عند حافة نافورة ساحة النجمة في وسط مدينة صيدا التي تتوزع منها الشوارع الرئيسية المؤدية باتجاه السوق التجاري غربا وشارع رياض الصلح جنوبا وجامع الزعتري شمالاَ وتقاطع ايليا وطريق جزين شرقا
يلاحق احد الزملاء بعدسته " بزاقة " تزحف ببطء شديد وحذر اشد الى حيث تنشد السلامة ..
رصدت عينا الزميل تلك البزاقة المسكينة وشدت اهتمامه بعدما لمعت برأسه وأغرت عدسته فكرة التقاط صورة لها وفي خلفية المشهد السوق التجاري وقد خلا من السيارات والمارة !
على تنهاهي صغر حجمها وبطء حركتها لفتت نظره وكان قدرها ان تمر في مرمى عدسته ليحمّلها وزراً اثقل من "َصدَفتها " التي تجرها خلفها وتتخذها بيتا تسكن اليه عند الملمات .. مسقطاً وتيرة زحفها الكسول المتثاقل على واقع الحركة الخفيفة والحياة المتباطئة الى حد الجمود في المؤسسات المقفلة والشوارع المقفرة في ظل سريان مفعول مقررات التعبئة العامة من اقفال وحظر تجول وقيود على تنقل السيارات .
نعم وبكل بساطة ، جاءت وتيرة حركة هذا الكائن الصغير الضعيف عند حافة بركة "نجمة صيدا " ومن خلفها مشهد الاقفال تخترقه حركة خفيفة جدا لسيارات او مارة بين الحين والآخر ، لتعبر عن واقع الحال في يوم الأحد الأول من اسبوعي "التعبئة العامة " المقررين وما فرضته في عطلة نهاية الأسبوع من حظر شامل وقيود مشددة على مرافق الحياة الأساسية وشرايين التواصل - غير الاجتماعي – نعني بها خطوط المواصلات ووسائل الانتقال..
نعم ربما كنا بحاجة لنلجم بعضا من حركتنا واندفاعنا الى المجازفة بحياتنا وحياة من نحب وبتعريض انفسنا والآخرين لخطر الاختلاط او عدم الالتزام بالكمامة او بالتباعد الكافي لتجنب التقاط العدوى.. كي نلتقط أنفاسنا ونحمي انفسنا ونحفظ احباءنا ..
والا فإننا وبعد اسبوعين آخرين من التعبئة اذا لم نلتزم اجراءات الحجر والوقاية سنعود شئنا ام ابينا الى اغلاق آخر وربما كان اطول مدة واقسى وطأةً اقتصادياً ومعيشياً علينا ، وعندها سنجد ان هناك كائنات – رغم بطء حركتها وبسبب توخيها الحذر والتأني ولو تطلب الأمر منها التوقف لأيام في مكانها ، تبقى أسرع من غيرها في طلب السلامة .. اذا قيض لها ذلك .
يمر وقت، والبزاقة لم تكن قد زحفت سوى بضع سنتيمترات في المكان ، حتى اختفت عن الأنظار .. لتبقى الفكرة ، وهي ان عجلة الحياة والعمل في ظل كورونا لا بد أن تتباطأ او حتى تتوقف الى حين .. حتى تستعيد دورانها الطبيعي تدريجياً .. بعد ان تمر الجائحة بسلام !
رأفت نعيم