اعلن رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو انه "مستعد للموت لإسقاط خصمه السياسي نيكولاس مادورو، قائلا "لست قلقاً إذا كانت حياتي أو حريتي هما ثمن ذلك. (لست قلقاً) إذا أعطيت حياتي لخدمة الشعب. نعرف الخطر الذي نواجهه. خوفنا الأكبر أن يصبح ما يجري في فنزويلا أمراً عادياً".
بيد أن غوايدو ذكّر بأن النزال السياسي الحالي مسألة وقت، مؤكداً أن مادورو صار "معزولاً" ووجوده في السلطة لن يدوم. وتحدّث عن عدّة نقاط أخرى، نافياً أن ما قام به انقلاب على السلطة، معلناً أن التحرك الذي يقوده تمّ تشكيله من متطوعين مسالمين.
وأصرّ غوايدو على أن "المواجهة السياسية الدائرة مع مادورو اليوم لن تنتهي بحرب أهلية لأن الفنزويليين لن يخاطروا بحياتهم من أجل حاكم لم يجلب لهم شيئاً إلا البؤس". محاولا إقناع الصينيين والروس إنه من مصلحتهم الاقتصادية التوقف عن دعم مادورو.
ففيما حصل غوايدو على دعم عدّة بلاد الغربية، وأيضاً جيران في أميركا اللاتينية، رفضت كل من روسيا والصين اللتان تتمتعان بعلاقات اقتصادية جيدة مع حكومة مادورو، الانتقال إلى دعم غوايدو.
قال غوايدو لـ"يورونيوز" إنه عمل ما بوسعه لإيصال رسالة مفادها أن الوضع الاقتصادي الفنزويلي المنهار في عهد مادورو يجب أن ينتهي. من ناحية عملية، منطقية، اقتصادية ومالية ... هل من الجيد لروسيا أن ينتقل إنتاج أحد شركائها فيما يخص البترول من ثلاثة ملايين برميل إلى مليون برميل؟ أعتقد أن الإجابة واضحة. وهل من الجيد للصين أن تكون 90 بالمئة من استثماراتها في قطاع البناء في فنزويلا مجمّدة؟ أظن أن الإجابة واضحة".
أما عن وضع المستشفيات في فنزويلا قال غوايدو إن "أطفالاً يموتون في المستشفيات بسبب قلة الغذاء. المواد الطبية الأساسية تنقص".
في المنازلة السياسية الحالية، ليست السلطة هي جوهر النقاش الوحيد بين مادورو وغوايدو. كل شيء في فنزويلا بإمكانه التحول إلى أزمة سياسية. فالجيش الفنزويلي على سبيل المثال أوقف شاحنة من المساعدات الأميركية التي أرسلت إلى فنزويلا عبر الحدود. ويقول غوايدو إنه يجب قبول المساعدات والسماح للقوافل بالدخول قبل السبت، أما خصمه السياسي مادورو فيقول "إن لا حاجة لتلقي المساعدات وإن قبولها ذل".
وأشار غوايدو أن "المساعدات قد تسهم في احتواء حالة الطوارئ، مضيفاً أن ما يجري على الحدود يشكل اختباراً للقوات المسلحة. ففي أي جهة يقفون؟ هل هم مع المواطنين، الدستور، أو مع مغتصب للسلطة يترك القوات المسلحة في حالة من الجوع؟".
وقال غوايدو إن مؤيديه يرفضون عبارة "أعلن نفسه رئيساً" مضيفاً أنه، بحسب الدستور، الرئيس الشرعي والوحيد لفنزويلا إلى حين إجراء انتخابات جديدة.
وفي السياق قال غوايدو "لا رئيسان في فنزويلا، هناك ديكتاتور قاس، قاس جداً، ونحن نتابع عملنا ليكون هناك انتخابات حرة، هذا ما فوّضني به الدستور". أما فيما يتعلق بإمكانية ترشحه لمنصب رئيس البلاد في حال تمت الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية، قال غوايدو إن حلفاءه السياسيين سيقدّمون اسم مرشّحهم للرئاسة عندما تتم الدعوة للانتخابات.