عرب وعالم

مخابرات إيران تدرس سلبيات مواقع التواصل.. وتعزيز قمعها

تم النشر في 19 كانون الأول 2020 | 00:00

تناولت دراسة حديثة أجرتها مجلة "الأمن القومي" التابعة لجامعة الدفاع ‏الوطني الإيرانية آراء المديرين وكبار خبراء أجهزة المخابرات والأمن ‏الإيرانية على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين حددوا 15 تأثيراً لهذه ‏الوسائل على الأمن القومي، 13 منها وصفت بـ"السلبية"، حسب ما ‏خلصت الدراسة.‏

وذكرت الدراسة المنشورة في العدد 37 للمجلة المذكورة، تحت عنوان ‏‏"دراسة اتجاهات تأثير الشبكات الاجتماعية على الأمن القومي لجمهورية ‏إيران الإسلامية"، أن نظرة ومعاملة مسؤولي النظام الإيراني لمواقع ‏التواصل الاجتماعي هي "نظرية أمنية ومتشائمة مبنية على نظرية ‏مؤامرة".‏

واستندت الدراسة على آراء كبار مديري الأمن في مكتب المرشد الأعلى ‏الإيراني، علي خامنئي، ومسؤولين بالمجلس الأعلى للأمن القومي ‏ووزارة الاستخبارات والحرس الثوري، والعديد من أجهزة المخابرات ‏والأمن الأخرى، دون أن تسميهم.‏

يذكر أن خوف النظام الإيراني من مواقع التواصل دفع بالسلطات منذ ‏سنوات إلى تنفيذ خطة لفصل الإنترنت الداخلي عن الشبكة العالمية، حيث ‏أفاد مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني في مايو/ أيار الماضي، أنه ‏تم إنفاق نحو 190 تريليون ريال، أي ما يعادل 4.5 مليار دولار، على ‏إنشاء "الشبكة الوطنية للمعلومات".‏

وبحسب دراسة مجلة "الأمن القومي" الفصلية، فإن هذا الخوف يعود في ‏جزء كبير منه إلى عوامل مثل ترويج مفاهيم "زيادة دور المواطنين" ‏و"إعادة بناء الديمقراطية" و"المراقبة والرقابة" باعتبارها تهديدات داخلية ‏للأمن القومي في إيران، استناداً إلى آراء الخبراء والمديرين في أجهزة ‏المخابرات الإيرانية.‏

تجادل الدراسة بأن "اختراق حدود الدولة الوطنية في عصر المعلومات ‏قد أربك تعريف المواطنة"، وأن "عدم وضوح قوة وحدود السلطة أدى ‏إلى إضعاف الرقابة على المجتمع وبروز تحديات سياسية".‏

أضافت أنه "مع التأثيرات المتزايدة لشبكات التواصل، وضعف الحكومة ‏المتزايد حول التحكم في تدفق رأس المال والأمن اجتماعي، قد أضعف ‏دور وأهمية الحكومة بالنسبة للناس".‏

الإنترنت والضغوط الشعبية

وفي جزء آخر من الدراسة، ورد أن "ظهور الأزمات ومضاعفة مطالب ‏المواطنين وإدراك المواطنين لأهمية النضالات الشعبية الطويلة ‏والمرهقة، وحساسية الرأي العام المتزايدة تجاه صنع السياسة العامة، ‏أثقل كاهل الحكومات بشكل متزايد".‏

كما ذكرت أن توسع عمل مجتمع الاستخبارات بالتزامن مع زيادة وسائل ‏الاتصال ودور ذلك في تعزيز الضغوط الشعبية أدى إلى المزيد من ‏الضغط على شرعية وأمن الحكومات".‏

وقال خبراء وكبار مديري المخابرات والأمن المشاركين في هذه الدراسة ‏‏- مؤكدين ضمنيًا نتائج الباحثين في الدراسة - إن " الانتشار المتزايد ‏لشبكات التواصل الاجتماعي يزيد من الضرر الاجتماعي وهو أحد أهم ‏التهديدات للأمن القومي الإيراني".‏

كما جادلوا بأن "نمو شبكات التواصل الاجتماعي يحد من إمكانية سيطرة ‏ورقابة الحكومة على المجتمع".‏

ورأى كبار مسؤولي المخابرات والأمن أن "اتجاه استخدام الناس لوسائل ‏التواصل الاجتماعي سيوسع الفجوة بين الحكومة والمجتمع".‏

كما لفتوا الى أن "اتجاهات الأشخاص الذين يستخدمون شبكات التواصل ‏تهدد وحدة تراب الدولة".‏

وقالوا إن الشبكات الاجتماعية هي عامل مهم في تغيير أنماط حياة الناس ‏وزيادة أنشطة الجماعات المناهضة للنظام، مما يؤدي إلى انتشار انعدام ‏الأمن"، حسب تعبيرهم.‏

مقترحات لتشديد الرقابة

هذا وقدم الباحثون المشاركون في الدراسة اقتراحات للمشرعين وصناع ‏القرار حول تعديل القوانين، وزيادة الرقابة على وسائل التواصل ‏الاجتماعي، وقمع النشاط "الإجرامي" على وسائل التواصل الاجتماعي.‏

يذكر أن السلطات الإيرانية تعمل على استبدال التطبيقات الأجنبية بأخرى ‏محلية تخضع لسيطرة الحكومة، بهدف فصل الداخل الإيراني عن الشبكة ‏العنكبوتية العالمية.‏

وكان وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، قد أعلن في ‏وقت سابق أن هيئة الأركان الإيرانية التي تخضع لسيطرة الحرس ‏الثوري، ستساهم في ما وصفه بـ "تطوير البنية التحتية لتطبيقات ‏المراسلة عبر الإنترنت".‏

وهدّد رئيس المجلس السيبراني في إيران، أبو الحسن فيروز آبادي، ‏بحظر كافة المنصات الأجنبية شبكة الإنترنت" إن لم تتماشَ مع الخطوط ‏الحمراء للجمهورية الإسلامية"، حسب تعبيره.‏

وكان رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الإيراني، محمد صالح ‏جوكار، قال إن الحكومة ستنجز "شبكة الإنترنت الوطنية"، بالتعاون مع ‏الصين وفق ما جاء في مسودة وثيقة التعاون المرتقبة لـ 25 عاما بين ‏إيران والصين.‏

يذكر أنه في تشرين الثاني 2019، قطعت السلطات الإنترنت بالكامل ‏بأمر من أجهزة المخابرات والأمن خلال قمع الاحتجاجات التي عمّت ‏كافة المحافظات الإيرانية، وتم السيطرة عليها بعد قتل 1500 متظاهر ‏واعتقال أكثر من 10 آلاف وجرح الآلاف.‏




العربية.نت