في آخر الفضائح التي تتجاوز الحدود، ضبطت أجهزة الأمن المصرية شحنة "لبنانية المنشأ"، تحتوي على أكثر من 8 أطنان من مخدّر الحشيش، وأكثر من 8 ملايين قرص كبتاغون ماركة "ليكزس"، في حاوية شحن بميناء بور سعيد، حيث كانت ستعبر منها كنقطة "ترانزيت" نحو مرفأ الخُمس في ليبيا يُرجّح أمنيّون أنه قد تمّ تصنيعها في سوريا!
في السابق، كان يفصلنا كلبنانيين عن "فضائح الكبتاغون" جملة ظروف مفتوحة على صراعات لا تخصّنا كأفراد، أكثر من نصفهم باتوا فقراء يصارعون معركتهم الخاصة من أجل البقاء على قيد الحياة. أمّا اليوم، فاختلف الوضع، وصارت شحنات المخدّرات تجول البلدان في كراتين كُتب عليها "صنع في لبنان"!
تفاصيل العملية
في التفاصيل، تمكّنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في مصر من ضبط حاوية رقمها TCLU4252647 قادمة من مرفأ بيروت على متن سفينة FORT STE MARINE ترفع علم مالطا، وتابعة لشركة الملاحة CMA CGM وكانت في طريقها إلى ميناء الخُمس في ليبيا، عبر ميناء غرب بور سعيد بنظام "الترانزيت". كما أنّ الحاوية تلك قد تمّت تعبئتها في 19 كانون الأول 2020 في مستودع الشركة المُصدّرة في لبنان، وقد أرسلت إلى المرفأ، و"قطعت" على التفتيش اللبناني في جمارك بيروت من دون أي مشاكل، وخرجت بسلام نهار السبت في 2 كانون الثاني، لتصل وتتمّ مصادرتها في مرفأ بور سعيد نهار الأحد!
وأوضح مسؤول أمني لـ"نداء الوطن" أن كمّية المخدرات التي ضبطت كانت مخبّأة في شحنة أكياس بلاستيكية، منها ما كان مخبّأ بشكل جيد، ومنها ما كان في الجهة الداخلية للحاوية ووضع بلا تخبئة. والملفت كذلك أن "شحنات البلاستيك لا تزن كثيراً، وهو أمر لا يخفى على أحد، وبمجهود الأمن المصري، تمّ اكتشاف كمية مخدّرات بلغت نحو 41,107 "لفّات" من نبتة الحشيش وهي من النوعية اللبنانية، وتزن 8.225 اطنان، وكذلك 8076 كيساً من عقار الكبتاغون المخدّر، بداخل كل كيس 1000 قرص، وعليه ماركة كحلية اللون والمعروفة باسم "ليكزس"، وذلك بإجمالي 8 ملايين و76 ألف قرص. وقدّرت وزارة الداخلية المصرية القيمة المالية للمخدّرات المصادرة بنحو 611 مليوناً و520 ألف جنيه مصري، أي ما يقارب 39 مليون دولار أميركي. ومن المرجّح أن يكون قد تمّ صنعها في سوريا وتهريبها عبر المسالك غير الشرعية برّاً نحو مستودع شركة البلاستيك، والتي عبّأت بدورها المواد المخدرة في كراتين تابعة لها، وعليها إشارة "صنع في لبنان"، وبعدها خرجت من المرفأ بطريقة غير شرعية، من رشوة أو ما شابه نحو ليبيا عبر بور سعيد".
مصدر آخر أوضح لـ"نداء الوطن" أنّ هذا النوع من أكياس الكبتاغون بإشارة "ليكزس" يتمّ تصنيعه في بلدة العقربية على الحدود السورية ـ اللبنانية، ويشرف عليه لاعب سوري في كمال الأجسام ع. ق. وشخص يدعى س. أيوب ومخبرية طبّية تقوم بتحضير المواد اللازمة وتدعى "إ. العباس" وبحماية شخص تابع لأحد الأحزاب مباشرة من آل زعيتر يساعده النقيب ع.ع. وهو تابع لأمن الفرقة الرابعة".
بالمحصّلة، لا خروج قريباً من شرنقة "مِحور الكبتاغون"، وبما أنّ فرض هيبة الدولة على مرفأ العاصمة مُستبعد حالياً، ومُستبعد أيضاً وقف "تجارة المخدّرات" بالقوة... سيطول أمد "الفضائح" هذه، وسيُرجأ الحلّ إلى "ما شاء الله"، بما يضمره الفشل السياسي لهذه المنظومة السياسية التي لم تقيّد حتى الساعة قدرة الميليشيا على الإنفراد بلبنان. فإلى متى نُحجم عن المواجهة وندرك أنّ لا خلاص لنا من دون استعادة السيادة؟