أمن وقضاء

البقاع: إجراءات أمنية لتطويق التوتّرات وضبط الحدود مع سوريا

تم النشر في 26 كانون الأول 2020 | 00:00

قلّصت تدابير مشددة يتخذها الجيش اللبناني في المنطقة الشرقية الحدودية مع سوريا، حجم ‏التهريب إلى الداخل السوري، بالتزامن مع ملاحقات في قرى وبلدات البقاع الشمالي لمطلوبين ‏تورطوا في الآونة الأخيرة بإطلاق النار وترهيب المواطنين‎.‎

ونفذ الجيش اللبناني أخيراً سلسلة ملاحقات في حي الشراونة في بعلبك، في تطور أمني مستجد لم ‏تشهده المنطقة بهذا الحجم الكبير منذ عام ٢٠١٨، كما نفذ عدداً من المداهمات في بلدة بريتال في ‏شرق بعلبك التي يلوذ إليها مطلوبون، وصادر أسلحة حربية خفيفة ومتوسطة وذخائر، وأوقف ‏مطلوبين ومشبوهين بموازاة ضغوطات على السكان لتسليم المطلوبين‎.‎

وينظر سكان المنطقة بارتياح إلى هذه الحملة الأمنية التي تتصاعد منذ أكثر من عشرة أيام، وقال ‏عضو كتلة «المستقبل» النائب بكر الحجيري، إن العلاقة التي أوصلت إلى العنف، التي حصلت ‏فيها مناوشات في الفترة الأخيرة، «تراجعت لأن جميع الأطراف لا مصلحة لها بالتصعيد».‏

‏ وقال إن الحالة المزرية التي وصلت، إضافة إلى إجراءات القوى الأمنية، «دفعت إلى تكريس ‏قناعة لدى الناس أن الأسلوب المتبع فيه قهر للناس، وقد يوصل بهم إلى الفوضى»، لافتاً في ‏تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «كلنا أبناء منطقة واحدة، عشائر وعائلات، ولكل دوره، ‏والناس اقتنعت من نفسها بأن ما يحصل يجب الإقلاع عنه». وأشار الحجيري إلى أن «هناك ‏دوراً للقوى الأمنية، وهذا الدور من المفروض أن يتوافق مع وضع سياسي بتشكيل حكومة كي ‏تحدث نقلة نوعية على صعيد الإنماء، وعندها تقتنع الناس لوحدها بتهدئة النفوس‎».‎

وشهدت المنطقة، في الأسابيع الأخيرة، تصعيداً واشتباكات بين أفراد من عائلات وعشائر، أدت ‏إلى توتير الوضع الأمني بشكل كبير، قبل أن يفعل الجيش اللبناني والقوى الأمنية إجراءاتهما ‏الأمنية لملاحقة المطلوبين والمخلين‎.‎

وأكد المفتي الشيخ بكر الرفاعي، أن أبناء المدينة والجوار «تلمسوا في الفترة الأخيرة تحسناً ‏ملحوظاً في الوضع الأمني أدى إلى بعض الانفراجات»، لافتاً في تصريحات لـ«الشرق ‏الأوسط»، إلى أن «الدولة بدأت، وبشكل تدريجي، تقوم ببعض العمليات الأمنية المتنقلة في مدينة ‏بعلبك والبلدات المحيطة لها»، داعياً إلى «أن نشد على أيدي الدولة بهذا الموضوع‎».‎

وأكد أن «ما نريده هو أن تتحسن الأمور، إذ لا نريد البقاع منطقة متوترة، بل نريد بعض ‏العمليات الأمنية التي تستهدف بعض المطلوبين الخطرين، إضافة إلى التركيز على المخدرات ‏المنتشرة في صفوف الشباب والبنات». وقال: «إننا نشعر بجدية، وهذه الأشياء تصب في ‏مصلحة المنطقة»، آملاً أن يكون في الفترة المقبلة «توجه لحل مشكلة البناء» التي اندلع أحد ‏التوترات في الشهر الماضي على خلفية قيام البعض بتشييد أبنية من دون الحصول على ‏تراخيص رسمية. وقال المفتي الحجيري، «عندما تتقدم الدولة نلاقيها بمنتصف الطريق، وعندما ‏تتأخر واجبنا الطبيعي أن نرفع الصوت عالياً لنقول إننا نعيش حالة تفلت أمني‎».‎

وتتزامن الحملات الأمنية في المدن والبلدات، مع إجراءات أمنية على الحدود لتقويض عمليات ‏التهريب إلى الداخل السوري. ومنذ مطلع الشهر الحالي، أطلق الجيش اللبناني خطة جديدة قضت ‏باتخاذ إجراءات جديدة بإقفال ما تبقى من معابر غير شرعية لوقف استنزاف المواد الأساسية ‏المدعومة من مصرف لبنان المركزي. وقد عملت القوى الأمنية والعسكرية على إيلاء موضوع ‏التهريب وضبط الحدود اهتمامها استثنائي ليكون الإشارة الجدية لمكافحة التهريب، كما هو ‏مطلوب محلياً ودولياً‎.‎

ونفذ الجيش اللبناني سلسلة مداهمات حدودية أدت إلى توقيف ثلاث سيارات على معبر إبش في ‏جرود الهرمل، تلتها عملية توقيف مطلوبين اثنين وستة من أفراد عصابة الخطف وسرقة ‏السيارات وتحويل الأموال. وأفرز الجيش اللبناني فرقة من القوة الضاربة من مغاوير الجيش ‏اللبناني تتولى التدخل عند الضرورة‎.‎

ويؤكد مصدر من فعاليات المنطقة على تنسيق مع الأجهزة الأمنية بأن لا حل لإعادة الهدوء إلى ‏محافظة بعلبك - الهرمل إلا بضبط الحدود اللبنانية السورية في البقاع الشمالي، والتعاطي بجدية ‏لمنع تهريب الأشخاص من سوريا إلى لبنان، وتهريب المشتقات النفطية والطحين وبعض المواد ‏الغذائية المدعومة إلى سوريا باتجاه حمص‎.‎

يُذكر أن التشدد بضبط الحدود اللبنانية السورية يوازيه تشدد أيضاً من الجهة السورية منذ ‏منتصف الشهر الحالي، بعد الاشتباك الذي وقع بين قوة بين عناصر من حرس الحدود السورية ‏الهجانة ومهربين لبنانيين أدى إلى مقتل ضابط سوري وإصابة ثلاثة جنود من عناصر الحدود ‏على خلفية إزالة أحد جسور التهريب‎.‎

هذا وأفيد بأن أبناء العشائر الذين كانوا ينشطون على خط التهريب أبلغوا أقرباءهم بعدم التوجه ‏إلى الحدود، والاصطدام مع الجيش السوري وعناصر حرس الحدود‎.‎




الشرق الأوسط