تحت عنوان "على الإعلام واجب"، كتب جوزف القصيفي:
من واجب الإعلام في لبنان أن يكشف الفساد، والفاسدين والمفسدين ، وألا يتلكأ لحظة عن أداء هذه المهمة رحمة بالوطن والشعب. على أن يكون عمله هذا مستداما، شفافا،لا موسميا وغب الطلب، ولا وفق أجندات مرتبطة بالصراع السياسي، وتقاذف كرة المسؤولية بين هذا الطرف أو ذاك، وهذه الجهة أو تلك . يتعين عليه العمل على تحرير الدول من القيود التي تغل مؤسساتها، وتغرقها في مستنقع العجز عن تطبيق الدستور والقانون، رحمة بالاجيال الشابة التي تهجر لبنان ، زمرا بين فرادى وثنى، إلى بلاد الله الواسعة، ولسان حالها يردد: الفقر في الوطن غربة ، فلماذا لا تتغرب علها تجد الفرصة التي تستحق.؟
زوروا منازل اللبنانيين في جميع المناطق واحصوا من تبقى فيها من الشباب. عائلات اكتهلت وشاخت، وانظروا إلى الدموع الخرساء وقد تحجرت في المآقي، لم تعد قادرة على البكاء بعدما ودعت فلذات الأكباد التي أنفقت جنى العمر لتحصنها بالعلم والمعرفة، وقدمتها مكرهة إلى بلدان تلقفت مواهبها، وتغريها بالبقاء للافادة من طاقاتها وخبراتها وديناميتها، في تنميتها . كم وفر شبابنا المهاجر على البلدان المضيفة لهم، فيما نبت به ارضه التي عشش فيها الفساد، وفرخ، وباض، وتناسل، وأقام من حوله شبكة امان عنكبوتية يصعب إختراقها.
آه يا وطني . يا وجعي المقيم. متى تنزاح عن سمائك تلك الغمامة السوداء، متى ترحل اسراب البوم والغربان عن سمائك، لتعود كما عهدناك ربيع الأوطان وفجرها المخضوب بالف لون ولون ،ضاجا بالحياة، صاخبا كشلالات الفرح.
ويا زميلاتي وزملائي أنتم مدعوون للشهادة للبنان حتى الشهادة. وان ترفضوا مزامير اليأس التي يريدونكم أن تقرؤونها ، فأنتم لستم من نسل داود ، ولا من صلب شمشون، بل شهود اللحظة، وكتبة مسودة التاريخ. قولوا كلمة الحق مجردة من أي هوى.
عودوا الى زمن البدايات ، يوم كان اسلافكم، ومن تقدمكم في المهنة‐الرسالة، يطلقونها صرخة مدوية في وجه الباطل. إن الباطل كان زهوقا.
الصدق، الحق، الحرية، الموضوعية، الوعي، الاصلاح، النزاهة، شرف الانتماء للمهنة، البوصلة التي تقود خطانا على دروب الخير والحقيقة.
ويبقى لبنان في القلب، وزهرة الأوطان "اذا راح الوطن ، ما في وطن غيرو."