أخبار لبنان

جعجع لنصرالله: لم يسبق أن انتُهِكَتْ سيادة لبنان كما هي مُنْتَهَكة اليوم

تم النشر في 5 كانون الثاني 2021 | 00:00

لفت رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع إلى أننا "قد آثرنا في هذه المرحلة بالذات التي ‏يمرّ فيها لبنان بأسوأ أيامه متحملاً الفقر و"التعتير" والعوز والمصائب والكوارث والمآسي التي ‏أفظعها كان انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي الذي دمّر نصف العاصمة، آثرنا عدم ‏الدخول في أي سجالات بغية ان تنصب الجهود على إخراج الوطن والمواطن من الوضع ‏المـأسوي الذي انزلق إليه لبنان، ولكن أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله تخطى في كلمته ‏الأخيرة كل الحدود والسقوف، معتبراً وكأن اللبنانيين من دون ذاكرة ولا تاريخ ولا حضور ولا ‏دور، لذلك، كان لا بدّ من التطرّق ولو عرضاً إلى بعض النقاط التي وردت في حديثه"‏‎.‎

وقال جعجع خلال لقاء عقد في المقر العام للحزب: "سأل السيد نصرالله اللبنانيين من وقف إلى ‏جانبهم ودافع عنهم؟ فهو بسؤاله هذا عدا عن أنّه يمنّنهم كما يفعل دائماً بأشياء قليلة فعلها وأشياء ‏كثيرة لم يفعلها، وأساء بأفعاله إلى لبنان ودوره، فإنّنا نسأله بدورنا أين كان السيد نصرالله في ‏حصار المئة يوم للأشرفية التي تقع على تخوم الضاحية حيث تعرضت للقصف السوري الشديد ‏والمتواصل لمئة يوم في العام 1978؟ وأين كان السيد حسن عندما كانت تُقصف زحلة وقنات ‏وعين الرمانة؟ وأين كان السيد حسن عندما حاصر الجيش السوري طرابلس وأمطرها بوابل من ‏الصواريخ والمدفعية والدبابات، وارتكب بحقها أشنع المجازر والفظائع؟ والجواب بكل بساطة أنّ ‏السيد حسن كان إلى جانب من يقصف الشعب اللبناني، ومتحالفاً مع من كان يدمّر المدن والقرى ‏اللبنانية، إلا في حال يعتبر أنّ هذه المناطق غير لبنانية، وهو غير معني سوى بتلك التي يعتبرها ‏مناطقه‎".‎

وأشار جعجع إلى أن "السيد حسن قال إنّ مقاومته تحمي لبنان وتحافظ على حقوقه. فبالله عليك ‏يا سيد حسن فنحن لا نريد منك أن تحافظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه. جلّ ما نريده منك هو ‏عدم التعدّي على لبنان واللبنانيين، إذ لم يسبق أن انتُهِكَتْ سيادة لبنان كما هي مُنْتَهَكة اليوم، ولم ‏يسبق أن ذُلَّ الشعب اللبناني كما هو مذلول اليوم، ولم يسبق أن شهد البلد انهيارًا كما هي الحال ‏اليوم، ولم يسبق أن خسر لبنان صداقاته العربيّة والغربيّة كما هو حاصل اليوم، ولم يسبق أن ‏تحول جواز سفر اللبناني إلى مهزلة على غرار ما هو عليه اليوم، وذلك كلّه بسبب مقاومتك"‏‎.‎

وتابع: "قال السيد حسن: "اليوم إذا كان لبنان قوي وإن كان أحد يسأل عنه ويشعر بوجوده في ‏الكرة الأرضية، فذلك بفضل المقاومة ونقطة على السطر"، أرأيت يا سيد حسن بأنّك خارج ‏الواقع تماماً، لأنّ لبنان اليوم في أتعس أيامه وأضعف أوضاعه على مر تاريخه. من جهة ثانية، ‏يظهر أنك نسيت تاريخ لبنان الضاربة جذوره في الأعماق، فأنت لم تقرأ بالتأكيد عن فينيقيا ‏وقرطاجة التي نقلت الحضارة إلى البرابرة، والارز المذكور في الكتاب المقدّس أكثر من 72 ‏مرّة، وبعلبك التي حملت مجد روما وبيزنطيا. فليرسل لك أهالي بعلبك الفسيفساء التي وجدوها ‏مؤخراً لعلّك تستذكر قليلاً تاريخ لبنان، وتتأكد من وجوده الراسخ في التاريخ قبل "حزب الله"، ‏وطبعاً المستمر بعده". ‏

واستطرد جعجع: "هل تذكر جبيل مدينة الحرف، هل تعلم أنّها التي صدّرت الأبجديّة إلى العالم؟ ‏أولم تسمع بيوحنا مارون ذلك القائد الذي رفض الخضوع وصار رمزا للكيانيّة اللبنانيّة وبعده ‏سلالة من البطاركة. أتعرف أنّ كتاب النبي لجبران خليل جبران هو ثاني كتاب مطبوع ومترجم ‏وموزّع في العالم بعد الكتاب المقدّس؟ جبران الذي ترجمت مؤلفاته الى عشرات اللغات وتعرّف ‏العالم على لبنان من خلاله. هل سمعت بابن بطرّام شارل مالك الذي ساهم في صياغة الشرعة ‏العالمية لحقوق الإنسان، وتحديدًا المادّة 18 منها التي تصون حريّة الدين والضمير والمعتقد، ‏فالبشريّة تعرف لبنان منذ قدم الزمان بفعل كل هؤلاء وليس بفعل صواريخك‎".‎

وختم جعجع متوجهاً لنصرالله: "أتذكر عندما أتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته ‏الثانية للبنان في العام 2020، لم يزر هذه الصواريخ الايرانية بل زار منزل الفنانة فيروز. لا يا ‏سيد حسن، لقد ارتكبت ليس مجرد خطأ بل خطيئة بحق لبنان وشعبه وتاريخه، وإذا كان العالم ‏يتداول باسم لبنان اليوم، فهو يتداول به إما كدولة فاشلة، أو كبؤرة توتر دائمة وبيئة حاضنة ‏للإرهاب، فيما كان يتداوله سابقاً كسويسرا الشرق"‏‎.‎