أخبار لبنان

طائرة أميركية في رياق... أوستن تايس إلى واشنطن؟

تم النشر في 13 تشرين الثاني 2020 | 00:00

‎ ‎كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: ما لم يأخذه إيمانويل ماكرون شخصياً من ‏‏"تماسيح" المنظومة الحاكمة، لن يأخذه موفده باتريك دوريل... فجبهة الممانعين ‏للتأليف والإصلاح ازدادت اليوم تصلباً أكثر من أي وقت مضى لا سيما بعد ‏استنفار "حزب الله" بشخص أمينه العام وكتلته النيابية خلف شروط رئيس "التيار ‏الوطني الحر" جبران باسيل الحكومية جبراً لخاطره المكسور بعد إدراجه على ‏قائمة العقوبات الأميركية. ‏

وتحت سقف عدم توقع حدوث أي خرق جوهري في جدار التصلب والعرقلة، جال ‏المبعوث الفرنسي في بيروت "مستمعاً وناصحاً"، من دون أن يحمل في جعبته ‏طرحاً أو بادرة حل، إنما كل ما نقله من باريس كان "جرس إنذار أخير للمسؤولين ‏اللبنانيين مفاده: أمامكم أسبوعان لا أكثر لتشكيل الحكومة وإلا فلا مؤتمر ولا دعم ‏للبنان"، وفق ما اختصرت مصادر مواكبة جوهر الرسالة من وراء الزيارة، ‏موضحةً لـ"نداء الوطن" أنّه شدد على كون "مفاعيل المبادرة الفرنسية الإنقاذية لا ‏تزال قائمة، لكن يبقى تنفيذها من عدمه رهناً بإرادة اللبنانيين أنفسهم وعليهم بالتالي ‏أن يقرروا مصيرهم بأيديهم‎".‎

وإثر جولته التي شملت في يومها الأول "الرؤساء الأربعة" وكليمنصو وحارة ‏حريك، ليستكملها اليوم بزيارات مكوكية لكل من ميرنا الشالوحي ومعراب ‏والصيفي، لفتت المصادر إلى أنّ زيارة دوريل هي "أكثر من استطلاعية على ‏معضلة التأليف وأقل من مفصلية في حلّ هذه المعضلة"، واصفةً إياها بزيارة "ربط ‏نزاع" مع الأفرقاء اللبنانيين بغية إعادة وضعهم أمام مسؤولياتهم وتعهداتهم إزاء ‏مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون "تحت طائل التلويح بأنّ لعبة استنزاف الوقت ‏ستستتبع تداعيات كارثية على كل الأفرقاء في لبنان ولا بد بالتالي من الإسراع ‏بتأليف حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين تحظى بثقة المجتمع الدولي منعاً ‏لضياع آخر فرصة متاحة فرنسياً وأوروبياً لانتشال البلد من أزمته‎".‎

وكشفت المصادر أنّ المستجد في التوجيهات الفرنسية التي عبّر عنها دوريل تمثل ‏في الإشارة إلى "التلازم والربط بين تأليف الحكومة وبين انعقاد مؤتمر دعم ‏لبنان"، وسط معلومات متداولة تفيد بأنه "حتى زيارة ماكرون الشهر المقبل إلى ‏بيروت ستتأثر في شكلها وفي جدول أعمالها ما لم يتم تأليف الحكومة قبل موعد ‏الزيارة، لتتراوح التقديرات بهذا الخصوص بين احتمال إرجائها أو اقتصارها على ‏تفقد القوات الفرنسية العاملة ضمن إطار اليونيفل في الجنوب‎".‎

وإذ أغدق المسؤولون اللبنانيون إطراءً وتنويهاً بأهمية المبادرة الفرنسية وضرورة ‏تشكيل الحكومة على مسامع موفد ماكرون، غير أنّ أوساطاً واسعة الاطلاع أعربت ‏عن قناعتها بأنّ أي شيء لن يتغيّر في مقاربة الأزمة الحكومية بعد مغادرته ‏بيروت، بل "ستواصل الأطراف المعنية تقاذف الاتهامات والمسؤوليات في عملية ‏عرقلة التأليف"، متوقعةً في هذا الإطار أن يستخدم رئيس الجمهورية ميشال عون ‏ومعه "حزب الله" العبارة التي استخدمها المبعوث الرئاسي الفرنسي في معرض ‏تشديده على ضرورة أن تكون الحكومة العتيدة "مقبولة من جميع الأطراف" سلاحاً ‏جديداً في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري لدفعه إلى تغيير القواعد التي وضعها ‏لتشكيل حكومته، والضغط عليه تالياً للتفاوض مع باسيل باعتباره معبراً إلزامياً ‏لتوقيع عون على التشكيلة المرتقبة‎.‎

على صعيد منفصل، استرعى الانتباه أمس هبوط طائرة أميركية عسكرية تابعة ‏لوحدة العمليات الخاصة في القوات الجوية في قاعدة رياق البقاعية، وسرعان ما ‏بدأت علامات الاستفهام ترتسم حول طبيعة المهمة التي جاءت بها إلى لبنان. وبينما ‏تبيّن من تتبع خط مسارها الجوي أنها انطلقت من العاصمة الأردنية عمّان باتجاه ‏الأراضي اللبنانية، كشفت مصادر موثوق بها لـ"نداء الوطن" أنّ الطائرة الأميركية ‏كانت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس لا تزال في مطار رياق "وربما تنتظر ‏تسلّم الصحافي الأميركي أوستن تايس لنقله إلى واشنطن"، موضحةً أنّ "المدير ‏العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم كان قد وضع اللمسات الأخيرة على عملية ‏إطلاق سراحه من سوريا خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، وعلى الأرجح فإنّ ‏عملية تحريره تمت أو ستتم خلال ساعات بعد نقله براً من دمشق عبر معبر ‏المصنع الحدودي إلى مطار رياق وتسليمه إلى الأميركيين‎".‎

وتوازياً، نقلت مصادر صحافية في واشنطن ليل أمس لـ"نداء الوطن" معلومات ‏تشي بأنّ مهمة الطائرة الأميركية متصلة فعلاً بعملية تحرير الصحافي تايس، ‏مشيرةً إلى أنّ سلسلة الأسئلة الاستيضاحية التي وجهت إلى معنيين بهذا الملف ‏قادت إلى جواب واحد مفاده: "نعم أوستن تايس في طريق العودة إلى الوطن". ‏وكشفت المصادر في هذا الإطار أنّ والدة تايس التي تقيم في ولاية هيوستن انتقلت ‏خلال الساعات الأخيرة إلى العاصمة واشنطن، ما يؤشر إلى الاستعداد لاستقبال ‏نجلها هناك، علماً أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو اجتمع بها قبل حوالى ‏أسبوعين ووضعها في أجواء تؤكد قرب تحرير تايس من السجون السورية، كما ‏التقاها اللواء ابراهيم للغاية نفسها خلال زيارته أميركا‎.‎




نداء الوطن ‏