منوعات

العلا.. وجهة السياحة "العالمية" تكتب التاريخ السياسي

تم النشر في 5 كانون الثاني 2021 | 00:00

اكتسبت العلا مكانة تاريخية خاصة بفضل موقعها الجغرافي المميز واعتبارها جسرا حضاريا ‏بين الشرق والغرب، كما استعادت بريقها مؤخرا عندما أصبحت واجهة للسياحة العالمية في ‏السعودية، بفضل مناظرها الخلابة وأنشطتها السياحية وطقسها المعتدل.‏

لكن المدينة التي تقع شمال غربي السعودية دخلت التاريخ من باب آخر، الثلاثاء، حيث تستضيف ‏قمة خليجية تاريخية، لتجد لنفسها مكانا في الأجندة السياسية للمنطقة.‏

وانتعشت العلا مؤخرا لتبهر زوارها بما تمتلك المنطقة من قيمة تاريخية، فما أن تبدي لك المدينة ‏معالمها الثرية بالتاريخ إلا وتكتشف بين كثبانها وجلاميدها روائع طبيعية فريدة في شكلها ‏وتنوعها، قلما تشاهدها في المواقع السياحية العالمية.‏

ولما كانت العلا في سالف العصر جسرا حضاريا بين الشرق والغرب بوصفها إحدى محطات ‏طريق البخور، وملتقى للحوار الثقافي والحضاري، سعت الهيئة الملكية للعلا لتجسيد قيم التنوع ‏بإبرازها اليوم من خلال المهرجان العالمي (شتاء طنطورة) الذي يسلط الضوء على الفنون ‏والثقافة والتاريخ والتراث في محافظة العلا.‏

وعلى امتداد مساحة العلا، اكتسبت المنطقة تميزا نوعيا في انتشار الآثار والمواقع التاريخية ‏والبساتين والقرى الأثرية، وتوزعت وفق مخطط هندسي طبيعي أذهل من يزورها برغم حداثة ‏برنامج العمل السياحي الذي تقوده الهيئة الملكية للعلا.‏

المعترك السياسي

وتتشح العلا هذه المرة بثوب مختلف، هو الثوب السياسي، حيث ستستضيف أعمال الدورة رقم ‏‏41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الثلاثاء، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد ‏العزيز آل سعود، بمشاركة قادة الدول الأعضاء، حيث تتولي البحرين رئاسة الدورة الحالية.‏

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، الاثنين، أن قمة العلا "قمة تاريخية ‏بامتياز ستعيد بأجوائها اللحمة الخليجية".‏

وقال عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "نحن أمام قمة تاريخية بامتياز في العلا نعيد من خلالها ‏اللحمة الخليجية، ونحرص عبرها أن يكون أمن واستقرار وازدهار دولنا وشعوبنا الأولوية ‏الأولى، أمامنا المزيد من العمل ونحن في الاتجاه الصحيح.‏

جاء ذلك في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح، فتح الأجواء والحدود ‏بين السعودية وقطر، اعتبارا من مساء الثلاثاء.‏

وأضاف أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أجرى اتصالين بولي العهد السعودي ‏وأمير قطر، مؤكدا الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين البلدين.‏




مرايا العلا

ومنذ 1981، العام الذي انعقدت فيه القمة الخليجية الأولى، جرت العادة على انعقاد قمم مجلس ‏التعاون لدول الخليج العربية في عواصم الدول الخليجية الست، إلا أنه في دورتها المزمع عقدها ‏الأسبوع المقبل ستكون ذات رمزية لانعقادها في مدينة العلا، لتصبح عاصمة الممالك القديمة ‏نافذة سياسية حديثة.‏

وثمّن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة ‏العلا، انعقاد القمة الخليجية في العلا، قائلا إنها "ملتقى الحضارات والشعوب والثقافات".‏

ومن المقرّر عقد القمة في قاعة "مرايا"، التي تعد أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم، حيث ‏يعكس طبيعة المكان في وادي عشار.‏

وفور الإعلان عن استضافتها القمة الخليجية، بدأت الأنظار تتجه إلى هذه المحافظة ليعود إليها ‏الوهج التاريخي، الذي تميزت به منذ العصور الحجرية وعصور ما قبل التاريخ مرورا بعصور ‏الممالك العربية قبل الإسلام حتى العصر الإسلامي، فالعصر الحديث.‏

وكانت العلا محل التقاء حضارات واديي النيل والرافدين والساحل الشرقي للبحر المتوسط من ‏جهة، وحضارات شبه جزيرة العرب وجنوب شرق أفريقيا وشرق آسيا من جهة أخرى.‏



سكاي نيوز عربية ‏