يأتي تنظيم باريس بالشراكة مع الأمم المتحدة مؤتمراً دولياً مخصصاً لتقديم المساعدات الإنسانية للبنان في الثاني من الشهر المقبل، سيما وأنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان واضحاً في رسالته إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس، لناحية التأكيد على تمحور أهداف المؤتمر فقط حول سبل "دعم الشعب اللبناني وتلبية حاجاته الملحة في ميادين الغذاء والصحة والتربية والمسكن".
أما في الشق السياسي من الرسالة فكلامٌ فرنسي قاسٍ بأسلوب ديبلوماسي ذكّر ماكرون من خلاله عون بأنّ "لديه مسؤوليات وعليه واجبات" لا يجوز التنصّل منها في حل الأزمة، وفق ما أفادت "نداء الوطن".
من جهة أخرى، أكد مكتب ماكرون أمس عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان الاربعاء المقبل الذي يُصادف 2 كانون الاول. وتعليقاً على مضمون البيان الفرنسي، أكدت الدوائر المعنية في قصر بعبدا تبلّغها مضمونه بطريقة غير رسمية، وارتياحها وتقديرها لنجاح المساعي الفرنسية التي توّجَها تحديد هذا الموعد العاجل للمؤتمر. وكشفت لصحيفة "الجمهورية" انّ اتصالات ستجري بدءاً من اليوم مع باريس لفهم المستوى الذي سيعقد على اساسه المؤتمر، و"هل يمكن ان يكون على مستوى الرؤساء او أي مستوى آخر؟".
في سياق متصل، رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار في تصريح لـ"الأنباء الالكترونية" أن رسالة ماكرون واضحة جدا، إن لجهة التأكيد على مواقفه السابقة الداعمة للبنان، أو لجهة استمرار وقوف فرنسا الى جانب الشعب اللبناني.
ولفت الحجار الى أن "ماكرون أراد أن يقول لعون باسمه وباسم المجتمع الدولي إذا لم يستطع لبنان أن يساعد نفسه ويذهب الى تشكيل حكومة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة، فلن تقدر فرنسا والمجتمع الدولي على مساعدته".
كما إعتبر الحجار أن "فرنسا تعطي في هذه الرسالة دليلا آخر على أنها والمجتمع الدولي على مساعدة لبنان من خلال المؤتمر الإفتراضي لتقديم مساعدات إنسانية للشعب اللبناني، ومساعدات إقتصادية إذا ما تم تنفيذ ما جرى الإلتزام به من قبل القيادات اللبنانية أمام ماكرون في قصر الصنوبر".