على اثر الارتفاع المخيف في عدد الاصابات بفيروس كورونا في لبنان ، سجل معمل انتاج الأوكسجين الوحيد في الجنوب ويغطي نحو 15% من حاجة السوق ، تهافتاً من قبل المستشفيات والمرضى على السواء على التزود بمادة الأوكسجين الأساسية في تأمين انتظام التنفس للمصابين بالفيروس .. حيث يشهد هذا المعمل في الفترة الأخيرة ضغطاً كبيرا على تعبئة قوارير الأوكسجين التي تستخدم لضخها عبر اجهزة التنفس حيث تتوزع الكميات المعبأة على عبوات صغيرة وكبيرة للأفراد وصهاريج للمستشفيات .
ويقول خضر زهرة احد اصحاب "شركة ومعمل زهرة لتعبئة الأوكسجين": لقد زاد الطلب لدينا مؤخراً على شراء الأوكسجين خاصة وانه في كل لبنان لا يوجد الا معملان واحد في الدبية والآخر في صيدا هما الوحيدان الذين ينتجان الأوكسجين في لبنان .
وبحسب زهرة ، فإن الطاقة الانتاجية للمعمل تبلغ يومياً 2000 متر مكعب . ويقول " حاليا هناك طلب كبير على الأوكسجين خاصة من قبل مستشفى صيدا الحكومي لأنه اكثر من يستقبل مرضى كورونا ويسحب كمية كبيرة . وهناك ضغط في الطلب على هذه المادة و " ما عم نلحق " رغم اننا نعمل بأعلى طاقة وعلى مدار 16 ساعة متواصلة في اليوم . كما أن هناك مشكلة في الكهرباء التي لا تلبي الحاجة لأننا لا نستطيع ان نعتمد على المولدات لأن كلفة تشغيلها وصيانتها عالية ".
ويضيف " يتم سحب الأوكسجين من الهواء عن طريق ضواغط ومن ثم يمر بثلاثة مراحل : اولها الفلترة حيث تسحب منه الزيوت والرواسب السائلة وهذه الفلاتر عبارة عن مواد كيماوية يمر من خلالها ، والمرحلة الثانية يسخن الهواء بدرجة حرارة 250 فوق الصفر ، انا نغلي الهواء وبهذا التسخين نضمن تنقيته من كل البكتيريا ، ثم المرحلة الثالثة وهي تبريد الهواء الى 180 درجة تحت الصفر عندها يصبح سائلاً، ثم يعبأ بصهاريج ثابتة مخصصة للأوكسجين للحفاظ على حرارة 180 تحت الصفر. بعد ذلك تتم تعبئته في قوارير اوينقل بواسطة الصهاريج المتحركة الى خزانات المستشفيات وفي المستشفى يحول الأوكسجين من سائل الى غاز صحي نظيف يتنشقه المرضى عبر اجهزة التنفس الخاصة . وخلال كل تلك المراحل يخضع الأوكسجين لفحوصات مستمرة لضمان ان تبقى نسبة الأوكسجين تتعدى الـ 99.5% ".
ويلفت زهرة الى ان الطلب على الأوكسجين في منطقة صيدا زاد الأونة الأخيرة بنسبة 150 في المائة ، وبالنسبة لمستشفى صيدا الحكومي وحده فان استهلاكه زاد نحو اربعة اضعاف ما كان عليه مع بدايات ازمة كورونا .
ويقول " كما اننا كمعمل نعتمد اقصى الاجراءات الوقائية لضمان كل شروط السلامة العامة ، لأن كثيرين ممن يقصدوننا من الزبائن هم امام مرضى كورونا او مخالطين لمرضى .
ووفق زهرة ، فإنه رغم ارتفاع كلفة انتاج الأوكسجين ، الا ان المعمل لا زال يسلم للمستشفيات الحكومية على اساس سعر صرف الدولار القديم اي 1500 ، بينما زاد ثمن الأوكسجين المستخدم صناعياً بنسبة 30% هي جزء من كلفة الانتاج .ويتراوح ثمن بدل تعبئة قارورة الأوكسجين وفق سعتها بين 15الف ليرة للصغيرة ( سعة 1 متر مكعب ) و35 الف ليرة للكبيرة (سعة 6 متر مكعب ) .
رأفت نعيم