بعد ساعات من تصريحات متفائلة بشأن مشاعر النجم المصري محمد صلاح ومستقبله داخل أسوار "أنفيلد"، عاد مدرب ليفربول ليدلي بتصريحات أخرى يمكن وصفها بالعكسية، حرص خلالها على التأكيد أنه "لا يمكنه إجبار أي لاعب على البقاء إذا أراد الرحيل".
ولم يستبعد صلاح الانتقال إلى برشلونة أو ريال مدريد مستقبلا خلال حوار نادر أجراه مع صحيفة "آس" الإسبانية قبل أيام، معربا عن خيبة أمله لعدم اختياره قائدا خلال مباراة ليفربول الأخيرة في دوري أبطال أوروبا، أمام ميدتيلاند الدنماركي.
والخميس اعتبر كلوب أن صلاح في حالة مزاجية جيدة، ويشعر بالسعادة في ليفربول، نافيا تقارير لوسائل إعلام عن رغبة النجم المصري في الرحيل عن النادي.
وتابع المدير الفني الألماني: "نحن لا نتحدث أبدا عن عقود اللاعبين. صلاح في حالة مزاجية جيدة ويستمتع بوقته. هذا هو الشيء الأكثر أهمية.
لكن كلوب عاد، بعد 48 ساعة، وأدلى بتصريحات "من نوع آخر"، نقلتها صحيفة "الغارديان"، السبت، قال خلالها إن "السبب الوحيد للرحيل عن ليفربول في الوقت الحالي هو الطقس (البارد)".
أضاف "هل من سبب آخر يمكن أن يكون هناك؟ نحن أحد أكبر الأندية في العالم. ندفع أموالًا جيدة، ربما لا ندفع أكثر (من كل الآخرين) ولكننا ندفع جيدًا، لدينا ملعب جميل مع مشجعين مميزين، لدينا قاعدة جماهيرية في جميع أنحاء العالم".
ولكن كلوب تابع في تصريحات ذات دلالة: "لا يمكنك إجبار الناس على البقاء (..) الأمر كله يتعلق بالتوقيت واللحظة المناسبة. نجري تغييرات ونجلب اللاعبين، وإذا أراد أحد اللاعبين الرحيل، فلا يمكننا، على الأرجح أن نمنعه، كل ما في الأمر أنني لا أفهم لماذا يريد شخص ما الذهاب".
وأوضح كلوب أن تدريب لاعبين من عينة شخصية ومستوى صلاح يمكن أن يمثل "تحديا"، لكنه اعترف، مع ذلك، بأنه أخطأ عندما اختار ترينت ألكسندر-أرنولد قائدا لليفربول أما ميدتيلاند، بدلا من صلاح.
وقال كلوب: "كنت قائدًا لفترة طويلة في مسيرتي وكنت أفكر دائمًا: يا لها من وظيفة (..) لأنه لا يوجد الكثير من الفوائد وهناك الكثير من العمل.. لم أشعر بأهمية أن أكون قائدًا (..) ولم أكن أدرك مدى أهمية ذلك بالنسبة للاعبين".
وتابع: "القاعدة أن لدينا ترتيبا لقيادة الفريق: جوردان هندرسون، ثم جيمس ميلنر، ثم فيرجيل فان ديك وجيني فينالدوم. هؤلاء هم، إلى حد كبير، القادة الأربعة.. إذا لم يتمكنوا جميعا من المشاركة، فعادة يكون القائد اللاعب الأقدم في النادي. وهذا ما رأيته في ترينت".
ولفت كلوب الى أنه "بعد ذلك تحدثت إلى مو صلاح بشأن ما حدث. ثم أدركت أن الأمر لم ينجح (في إقناعه) بشكل جيد (..) لقد أجرى تلك المقابلة (مع آس).. هذه ليست مشكلة بالنسبة لي. من الواضح أنه أصيب بخيبة أمل. لم أفعل ذلك عن قصد، وإذا ارتكبت خطأ، فأنا (على سبيل المثال) لم اختر ديفوك أوريغي (البديل غالبا) قائدا في ذلك اليوم".
يشار إلى أن هذه الأزمة تعد الأكبر بين كلوب وصلاح منذ قدوم الأخير إلى "أنفيلد" في صيف 2017، وبعدها لم تتوقف التعليقات والتقارير بشأن "عدم رضا صلاح"، واحتمال رحيله إلى الدوري الإسباني.