أخبار لبنان

بعد تعرضه للقرصنة.. عملاء يسحبون ودائعهم من "القرض الحسن" ‏

تم النشر في 31 كانون الأول 2020 | 00:00

سارع عدد من العملاء إلى سحب أموالهم وغلق حساباتهم من شبكة مؤسسة "القرض الحسن" ‏التابعة لـ"حزب الله" في لبنان، على خلفية تداعيات القرصنة التي تعرّضت لها الشبكة‎.‎

ولم تنجح المؤسسة المالية حتى يوم أمس في استعادة موقعها المقرصن، علماً أن القراصنة هددوا ‏بكشف مزيد من المعلومات عن المودعين والعملاء، ولجأ المودعون إلى سحب أموالهم والتوقف ‏عن الدفع، خوفا من أن تطالهم العقوبات الأميركية المفروضةُ سابقاً على "القرض الحسن" ‏ومؤسسات أخرى تابعة لـحزب الله‎.‎

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط" إن المقرصنين لجأوا إلى التواصل مع المودعين عبر ‏رسائل نصية أو إلكترونية، ودعوهم إلى سحب ودائعهم‎.‎

وقال بعض من تم التواصل معهم بالبريد الإلكتروني، إن بريدهم لم يكن ضمن المعلومات التي ‏قدموها للمؤسسة، وهذا الأمر أدى إلى حملة مضادة من قبل "حزب الله" والموالين له ولا سيما ‏على وسائل التواصل الاجتماعي، معلنين دعمهم للمؤسسة، ومعتبرين أن ما حصل هو في سياق ‏الحملات التي تشنّ على الحزب، إضافة إلى إصدار المؤسسة بياناً جديداً ثانياً أمس تؤكد فيه أن ‏ما حصل لن يؤثر عليها‎.‎

وتعتبر الخبيرة الاقتصادية فيوليت بلعة، أن الاختراق لا شكّ كشف المؤسسة وسيكون له تأثير ‏على ثقة المودعين بها‎.‎

وقالت "مع هذه القرصنة لم يعد هناك ما يمكن اعتباره (سرية مصرفية) بغض النظر عن عدم ‏شرعية المؤسسة كمؤسسة مصرفية، وهي التي أنشئت برخصة جمعية، وبالتالي هذا الاختراق ‏سيهز الثقة بها وبمستقبلها وبسريتها ومدى ضمانتها للقروض التي تمنحها لا سيما أنها مدرجة ‏على لائحة العقوبات الأميركية وإن كان جمهورها من فئة معينة وتحديداً الشيعة والمناصرين ‏للحزب الذين يتعاملون معها عاطفياً، لكن ما حصل سيترك تداعياته، ولا شكّ أنه سيسجل ‏إحجاماً عن التعامل معها كما كان يحصل في السابق، فيما سيتغير نمط عملها عبر البحث عن ‏صيغ أخرى لتكمل نشاطها‎".‎

وتشير بلعة الى أن "القول بأن الحسابات والأسماء التي أعلن عنها عبر القرصنة غير دقيقة، لن ‏يؤثر في جوهر ما حصل بعدما باتت هذه المؤسسة أكثر فأكثر تحت الضوء وهي أساساً مدرجة ‏على (لوائح) العقوبات، وستصبح بالتالي ملاحقة أكثر مادياً ومعنوياً‎".‎

وتذكّر كذلك بأن مؤسسة "القرض الحسن" التي تملك عشرات الفروع في لبنان وتعمل كمؤسسة ‏مصرفية، هي أصلاً مؤسسة غير قانونية وغير مرخصة من قبل مصرف لبنان وتقوم بعملها ‏من خارج النظام المصرفي اللبناني أي خارج رقابة مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف ‏و"ربما هذا ما سهّل اختراقها بحيث إنها ليست محصنة بالقدر الكافي لحماية أنظمتها"‏‎.‎

ويعد آخر نشاط لافت لـ"القرض الحسن" كان قبل أسابيع بوضعها آلات صرافة لسحب الأموال ‏وتحديداً بالدولار الأميركي في الضاحية الجنوبية لبيروت بشكل علني، وهو ما لاقى ردود فعل ‏رافضة في لبنان وكان آخرها ما عبّر عنه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، قبل ‏يومين، بحديثه عن استفادة "حزب الله" من الفراغ في لبنان وعرقلته تشكيل الحكومة‎.‎

وقال: "القوة المركزية في لبنان، يعني إيران متمثّلة بحزب الله، تنتظر تسلم الرئيس الأميركي ‏المنتخب جو بايدن لتفاوض طهران معه على الملف اللبناني، والصواريخ، والعراق، وسوريا، ‏واليمن، وفي الأثناء، هم مرتاحون في وقتهم. نرى كيف يستفيدون من الفراغ في لبنان، ومن ‏يركّب أجهزة‎ ATM ‎في مناطقه تمكّن من سحب مبلغ يصل إلى حد الـ5000 دولار أميركي نقداً ‏بينما المواطن اللبناني العادي يذهب إلى المصارف ويُذلّ ولا يستطيع سحب إلا كمية قليلة جداً ‏بالعملة اللبنانية وبعد الواسطة، أما هم فنراهم مرتاحين وينتظرون التفاوض‎".‎

وخلال الأزمة المالية التي بدأت في لبنان قبل أشهر، سُجّلت "مواجهة" بين "القرض الحسن" ‏والمقترضين لديه، حيث كان يطالب الحاصلون على قروض بتسديدها بالعملة الخضراء ‏‏(الدولار) أو وفق سعر الصرف في السوق السوداء (أكثر من 8000 ليرة للدولار الواحد) وليس ‏السعر الرسمي (1500 ليرة للدولار). ‏




العربية.نت