اكتسبت العلا مكانة تاريخية خاصة بفضل موقعها الجغرافي المميز واعتبارها جسرا حضاريا بين الشرق والغرب، كما استعادت بريقها مؤخرا عندما أصبحت واجهة للسياحة العالمية في السعودية، بفضل مناظرها الخلابة وأنشطتها السياحية وطقسها المعتدل.
لكن المدينة التي تقع شمال غربي السعودية دخلت التاريخ من باب آخر، الثلاثاء، حيث تستضيف قمة خليجية تاريخية، لتجد لنفسها مكانا في الأجندة السياسية للمنطقة.
وانتعشت العلا مؤخرا لتبهر زوارها بما تمتلك المنطقة من قيمة تاريخية، فما أن تبدي لك المدينة معالمها الثرية بالتاريخ إلا وتكتشف بين كثبانها وجلاميدها روائع طبيعية فريدة في شكلها وتنوعها، قلما تشاهدها في المواقع السياحية العالمية.
ولما كانت العلا في سالف العصر جسرا حضاريا بين الشرق والغرب بوصفها إحدى محطات طريق البخور، وملتقى للحوار الثقافي والحضاري، سعت الهيئة الملكية للعلا لتجسيد قيم التنوع بإبرازها اليوم من خلال المهرجان العالمي (شتاء طنطورة) الذي يسلط الضوء على الفنون والثقافة والتاريخ والتراث في محافظة العلا.
وعلى امتداد مساحة العلا، اكتسبت المنطقة تميزا نوعيا في انتشار الآثار والمواقع التاريخية والبساتين والقرى الأثرية، وتوزعت وفق مخطط هندسي طبيعي أذهل من يزورها برغم حداثة برنامج العمل السياحي الذي تقوده الهيئة الملكية للعلا.
المعترك السياسي
وتتشح العلا هذه المرة بثوب مختلف، هو الثوب السياسي، حيث ستستضيف أعمال الدورة رقم 41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الثلاثاء، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بمشاركة قادة الدول الأعضاء، حيث تتولي البحرين رئاسة الدورة الحالية.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، الاثنين، أن قمة العلا "قمة تاريخية بامتياز ستعيد بأجوائها اللحمة الخليجية".
وقال عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "نحن أمام قمة تاريخية بامتياز في العلا نعيد من خلالها اللحمة الخليجية، ونحرص عبرها أن يكون أمن واستقرار وازدهار دولنا وشعوبنا الأولوية الأولى، أمامنا المزيد من العمل ونحن في الاتجاه الصحيح.
جاء ذلك في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح، فتح الأجواء والحدود بين السعودية وقطر، اعتبارا من مساء الثلاثاء.
وأضاف أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أجرى اتصالين بولي العهد السعودي وأمير قطر، مؤكدا الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين البلدين.
مرايا العلا
ومنذ 1981، العام الذي انعقدت فيه القمة الخليجية الأولى، جرت العادة على انعقاد قمم مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عواصم الدول الخليجية الست، إلا أنه في دورتها المزمع عقدها الأسبوع المقبل ستكون ذات رمزية لانعقادها في مدينة العلا، لتصبح عاصمة الممالك القديمة نافذة سياسية حديثة.
وثمّن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، انعقاد القمة الخليجية في العلا، قائلا إنها "ملتقى الحضارات والشعوب والثقافات".
ومن المقرّر عقد القمة في قاعة "مرايا"، التي تعد أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم، حيث يعكس طبيعة المكان في وادي عشار.
وفور الإعلان عن استضافتها القمة الخليجية، بدأت الأنظار تتجه إلى هذه المحافظة ليعود إليها الوهج التاريخي، الذي تميزت به منذ العصور الحجرية وعصور ما قبل التاريخ مرورا بعصور الممالك العربية قبل الإسلام حتى العصر الإسلامي، فالعصر الحديث.
وكانت العلا محل التقاء حضارات واديي النيل والرافدين والساحل الشرقي للبحر المتوسط من جهة، وحضارات شبه جزيرة العرب وجنوب شرق أفريقيا وشرق آسيا من جهة أخرى.
سكاي نيوز عربية