عرب وعالم

توقعات متشائمة بشأن إثيوبيا.. وموجة نزوح ضخمة إلى السودان

تم النشر في 11 تشرين الثاني 2020 | 00:00

توقع مسؤولون في الأمم المتحدة تدفق نحو 200 ألف لاجئ إثيوبي إلى السودان هربا من ‏الصراع الدامي في منطقة تيغراي شمال إثيوبيا، في ظل تقارير تشير إلى أوضاع معيشية صعبة ‏يواجهها المدنيون المعزولون عن العالم الخارجي‎.‎

وبحسب التقارير الواردة فقد عبر ما لا يقل عن 6000 شخص الحدود‎.‎

وأظهرت الصور الواردة من الإقليم طوابير طويلة خارج متاجر الخبز في منطقة تيغراي، ‏وتقطعت السبل بالشاحنات المحملة بالإمدادات عند حدودها، حسبما قال مسؤول الشؤون ‏الإنسانية بالأمم المتحدة في إثيوبيا لوكالة أسوشيتد برس‎.‎

وقال سجاد محمد ساجد: "نريد وصول المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن. ثمة حاجة ملحة ‏للوقود والطعام"، مشيرا إلى هناك ما يقرب من مليوني شخص في تيغراي يواجهون "أوضاعا ‏بالغة الصعوبة"، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين‎.‎

ولا تزال الاتصالات مقطوعة بشكل كامل تقريبًا مع منطقة تيغراي بعد أسبوع من إعلان رئيس ‏الوزراء الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام آبي أحمد بدء عملية عسكرية في المنطقة رداً ‏على هجوم مزعوم من قبل القوات الإقليمية. وشدد أحمد على أنه لن تكون هناك مفاوضات مع ‏حكومة إقليمية يعتبرها غير قانونية حتى يتم إلقاء القبض على "الزمرة" الحاكمة وتدمير ترسانتها ‏المجهزة بشكل جيد‎.‎

وقال مكتب شؤون الاتصالات في تيغراي في منشور على فيسبوك إن التقارير تزايدت عن ‏استهداف عرقية تيغراي عبر إثيوبيا. وحذر أبي من التنميط العرقي‎.‎

الى ذلك، أعلنت سلطات العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، عن مسيرات دعما لإجراءات الحكومة ‏الفيدرالية هناك وفي مدن أخرى في منطقتي أوروميا وأمهرة الخميس، إلى جانب حملة للتبرع ‏بالدم للجيش الإثيوبي‎..‎

وحثت بريطانيا والاتحاد الأفريقي أحمد على الوقف الفوري للعمليات حيث يهدد الصراع ‏بزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية. ولم تعلن الولايات المتحدة عن إجراء أي ‏اتصالات مع الحكومة الإثيوبية‎.‎

وتركت المواجهة ما يقرب من 900 من عمال الإغاثة في منطقة تيغراي من العاملين في ‏وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى يكافحون من أجل الاتصال بالعالم الخارجي من ‏أجل المساعدة. وقال ساجد "تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة، ما يقرب من 20 منظمة غير ‏حكومية، تعتمد جميعها على مكتبين" مع وسائل الاتصال‎.‎

وأشار إلى أن هناك أكثر من 1000 شخص من مختلف الجنسيات عالقون في المنطقة، من بينهم ‏سياح، تسعى دولهم لإجلائهم بشكل عاجل‎.‎

وقال ساجد إن إغلاق المطارات في تيغراي وقطع الطرق وانقطاع خدمات الإنترنت وتوقف ‏عمل البنوك "يجعل حياتنا من الصعوبة بمكان على نحو مليوني شخص الحصول على ‏المساعدات الإنسانية‎."‎

وليس ثمة ما يشير إلى هدوء في القتال الذي اشتمل على غارات جوية متعددة من قبل قوات ‏الحكومة الاتحادية، وتم الإبلاغ عن مقتل مئات الأشخاص من كل جانب‎.‎

وقال ساجد "للأسف، يبدو أن هذا الأمر قد لا يكون شيئا يمكن حله بواسطة أي طرف في ‏غضون أسبوع أو أسبوعين‎".‎

أضاف "يبدو أنه سيكون صراعا طويل الأمد، وهو مصدر قلق كبير من وجهة نظر حماية ‏المدنيين‎".‎

من جهته، أوضح المتحدث باسم وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كيسوت غبريغزيابهر "حتى ‏الأمن المادي للاجئين معرض للخطر إذا توسع الصراع‎".‎

ما لفت الى أن المخيمات الأربعة في تيغراي التي تستضيف 96 ألف لاجئ ليست في خطر ‏مباشر لأن القتال يدور إلى حد كبير في الغرب بالقرب من الحدود مع السودان وإريتريا‎.‎

وتابع أن اللاجئين لديهم على الأقل طعام أكثر من المعتاد لأنه تم تسليم إمدادات شهرين، بدلاً من ‏شهر واحد، خلال الشهر الجاري في إطار تدابير جائحة كوفيد-19 للحد من تجمع الناس. لكن لا ‏أحد يعرف إلى متى يمكن أن يستمر الصراع‎.‎

وأردف "تطالب كل الوكالات العالمية ومنها الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لكننا لم نر أي اتفاق ‏، أو أي استعداد للحوار‎".‎

وتبادل الحكومة الاتحادية الإثيوبية وحكومة إقليم تيغراي، جبهة تحرير شعب تيغراي، اللوم في ‏بدء الصراع. ويعتبر كل طرف الطرف الآخر غير شرعي‎.‎

وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لسنوات قبل أن يتولى آبي ‏السلطة في 2018 لكنها انفصلت منذ ذلك الحين بينما اتهمت إدارة رئيس الوزراء باستهداف ‏وتهميش مسؤوليها‎.‎

وأكد قائد القوات الجوية الإثيوبية، الميجور جنرال يلما ميرداسا ، للصحفيين أن القوات دمرت ‏مستودعات أسلحة ومحطات وقود وأهدافا أخرى "بسيطرة مطلقة على الأجواء". وأضاف أن ‏الضربات الجوية ستستمر‎.‎

ولا يزال من الصعب على الدبلوماسيين والخبراء وغيرهم التحقق من مزاعم أي من الجانبين ‏بشأن القتال‎.‎

ويضم إقليم تيغراي ما يقدر بنحو ربع مليون مقاتل مسلح بأسلحة متنوعة، ومن بين ستة فرق ‏ميكانيكية تابعة للجيش الإثيوبي، تتمركز أربعة في تيغراي‎.‎

وهذا إرث من الحرب الحدودية الطويلة التي خاضتها إثيوبيا مع إريتريا، التي وقعت اتفاق سلام ‏بعد وصول آبي إلى السلطة، لكنها لا تزال على خلاف مرير مع جبهة تحرير شعب تيغري‎.‎

واتهم زعيم إقليم تيغراي أمس الثلاثاء إريتريا بمهاجمة الإقليم بناء على طلب إثيوبيا، قائلا إن ‏‏"الحرب قد تقدمت الآن إلى مرحلة مختلفة‎".‎

ووصف وزير الدفاع الإثيوبي، كينيا ياديتا، الأربعاء، ذلك "بالكذب التام‎".‎