منوعات

عين إفريقيا.. "مملكة جن" تخفي كنوز في موريتانيا

تم النشر في 11 تشرين الثاني 2020 | 00:00

في ثلاثينيات القرن الـ20 كان عالم طبيعة أوربي شاب يدعى تيودور ‏مونو، يجوب منطقة آدرار في الشمال الموريتاني، مع مرافقين من سكان ‏مدينة وادان التاريخية لاستكشاف الطبيعة هناك.. لم يكن الصحراويان ‏يفهمان ما يبحث عنه الأجنبي غير أن أحدهما أخبره عن "قلب الريشات" ‏ذي التكوين المختلف عن كل ما حوله.‏

وكان الاعتقاد السائد لدى الوادانيين نسبة لمدينة وادان الموريتانية، أن ‏تلك الدوائر الصخرية التي يحيط ببعضها ليست سوى مملكة للجن تخفي ‏كنوزهم منذ عهد سليمان عليه السلام.. وتحكي الأساطير أن ملك الجن ‏نفسه يتجول ليلا على حصانه فيسمع وقع حوافره ولا يتمكن أحد من ‏رؤيته، بحسب الصحفي بدر موسى مدير المحطة الإذاعية في ولاية ‏آدرار شمال موريتانيا.‏

ويضيف موسى متحدثا لموقع سكاي نيوز عربية "تروي الحكاية الشعبية ‏أن رجالا شجعانا حاولوا الحصول على بعض الكنوز المخفية هناك، ‏لكنهم اختفوا فلم يعثر لهم على أثر.. واعتقد السكان أن الجن اختطفوهم ‏فلم يجرؤ أحد على إعادة المحاولة"..‏

عندما وصل عالم الطبيعة ومرافقاه إلى الموقع أصابه الذهول.. وجد ‏نفسه وسط حفرة تحيط بها دوائر لا يدركها إلا باحث مهووس مثله، لا ‏تشبه أي شيئ سبقت له رؤيته.‏

أقام مونو أياما جمع خلالها بعض العينات من الصخور؛ وعند فحصها ‏اعتقد أنه عثر على بركان جاثم منذ تسعين مليون سنة.‏

وعاد بعد ذلك على رأس مجموعة من الباحثين لدراسة الجيولوجيا ‏الطبيعية لموريتانيا، وظل يتردد على الموقع رفقة الباحثين الجيولوجيين ‏حتى وفاته في فرساي في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2000.‏

ومقابل الأسطورة المحلية حاول بعض الباحثين الغربيين ربط هذه ‏الظاهرة الجيولوجية بمدينة أتلانتس التى وصفها أفلاطون بأنها جزيرة ‏تحيط بها أبنية دائرية، بعضها من الطين والبعض الأخر من الماء. ‏واعتقدوا أن ما تظهره صور عين الصحراء هو نفس ما وصفه أفلاطون.‏

عندما اكتشف تيودور مونو قلب الريشات اعتبره بركانا نائما منذ ملايين ‏السنين.. ثم جاء الجيولوجي الفرنسي آندري كايي سنة 1946، ليقدم ‏الأطروحة القائلة بأن أصل الظاهرة جاء نتيجة سقوطٍ نيزكٍ اصطدم ‏بالأرض.‏

وقد فنّد عالم الجيولوجيا الأميركي روبرت دييتز في العام 1969 هذه ‏الأطروحة، مثبتًا أنه لا توجد أيّ مكوناتٍ جيولوجيّة مغايرة للمكونات ‏السائدة والمعروفة في المحيط الجغرافي لعين مكان الظاهرة.‏

في العام 2008، قام الباحث الكندي غيوم ماتون من جامعة كبك الكندية، ‏بدراسة معمقة لأكثر من 100 عينة صخرية، واستنتج أن الريشات عبارة ‏عن قبة جيولوجية حصلت نتيجة انصهار عظيم تحت الارض وقع قبل ‏‏90 مليون سنة نتج عنه تشكل صخور نارية من كاربوناتايت، وكابرو ‏وكيمبرلايت واتخذت شكل حفر دائرية على سطح الارض .‏

وبعد قرابة قرن على اكتشافه لا يزال "قلب الريشات" يثير نفس القدر من ‏الغموض علميا، ولا يزال سكان المنطقة يعتقدون أن للنباتات الفريدة ‏التي لا توجد خارج محيطه فعالية دوائية وأثر مجرب على التنمية ‏الحيوانية.‏

كا لا تزال صوره الملتقطة من الفضاء تثير العجب والإعجاب حتى من ‏رواد الفضاء.‏

ففي عام 2015 التقط رائدا الفضاء الأميركي سكوت كيلي والروسي ‏ميخائيل كورنينكو عددًا من الصور التي تظهر المعالم الجيولوجية ‏الخارقة على وجه كوكب الأرض، وكانت إحدى تلك الصور لقلب ‏الريشات، ونشرها رائد الفضاء الأمريكي على مواقع التواصل ‏الاجتماعي، منبها متابعيه إلى وجودها في الصحراء الموريتانية.‏



سكاي نيوز عربية