بادرت عدة دول عربية إلى وقف كافة الرحلات الجوية مع بريطانيا، في مسعى إلى كبح وصول السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي، ثم تحول إلى جائحة عالمية.
وفي أحدث تحرك لأجل تطويق السلالة الجديدة، أصدرت السلطات السودانية، قرارا بمنع دخول المسافرين من بريطانيا وهولندا وجنوب إفريقيا.
وفي خطوة مماثلة، أعلن وزير الإعلام الأردني والمتحدث باسم الحكومة، علي العايد، وقف كافة الرحلات مع بريطانيا، في إطار الإجراءات الاحترازية.
ويسري قرار وقف الرحلات بين بريطانيا والأردن، اعتبارا من اليوم وحتى الثالث من يناير المقبل، بينما تثيرُ السلالة الجديدة مخاوف بشأن تفاقم الوباء.
في غضون ذلك، قررت السعودية تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية للمسافرين إلا في الحالات الاستثنائية مؤقتا لمدة أسبوع، قابلة للتمديد أسبوعا آخر.
وتستعد سلطنة عمان لإغلاق حدودها البرية والجوية والبحرية، اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح الثلاثاء ولمدة أسبوع، من أجل مواجهة النسخة المتحورة من الفيروس.
وفي السياق نفسه، حظر المغرب كافة الرحلات مع بريطانيا، بسبب ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
وتزايد القلق العالمي بعدما شددت الحكومة البريطانية، إجراءات الوقائية، ففرضت حجرا هو الأكثر صرامة منذ مارس الماضي، وقال رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إنه عندما يغير الفيروس طريقة هجومه، فإن المطلوب من السلطات أيضا أن تحدث تغييرا في طريقة الدفاع.
وفي جنوب إفريقيا أيضا، تم رصد نسخة مماثلة من السلالة البريطانية، وتم العثور عليها لدى 90 في المئة من العينات التي خضعت لتحليل المتواليات الجينية، منذ منتصف نوفمبر الماضي.
ويشعر العلماء بقلق إزاء الطفرة، لكنهم يقولون إنها لم تكن أمرا مفاجئا، بل متوقعا، لاسيما أن الباحثين رصدوا الآلاف من التغييرات المجهرية في الفيروس وهو يجوب العالم بأكمله.
هل تتأثر اللقاحات؟
ما يشغل العالم في الوقت الحالي هو احتمال أن تؤثر هذه السلالة على نجاعة اللقاحات التي ترقبتها البشرية طيلة العام الجاري، أملا في العودة إلى الحياة الطبيعية.
وتقول الباحثة بلوم، في تصريح يبدو داعيا للطمأنينة، إنه لا داعي للقلق من احتمال تسبب طفرة كارثية واحدة في نسف كافة الأجسام المضادة وما يقوم به الجهاز المناعي لدى الإنسان.
وأضافت أن الأمر ربما يستغرق سنوات طويلة حتى يحصل، أي أن تتراكم طفرات كثيرة، لأن المسألة ليست شبيهة بالضغط على زر."
وكانت أوراق علمية سابقة كشفت أن فيروس كورونا يستطيع أن يتغير من أجل تفادي التعرف عليه من قبل جسم مضاد أو حتى جسم مضاد أو مواد أخرى، لكن ممن حسن الحظ، أن الجسم يؤدي دوره بشكل ذكي في هذه الحالة.
ويحتاج الفيروس إلى سلسلة كبيرة من الطفرات حتى يستعصي على رصد الجهاز المناعي لدى الإنسان، وهدف كل طفرة من الطفرات هو خداع الدفاع الذي يقوم به الجسم والتغلب عليه.
وتشرح الباحثة بلوم أنه حتى فيروس الإنفلونزا يحتاج إلى ما بين 5 و7 سنوات لأجل مراكمة ما يكفي من الطفرات حتى يصبح الجهاز المناعي عاجزا عن رصده.
في غضون ذلك، يراهن العلماء على تلقيح ما يقارب من 60 في المئة من سكان العالم خلال العام المقبل، وهو أمرٌ لا يخلو من التحديات، فضلا عن خفض عدد الإصابات الجديدة قدر الإمكان.