عرب وعالم

بهذه الطرق انتقلت السلطة بشكل سلمي في أميركا

تم النشر في 25 تشرين الثاني 2020 | 00:00

على مدار قرون، مثلت عملية الانتقال السلمي للسلطة أحد أهم سمات الديمقراطية ‏الأميركية. فعقب فوزه بانتخابات عام 1796 وحصوله على منصب ثاني رئيس ‏بتاريخ البلاد، حظي جون أدامز (‏John Adams‏) بمعاملة جيدة من قبل الرئيس ‏المنتهية ولايته جورج واشنطن الذي فضّل عدم الترشح لولاية ثالثة. وعقب نهاية ‏مراسم تنصيب الرئيس الجديد، زار جورج واشنطن، جون أدامز فهنّأه بالفوز ‏وتمنى له حظا موفقا في إدارة شؤون البلاد خلال الفترة القادمة.‏

وخلال السنوات التالية، لم يقتد جميع الرؤساء بمثال جورج واشنطن. فبدل تهنئة ‏خصومهم بالفوز، فضّل البعض عدم حضور حفلات التنصيب ليتجنبوا بذلك ‏الاحتكاك بالرؤساء الفائزين بسبب خلافات عدة تراوحت بين الشخصية والحزبية.‏

أدامز وجيفرسون

وخلال العام 1800، خسر المرشح الفيدرالي جون أدامز المنتمي للانتخابات ‏الرئاسية لصالح خصمه وعدوه اللدود توماس جيفرسون المنتمي للحزب الجمهوري ‏الديمقراطي. وبدل حضور حفل تنصيب جيفرسون، غادر جون أدامز خلال ‏الساعات الأولى ليوم 4 آذار/مارس 1804 العاصمة واشنطن خلسة مستغلا عتمة ‏الظلام ليعود بذلك نحو مسقط رأسه بمدينة كوينسي بولاية ماساتشوستس ‏‏(‏Massachusetts‏).‏

جون كوينسي أدامز وأندرو جاكسون

عقب انتخابات العام 1824 التي فاز بها بشكل صعب بفضل تعاون مع أحد ‏المرشحين الخاسرين، واجه الرئيس جون كوينسي أدامز (‏John Quincy ‎Adams‏)، ابن الرئيس السابق جون أدامز، بعد 4 سنوات خصمه وعدوه اللدود ‏أندرو جاكسون (‏Andrew Jackson‏) المنتمي للحزب الديمقراطي مرة ثانية. ‏وخلال هذه الانتخابات، حقق جاكسون نصرا سهلا فحصل بذلك على منصب ‏الرئيس السابع بتاريخ البلاد.‏

وخلال حفلة التنصيب، فضّل جون كوينسي أدامز الاقتداء بأبيه جون أدامز عام ‏‏1800،فغادر العاصمة بشكل مبكر رافضا بذلك لقاء أندرو جاكسون الذي توافد ‏عليه نحو 20 ألف شخص لتهنئته بمنصبه الجديد.‏

جونسون وغرانت

وخلافا لكل التقاليد السابقة، جاء أندرو جاكسون مع نهاية فترته الرئاسية الثانية ‏عام 1837 بعادة جديدة رمزت للانتقال السلمي للسلطة، حيث تنقل الأخير نحو ‏مبنى الكابيتول بنفس العربة رفقة الرئيس الفائز بانتخابات 1836، مارتن فان ‏بيورين (‏Martin Van Buren‏) لحضور حفل التنصيب.‏

وبينما فضّل أغلب الرؤساء التالين اعتماد نفس هذا التقليد، رفض أندرو جونسون ‏‏(‏Andrew Johnson‏) التواجد بحفل تنصيب يوليسيس غرانت (‏Ulysses S. ‎Grant‏) يوم 4 مارس 1869 مفضلا البقاء بالبيت الأبيض وترأس اجتماع ‏وزاري أخير بمكتبه.‏

روزفلت وهوفر

أثناء انتخابات العام 1932، حقق فرانكلين روزفلت (‏Franklin D. Roosevelt‏) ‏نصرا سهلا على منافسه هربرت هوفر (‏Herbert Hoover‏) في خضم فترة ‏شهدت خلالها البلاد أزمة اقتصادية خانقة. وعقب انتصاره بالانتخابات، رفض ‏روزفلت التعاون مع إدارة الرئيس هربرت هوفر لمجابهة الأزمة الاقتصادية، ‏مؤكدا أن ذلك قد ينهي حل الصفقة الجديدة (‏New Deal‏) المقترح من قبل أن يبدأ ‏ليتسبب بذلك في حالة من التوتر مع الرئيس المنتهية ولايته.‏

إلى ذلك، كان روزفلت آخر رئيس يستلم مهامه خلال شهر آذار/مارس. وعقب ‏التعديل العشرين للدستور، تقرر تقديم موعد حفل التنصيب لشهر كانون ‏الثاني/يناير.‏

بوش وكلينتون

قبل رحيلهم عن البيت الأبيض، ترك العديد من الرؤساء الأميركيين رسائل ‏لخلفائهم. وتعد الرسالة التي تركها جورج بوش الأب لبيل كلينتون عام 1993 ‏واحدة من أشهر وأهم هذه الرسائل.‏

فعقب خسارته لمعركة إعادة الانتخاب، ترك بوش لكلينتون رسالة حملت في ‏نهايتها عبارات: "نجاحك الآن هو نجاح وطننا، أنا أدعمك بشدة ...".‏

وعقب وفاة جورج بوش الأب عام 2018، انتشرت كلمات هذه الرسالة بوسائل ‏التواصل الاجتماعي، فضلا عن ذلك واصل الرؤساء الأميركيون التاليين: بيل ‏كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما، هذا التقليد عقب رحيلهم عن البيت ‏الأبيض.‏





العربية.نت ‏