منوعات

ما أسباب وكيفية الاصابة بكورونا.. "بعد تلقي اللقاح"؟

تم النشر في 9 كانون الثاني 2021 | 00:00

رغم بدء تطعيم الناس بلقاحات كوفيد-19 في عدد من الدول، مثل بريطانيا ‏والولايات المتحدة ودولة الإمارات وغيرها، وإجازة العديد من الدول الأخرى لعدد ‏من اللقاحات، فإن كثيرين يتساءلون ما إذا تحول هذه اللقاحات دون الإصابة ‏بالفيروس أو المرض.‏

ويتساءل البعض أيضا عما إذا كان هذه اللقاحات توفر مناعة دائمة أم مؤقتة، ‏وكذلك حول ما إذا كان الشخص الذي حصل على اللقاح قد ينقل العدوى.‏

ثمة خبر نقلته محطة "كاي جي تي في" التابعة لشبكة "سي إن إن" الإخبارية مفاده ‏أن ممرضة في قسم الطوارئ في سان دييغو حصلت على لقاح كوفيد-19 يوم 18 ‏ديسمبر، وبعد أسبوع، ثبتت إصابتها بفيروس كورونا الجديد.‏

مثل هذه القصص ستصبح أكثر شيوعا حيث يتم إعطاء ملايين الناس حول العالم ‏لقاحات فايزر-بيونتيك وموديرنا ولقاحات أخرى خلال الأشهر المقبلة.‏

خلال التجارب، ثبت أن اللقاحات فعالة بنسبة 95 في المئة، ما يعني أن بعض ‏الأشخاص الذين تم تطعيمهم لا يزالون مصابين، ولكن كيف ولماذا؟

لا تبدأ المناعة على الفور

يستغرق اللقاح وقتا لبناء المناعة في الجسم، وتتطلب أكثر اللقاحات المصرح بها ‏لفيروس كورونا جرعتين، تفصل بينهما عدة أسابيع، لتدريب جهاز المناعة في ‏الجسم.‏

غير أنه يمكن أن يتعرّض الناس لفيروس كورونا قبل التطعيم مباشرة، أو بعد ‏التطعيم مباشرة، حيث لن يكون هناك وقت للجسم لتطوير دفاعاته.‏

وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن بناء المناعة "عادة ما ‏يستغرق بضعة أسابيع"، وهذا يعني أنه من الممكن أن يكون الشخص مصابا ‏بالفيروس المسبب لكوفيد-19 قبل التطعيم مباشرة أو بعده مباشرة، وبالتالي فإنه لا ‏تزال هناك إمكانية الإصابة بالمرض".‏

ورغم أن فاعلية اللقاحات ضد الفيروس تصل إلى 95 في المئة، فإنه يفترض أيضا ‏بعض الوقت للحصول على الفاعلية، إذا قامت شركة موديرنا بقياس فعالية لقاحها ‏ووجدت أنها تبدأ بعد 14 يوما من تلقي الجرعة الثانية، في حين قامت شركة فايزر ‏بقياسها بعد 7 أيام من الجرعة الثانية.‏

‏ قد لا توفر اللقاحات الحماية الكاملة

إضافة إلى ما سبق، فإنه لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100 في المئة، ولا يزال ‏مصنعو لقاحات فيروس كورونا يقيّمون ما إذا كانت اللقاحات تحمي من جميع أنواع ‏العدوى، أو تلك التي تسبب الأعراض فقط.‏

وتقدر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن 40 في المئة من حالات عدوى ‏فيروس كورونا لا تسبب أعراضا، وأن تجارب لقاحي موديرنا وفايزر-بيونتيك ‏نظرت فقط في ما إذا كانت اللقاحات تمنع العدوى العرضية.‏

وقالت موديرنا في كانون الاول إنها قدمت بيانات إلى إدارة الغذاء والدواء ‏الأميركية تظهر أن لقاحها يمنع ثلثي جميع الإصابات، بما في ذلك العدوى التي لا ‏تظهر عليها أعراض.‏

وفي الوقت الحالي، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بألا ‏يفترض الناس أنهم محصنون تماما من العدوى بعد التطعيم.‏

وبشكل عام، وفّر كلا اللقاحين حماية بنسبة 95 في المئة في التجارب السريرية، ‏لذلك قد تستمر إصابة عدد قليل من الأشخاص بالفيروس حتى بعد حقنتين.‏

قد تتضاءل المناعة بمرور الوقت

حتى بعد أخذ اللقاح، فلا أحد يعرف كم من الوقت ستحمي هذه اللقاحات الناس من ‏الإصابة بالعدوى أو بالمرض.‏

وفيروس كورونا الجديد ظهر للوجود منذ حوالي عام فقط، وانتهت المراحل ‏الأخيرة من اختبار اللقاحات قبل بضعة أسابيع فقط، بعد أن كانت الشركات ‏المطورة للقاحات (ومنها فايزر وموديرنا) قد تابعت المتطوعين لمدة شهرين على ‏الأقل بعد جرعاتهم الثانية.‏

ونظريا، يمكن أن تتلاشى الحماية التي توفرها اللقاحات بمرور الوقت، وقد تتطلب ‏بعض اللقاحات جرعة معززة بعد سنوات، فعلى سبيل المثال، يوصي مركز ‏السيطرة على الأمراض البالغين بالحصول على جرعة معززة ضد التيتانوس كل ‏‏10 سنوات، وأثناء تفشي الحصبة أو النكاف، تقول مراكز مكافحة الأمراض ‏والوقاية منها أن بعض الأشخاص "قد يُنصحون" بالحصول على جرعة إضافية من ‏لقاح "إم إم آر" لمزيد من الحماية.‏

‏ هناك أيضا احتمال أن يتحور فيروس كورونا الجديد بطريقة تجعل اللقاحات أقل ‏فعالية، كما هو الحال مع فيروس الإنفلونزا، حيث تتحور سلالات فيروس الإنفلونزا ‏باستمرار وهذا أحد أسباب حاجة الناس إلى لقاحات جديدة ضد الإنفلونزا كل عام.‏

ويأمل الأطباء ألا يتحور فيروس كورونا مثل الإنفلونزا.‏

ومع ذلك، إذا حدث ذلك، فإن التكنولوجيا المستخدمة لصنع لقاحات فيروس كورونا ‏الجديد مصممة للتكيف بسهولة. يجب أن يستغرق تحديث لقاحي موديرنا وفايزر ‏وقتا أقل بكثير مما يستغرقه صنع لقاحات جديدة للإنفلونزا.‏

قد لا يكون الآخرون في مأمن منك

يحذر مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي الناس من ‏أنه لا يمكن لأحد التخلص من أقنعة الوجه والكمامات واتباع إجراء التباعد ‏الاجتماعي لمجرد أنه تم تطعيمهم، هذا لأنه حتى الأشخاص الذين هم محصنون ‏ضد الفيروس قد يتعرضون له وينقلونه للآخرين.‏

وقالت المحللة الطبية في سي إن إن الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ: "من ‏الممكن أن يحصل شخص ما على اللقاح ولكن لا يزال من الممكن أن يكون حاملا ‏إياه دون أعراض.. لذلك إذا كانوا يتحدثون ويتنفسون ويعطسون وما إلى ذلك، فلا ‏يزال بإمكانهم نقله للآخرين".‏