغراي، الإقليم المتاخم لولايتي القضارف وكسلا السودانيتين، حسبما قال السر خالد مدير مكتب معتمدية اللاجئين السودانية في مدينة كسلا الحدودية.

وعبرت المجموعة الدولية عن قلقها من تطور النزاع في ثاني دولة أكثر اكتظاظا بالسكان في إفريقيا.

وأكد أحمد، الثلاثاء، أن انتهاء العمليات العسكرية في إقليم تيغراي بشمال البلاد بات قريبا، فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى وقف فوري للقتال.

وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الحياة السياسية في إثيوبيا على مدى 3 عقود قبل وصول أبي إلى السلطة في 2018 على خلفية تظاهرات مناهضة للحكومة آنذاك، رغم أن المتحدرين من تيغراي لا يشكلون إلا 6 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم مئة مليون.

وفي عهد أحمد، اشتكى قادة تيغراي من استهدافهم من دون وجه حق في إطار إجراءات قانونية تستهدف الفساد وإزاحتهم من المناصب العليا، واستخدامهم الواسع ككبش فداء في المشاكل التي تواجه البلاد.

وارتفعت حدة التوتر عندما أجرت تيغراي انتخاباتها بشكل أحادي في سبتمبر، بعدما قررت أديس أبابا تأجيل الاقتراع الوطني جراء فيروس كورونا المستجد.

واعتبرت أديس أبابا أن حكومة تيغراي غير شرعية، ما دفع بالأخيرة لسحب اعترافها بإدارة أحمد، فيما وقطعت الحكومة الفدرالية التمويل عن المنطقة مما اعتبرته جبهة تحرير شعب تيغراي "عملا حربيا".