أخبار لبنان

ماكرون يأسف لعدم تنفيذ المسار السياسي المطلوب في لبنان.. والسيسي: لحكومة ‏تحلّ ال‏مشاكل ‏سريعاً

تم النشر في 7 كانون الأول 2020 | 00:00

قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، ‏يوم الأحد، إنهما أجريا محادثات بشأن التعاون الثنائي الوثيق بين باريس والقاهرة، ‏كما بحثا عددا من القضايا الإقليمية الأخرى، وسط توافق كبير في المواقف.‏

وأوضح ماكرون، خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة باريس، خلال زيارة الرئيس ‏السيسي، أن فرنسا ومصر اتفقتا على المضي قدما بعلاقاتهما الثنائية، على مختلف ‏المستويات.‏

ووصف التعاون العسكري والأمني بين فرنسا ومصر بـ"المثالي"، مؤكدا أن البلدين ‏يعملان على مكافحة الإرهاب الذي ضربهما معا.‏

وأورد الرئيس الفرنسي أن اتفاقيات سيجري توقيعها، يومي الاثنين والثلاثاء، من ‏أجل تعزيز التعاون مع مصر في عدد من المجالات.‏

دوليا، قال ماكرون إن فرنسا ترفض انتهاك سيادة الدول في شرق البحر المتوسط، ‏في إشارة إلى المناكفات التي تقوم بها تركيا، رغم تحذيرات أوروبية ودولية.‏

وفي الشأن الليبي، أكد الرئيس الفرنسي أن التنسيق جار مع كل الشركاء من أجل ‏دعم الحوار السياسي في ليبيا، في أفق الوصول إلى تسوية للنزاع.‏

وأورد ماكرون أن الوضع في لبنان على طاولة المحادثات مع الرئيس السيسي، ‏معربا عن الأسف إزاء عدم تنفيذ المسار السياسي الذي كان مرتقبا "لقد أكدنا ‏رغبتنا في بلوغ لبنان أكثر قوة. أما الشعب فلا يجب أن يكون رهينة لأي قوة ‏سياسية".‏

وعندما سئل ماكرون من قبل أحد الصحفيين حول ما وصفها بـ"مسألة حقوق ‏الإنسان" في مصر، أعاد ماكرون التأكيد على أمر أشار إليه في سنة 2019، ‏وهو أن الوضع في مصر غير قابل للقراءة، بمعزل عن إدراك التهديدات الإرهابية ‏في البلاد، وما يحدق بالبلاد من ضغوط اقتصادية واجتماعية.‏

من جانبه، أوضح الرئيس المصري، أنه مسؤول عن أمن مئة مليون مصري، إلى ‏جانب حماية الدولة من تنظيم متطرف أنشئ قبل أزيد من تسعين سنة، واستطاع أن ‏يقيم القواعد في العالم بأكمله.‏

وأوضح السيسي أنه إذا كانت فرنسا قد عانت عددا من الهجمات الإرهابية، فذلك ‏جزء من الأفكار التي تم نقلها إلى بعض أتباع التنظيم في إشارة إلى الإرهاب الذي ‏ينظر له الإخوان ويمارسونه.‏

وشدد السيسي على رفض وصف مصر بالدولة المستبدة، "ليس ثمة ما يمكن أن ‏يخيفنا أو يحرجنا".‏

تعاون متين

وفي الملف الاقتصادي، قال السيسي إنه اتفاق مع نظيره الفرنسي، على زيادة قيمة ‏الاستثمارات في مصر، لاسيما في ظل الإمكانيات المهمة التي تتيحها المشروعة ‏القومية التي جرى إطلاقها خلال السنوات الأخيرة.‏

فضلا عن ذلك، ناقش الرئيسان نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الفرنسية، إلى ‏جانب تدفق السياحة الفرنسية نحو عدة مدن مصرية، في ضوء التدابير الوقائية ‏التي جرى اتخاذها واستطاعت أن تخفض معدلات الإصابة بكورونا حتى كادت أن ‏تنعدم.‏

وأشار السيسي إلى أن مصر كانت من الدول القليلة في العالم التي استطاعت أن ‏تحقق نموا اقتصاديا إيجابيا، في ظروف الجائحة التي هوت باقتصادات كثيرة.‏

وعلى صعيد آخر، شدد السيسي على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين، لأن ‏المتشددين المارقين لا يمثلون أمة يتجاوز عددها مليار شخص في العالم، ولذلك، ‏‏"ثمة ضرورة للتمييز بين الإسلام كديانة وبين الإرهاب".‏

وأكد الرئيس المصري ضرورة معالجة هذه الأسئلة الشائكة بكثير من الهدوء ‏والتوازن، لاسيما أن مصر كانت من أكثر الدول التي تأثرت بالإرهاب فقتل الكثير ‏من أبنائها من جراء اعتداءات المتشددين.‏

وفي قضية شرق البحر المتوسط، نبه السيسي إلى مخاطر السياسات العدوانية التي ‏تنتهجها قوى إقليمية لا تحترم مبادئ القانون الدولي وتدعم المنظمات الإرهابية، ‏وأكد على ضرورة استمرار مساعي التسوية استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية.‏

أما في شأن ليبيا المجاورة، فشدد السيسي على أن الحل السياسي الشامل في ليبيا ‏هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد، وذلك عبر تفكيك ‏الميليشيات وخروج القوات الأجنبية وتنفيذ ما اتفقت عليه اللجنة العسكرية "5+5".‏